مِسكٌ وطيبٌ نلته منه، حتى باتَ المُعتاد
القسوةُ في كلامه قلقٌ، واهتمامهُ هو العِناد
لا أُلزِمُكَ قُربي، لكنني لا أسألُكَ البِعاد
لا تفارقني فجأة، بل أعلمني لأعدَّ العتاد
كلُّ شيءٍ في وقته، إلا بعدُكَ دونَ ميعاد
-مهاب.
.
.
.
.
.
.بهدوءٍ تخلَّلَ انشغال الجميع، تسلل شهرانِ كاملان من أيدي أبطالنا.
منهم من شُغِلَ في عمله، ومنهم من شُغِلِ في دراسته، ومنهم من شُغِلَ بعلاجه. كان الخريفُ قد ألقى تحيةَ الوداع مرحبًّا بالشتاء ليحلَّ محله. مع حلول الشتاء، تلاشت أيُّ فرصٍ للاستمتاع بأشعةِ الشمسِ أو دفئها. عوضًا عن ذلك، ترقَّب الجميعُ رداء الدنيا الأبيض الذي قاربت على اكتسائه.
الرياحُ الباردة، ودرجةُ الحرارة المنخفضة كانتا دليلًا كافيًّا للتنبؤ بالثلوج، لذلك لم يتفاجأ ذلك الشاب حين هطلَت رقائق الثلج على استحياء تُعلِنُ هبوطها من غمامِ السماء.
تتالَت الحبَّاتُ تطوف في الفضاء قبل أن تقع متعلقةً بكلِّ ما ما استطاعت التشبث به من أغصانٍ أو أعمدةٍ رحَّبت بها. بات البياض يسودُ شيئًا فشيئا.
بسمةٌ طفيفة اعتلت شفتيه مبصرًا ذلك المنظرَ الرحب والذي أضفى دفئًا في القلوب رغمَ حقيقةِ برودَته.
لم يتفاجأ حينَ وصل إلى آذانه صوتُ نور من الطابقِ الأعلى يقولُ وقد بدى أنهُ نظَرَ خارج النافذةِ أخيرًا: "يا إلاهي! إنها تثلجُ بالفعل! يااااه ما أجملَ الثلج!"
ما سمِعَهُ تاليًّا كانت خطوات أخيه السريعة على عتبات الدرج. أدرك قصده ليستعدَّ لسؤال أخيه المتجهِ نحوه.
وفعلًا تسمَّرَ نور أمام أخيه الذي استندَ على طرفِ إطار النافذة. سأل متأكدًا من إظهار لمعةِ عينيه: "مهاب، أتسمحُ لي باللعب بالثلج؟! رجاءً! لقد زالت الحمى عني!"
لبث مهاب يتمعن وجه أخيه الصغير الذي التمعت عيناه بشكلٍّ مضحك بينما تقوَّست شفتاه بترجي.
"كم درجةُ حرارةِ جسدك؟" سأل مهاب مريحًا ظاهر كفه على جبين المعني.
"٣٧.٨ درجةً سيلييوسية!" أجاب المعنيُّ متحمسا.
ضيَّق مهاب عينيه يتأكد من صحةِ ذلك. سأل مجددًا: "إن سألتُ البائس في الأعلى عن درجةِ حراراتك، هل ستكون إجابتهُ الإجابةَ ذاتها؟"
أومأ نور ثلاثَ مرات يجيبُ على أخيه.
مستديرًا يعيد تأمل الأجواء قال مهاب قصد إزعاجِ الصغير: "سأفكِّرُ بالأمر!"
![](https://img.wattpad.com/cover/308022373-288-k970992.jpg)
أنت تقرأ
مشَاعِرُ أخي
Teen Fictionكم أتمنى لو أنتزعُ كلَّ آلامِكَ وأحزانك، لو أنتزعُ كلَّ شوكةٍ أو عائقٍ من حياتك، لو أنتزعُ كلَّ معانتك. سأنتزعها من حياتك، حتى لو كلفني ذلك زرعها في حياتي. سأخذُ كلَّ آلامِك... سأتبنى كلَّ أحزانك... وسأعيش كلَّ معاناتك... المشكلة بأنَّ عناءكَ الأ...