٢٩- رنينُ كلِمات

816 57 27
                                    


تنبيه: قد يحتوي الفصل على مشاهد لا تناسب الجميع حيثُ سيتناول الفصل قصة ما واجهت ياسيمن في الغابة.

.
.
.
.
.
.
.
.
.

ألكلماتي معنى؟ أم أنها مجرد ترانيم؟
أهي دواءٌ ومرهمٌ أم تراها سكينٌ أليم؟

أهي لأحدٍ نجاةٌ أم التبست عليَّ المفاهيم؟
اعذرني، لا إرشادات في فهم الروحِ ولا تعاليم
-ياسمين

.
.
.
.
.
.
.
.
.

رحَّبت الخالةُ ابتهال بتوأميها وزائرها المعهود. رغم أنَّه يزورهم من حينٍ إلى آخر، تجدُّ نفسها ترحبُّ به بكلِّ محبة في كلِّ مرةٍ يزورهم وكأنه جزءٌ من العائلة غاب عنهم طويلًا.

اليوم لم يكن مختلفًا.

"أهلًا أهلًا بكم- أوه نور! لذلك غدا بيتنا منيرا!"

"شكرًا جزيلًا خالتي ابتهال"
قال الفتى محرجًا وممتنا.

كعادتهما، قَبَّلَ التوأم رأس والدتهما يلقيان عليها التحية.

"كيف كانت المدرسةُ اليوم؟" سألت دونما تحريك يديها التي أحاطت توأميها.

عدى لغةِ الإشارة، تتقن ياسمين قراءة حركةِ الشفاه.

"كما المتوقع" ردَّ ياسين ليطمئن والدته.

قالت مبتسمة: "هيا إذًا لتذهبوا للأعلى وتغيروا ثيابكم المدرسية"

تحرَّك التوأمان وكان نور قد سبقهما إلى غرفة ياسين.

أدرَكت وقوف زوجها عند عتبةِ الباب لتُقبِل نحوه. قالت لمن بدا جادًّا: "ما الأمرُ رويد؟"

قبل أن يجيبها قال هو: "لا يستدعي الأمرُ قلقك، أخبريني عن حالكِ أنتِ"

لم تستطع منع عينيها من الذبول لتقول لزوجها: "سأقاسي الألم ذاته دائمًا. لا دواء لحزن الأم على ابنها"

"عزيزتي" قال مشابكًا أصابعه مع أصابعها.

نفت برأسها قائلة: "لا يستدعي الأمرُ قلقكَ أنتَ أيضًا. يكفيني من شذى وجوده ذكرياتٌ تعود لتزورني كلَّ يومٍ وكلَّ حين. قلبي لازال مقسومًا على أربعة ولن يغير ذلك غيابٌ أحدكم عني. غياب علاء حبيبي لا يعني أنه سيحرم من حبي له"

رفعت عيناها لتلاقي عيناه تخاطبه دون كلمات. أبقى على تحديقه في عينيها كما لو يجيبُها دون استخدام كلماته.

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن