٦- يستطيعُ تدبُّرَ أمرهِ إذًا

1.1K 92 60
                                    


لَم أتكلَّم والكلماتُ في تراكَمَتْ
والأحزانُ والصعوباتُ عليَّ تآمَرتْ
وإذ بِكلماتِكَ وابتساماتِكَ عليَّ تهاطَلتْ
وبثوانٍ حالي غيَّرتْ
فأيُّ مصيبةٍ عليكَ تَغلَّبت؟
- ياسمين
.
.
.
.
.
.
.

"منزلكَ غيرُ منظم"

"أضحكتني، كما لو أني إن دخلتُ إلى غرفتك سأجدُ كلَّ شيءٍ في مكانهِ الصحيح!"

"لديكَ ضيف"

"هو من فرضَ نفسه علي كضيف"

استمر النقاش الحادُّ بين الصديقينِ منذ وصولهما شقة أو لنقُل منزلَ أسامة.

"أنا جائع"

"افتح الثلاجة"

"إنها فارغة"

"تمامًا"

"إذًا؟"

"اخدم نفسكَ بنفسك"

صمتَ مهاب للحظاتٍ يفكر مما لفتَ انتباه أسامة الذي منذُ دخولِه رمى بجسدهِ على الأريكة. نهضَ برأسه ليسأل صاحبه الشارد: "ما خطبك؟"

"لا أملكُ مالًا"

ضربَ أسامة رأسه بفقدان أمل ليتحدث: "مهاب، لا تقُل لي أنكَ هربتَ من المنزل بالفعل دونَ أن تأخذَ مسألة المالِ في الحسبان؟"

"كلا، لم أفعل لأنه ما كانَ مشكلة"

عاد أسامة لوضعته ليقول بهدوءٍ بعد التفكير: "خذ المعطفَ واخرج"

نظرَ مهاب حوله ليجدَ معطفًا كان قد عُلِّقَ على عمودِ خشب بجانبِ الباب. كان معطفًا شديدَ السُّمكة يناسبُ تمامًا البردَ خارجَ تلكَ الجدران، كما بدا غاليَّ الثمن تمامًا كأي شيءٍ في ذلكَ المنزل الذي بدا شديدَ الرفاهية مقارنةً بما قد يَكسبه فتًى ثانوي يعيشُ وحده.

ارتدى مهاب المعطفَ وسأل: "أينَ تعمَل؟"

"أتريدُ سرقةَ وظيفتي أيضًا؟"

"أنتَ من أعطاني المعطف"

"لا يهمني، ستجدُ صيدليةً في آخرِ الشارع، بدأت مناوبتي بالفعل"

تفاجئ مهاب من ذلك ليستعدَّ فورًا مرتديًا حذاءه مجددًا قائلًا لأسامة: "أيها المُهمِل، لا أدري كيفَ وظفوك! أتريدُ أن تخسر وظيفتك؟!"

تبسم أسامة كما لو سمِعَ إطراء. فورً أن فتحَ مهاب الباب نطقَ أسامة منبِهًا: "سبعة، ثلاثة، أربعة، تسعة، أيها الغبي"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن