لستُ طامعًا بتجرُّع السموم
لكنَّني أبغظُ ضنكَ الهموم
أعلمُ أنَّ السعادةَ كنزٌ لا يدوم
فلستُ سعيدًا هانئًا كلَّ يوم
السعادةُ زائرةٌ خجولةٌ وكتوم
تخشى اللومَ وتخشى الرُّجوم
قد تزورك صبحًا وترحل وقتَ النوم
فحينَ تأتي، لا تَتَرفَّع عنها أو تصوم
وحينَ تَرحل....انتظرها، بِلا وُجوم
-نور.
.
.
.
.
.
.
.طَرق جرس الباب رغبة إعلان عودته ورغبةً في طلب أحدهم لفتح الباب له. لقد أُرهِقَ بالفعل رغم تعاليم أخيه المفصلة والواضحة للتعامل مع كلِّ ما قد يحدث.
تأخَّرَ فتحُ الباب لذا رنَّ الجرس مجددًا. يعلم متى تنتهي مدرسته وكم يأخذ من الزمن ليعود لمنزله بالحافلة، على إخوته أن يكونوا في المنزل الآن.
لحظات حتى فُتِح له الباب. مَن ظهر له كان مهاب، لكنه علم أنَّ مجد هو من فتح له الباب استجابةً لرنينه.
قال موضحًا: "نور، أنسيتَ أني أملك مفتاحًا للمنزل؟"
تدارك نفسه ليقول يفتش جيوبه: "أوه! آسفٌ أخي مجد، لا أعلم كيفَ غاب ذلك عن ذهني!"
نبش معطف أخيه حتى أظهرَ المفتاح لترتسم البسمةُ على وجهه رغم تعبه.
فاسحًا الطريق لأصغر إخوته بالدخول قال مجد ممازحًا: "هل تريدُ فتحَ بابٍ مفتوح؟ تفضل يا أخي، البيتُ بيتك!"
دخل نور وقد أحرج قليلًا بذلك.
حينَ دخل نهض مهاب (الذي لازال في جسد نور) من حيث كان يقول بنبرةٍ قلَّدَ فيها مرح أخيه الصغير: "أهلًا بعودتكَ أخي مجد! لا تعلم كم اشتقت إليك!"
كانت محاولةً منه للاستهزاء بطبع إخوته، لكن الأمر لم يسر حسب تخيله.
قال مجد يقلد مهاب: "ما هذه الترهات التي تتفوه بها؟! لم يغب عن المنزل إلا ليذهب إلى عمله لينهك نفسه حتى الموت! وفوق كلِّ ذلك يمنعني من العمل! ألا يعي ما يحدثُ حوله يا ترى؟!"
مستمرًا في المسرحية لقلب الأمر على مهاب، تحدث نور من جسد مجد يقلد الأكبر: "انتبه على كلماتك يا مهاب! سأعد الطعام من فوري، اغسلا أيديكما وتعاليا إلى الغداء، لن أذكركما بذلك أكثر من مرة. أنتما الآن ناضجان بما فيه الكفاية لتدركا ما تفعلان بأنفسكما!"
"ولماذا تُلح وتقلق علينا دائمًا إذًا يا نابغةَ زمانك!؟" ردد مجد يقلد مهاب.
"لأنك يا عنترةَ زمانك تصر على عنادك الطفولي، تبتغي ما هو أعلى منك! كما لو كنت-"
أنت تقرأ
مشَاعِرُ أخي
Teen Fictionكم أتمنى لو أنتزعُ كلَّ آلامِكَ وأحزانك، لو أنتزعُ كلَّ شوكةٍ أو عائقٍ من حياتك، لو أنتزعُ كلَّ معانتك. سأنتزعها من حياتك، حتى لو كلفني ذلك زرعها في حياتي. سأخذُ كلَّ آلامِك... سأتبنى كلَّ أحزانك... وسأعيش كلَّ معاناتك... المشكلة بأنَّ عناءكَ الأ...