١٧- استَيقِظا...رجاءً

1.1K 65 55
                                    

كثيرةٌ هي أوجاعُك
قليلةٌ هي أحلامُك
فدعني آخُذ قليلًا من آلامِك
واستعر مني بعضَ الضوء لآمالِك
-ياسمين

.
.
.
.
.
.
.
.

علت شمسُ الصباح لتعيدَ الضياء للسماء. أشعتها أجبرت النيام على الاستيقاظ كما أجبرت الخمول على التبدد. رغم أنها لم تنتصف كبدَ السماء بعد إلا أنها عبرت ربع مسيرتها المعتادة بين الغيوم المتكثفة.

°•°•°•°•°• في ذاك الحين •°•°•°•°•°

انتظمت في خطواتها بينما أحكمت إمساكَ حقيبتها التي تدلت على أحد كتفيها. سرعة سيرها تسببت في تطاير ثوبها الأسود الوسيع. وصلت لتوها إلى المشفى.

بين الأروقة البيضاء سارت بخطواتها تقصدُ مكانًا واحدا، غرفةٌ واحدة طابقت الأرقام التي وصلتها في رسالةٍ نصية.

وفعلًا حين وجدت مبتغاها، طرقت الباب بخفة قبل أن تفتحَ الباب دونَ أن يصلها رد، فهي تدركُ أن الرد لن يصلها.

أغلقت البابَ خلفها بخفة لتعيد للغرفة هدوءها الذي غمرها وكذلك لتعيد الظلام ليغطيها.

لم تنبس بكلمة إذ انشغلت عيناها بتفحص راقدي السريرين الذي لم يبدي أيٌّ منهما أيةَ حركة، بل أنه لولا أصوات أجهزة فحص دقات القلب ومعدل الأوكسجين بالجسد لظُنَّ أن الأسرةَ حملت أجسادًا خاملة.

أبعدت عيناها عن السريرين المتقاربين لتحط على الساكن على الكرسي بين السريرين.

جلس هناك بهدوء وقد حوطت يداه يدًا لكلِّ راقد سرير. حوط قبضتيّ النائمين بين يديه ليقربها منه مغطيًّا وجهه وتعابيره بها بينما انشغل عقله بتأنيبه.

سارت بهدوء بعيناها الواثقة التي عرفت بسعتها. استقرت خلف ظهر الجالس لتهمس تلفت إنتباهه: "جلال..."

"همم"

همهم دون رفع ظهره الذي انحنى ودون إبعاد مقلتيه عن راقداي السرير.

قالت تجيبُ الشارد أمامها: "حان وقت عملك"

"همم"

علقت حقيبتها بعيدًا لتعاود الوقوف خلفه. أراحت يدها بخفةٍ على أكتافه العريضة لتعاود محادثته: "سأبقى أنا معهما ريثما تعود"

"همم"

سمحت له ببضع اللحظات الإضافية ليفهم الوضع.

بدل الإجابة عليها تحدث بعد أن طال صمته: "أريد البقاء إلى جوارهما"

اتجهت نحو النافذة لتفتح الستائر لتسمح بأشعة الشمس باقتحام الغرفة عنوة رادةً على كلامه: "عملك في صالحهما. كما أنني سأعتني بهما وسأتأكد من إعلامكَ في حين استيقظا، حينها غادر عملك وسارع إلى هنا"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن