٤- مَن الذِي يَتألم؟

1.6K 118 109
                                    

الرواية ستأخذُ منعطفًا من هنا، لذا اربطوا حزام الآمان واستمتعوا بالرحلة. إن أصابتكم الحيرة فلا داعيَّ للقلق! إنها جزءٌ مهمٌ من هذه الجولة الفريدة! 👍😉
(آملُ أني لم أبالغ في ذلك وحسب!🤭)

.
.
.
.
.
.
.
.
.

أضَّحى صَباحِي و أَمسَى مسَائِي
ووحدكَ أنتَ مَلأتَ فُوآدِي
جُلتُ البِحارَ حتَّى تَوَّهنِي العالمُ النَّائي
حتَّى ظَهرتَ كالنُّجُومِ المُنِيرةِ مزينًا سَمَائي
لِتَهمِسَ لقلبي "اسكُنْ على ضِفافِ مِينائي"
-ياسمين

.
.
.
.
.
.
.
.

رمى مهاب دراجته في مكانها بكلِّ غضبٍ وفوضوية أخرج المفتاح من جيبه المبتل ليُباشر في فتحِ الباب.

لم يكن نور سينطقُ بأول كلمةٍ أراد قولها حتى قاطعه أخوه.

"أخي-"

"غبي"

عاودَ نور المحاولة "أخي مهاب ستتجمد! ما كان عليك الخروج بثيابٍ كهذه"

قطعه مجددًا: "أيها الأحمق يكفيني المتأمِر ذاك" ودفع نور من ظهره ليدخل فقد فُتِح الباب.

تداركَ نور نفسه قبل السقوط لكنه أسند كل ثقلهِ على قدمه المصابة. نجحَ في كتمانِ تأوآته لكن لذلك ضريبة. تصنَّمَ في مكانه للحظات كانت كفيلةً للفتِ انتباه مهاب لكنه ما ظنَّها إلا حركةَ عنادٍ من أخيه الأصغر المهمل الذي تأخر عن العودة للمنزل دون إخبارِ أحد.

دخل نور والغرابةُ كلُّ ما ملأ عقلهُ بعد ألمه. وما زاد غرابةَ الموقف هي مظلة مهاب السوداء التي استقرت في سلَّةِ المِظلات بلا قطرةِ مطر واحدةٍ تعتريها.

وضع مظلته المبتلةَ عن آخرها فقد اشتدَّ المطر خلال الثلاثةِ عشر دقيقةً التي قضاها في الخارج.

سأل أخاه في محاولة عنيدةٍ أخرى: "أخي، ألم يكن من الأفضل أن تأخذ مظلتك على الأقل؟"

"لتصمت أنت. لا علاقةَ لكَ بشؤوني. كما اذهب فورًا لتستحم ماءُ الحوضِ لازال ساخنًا"

التمسَ نور في كلام أخيهِ بعض الدفء والإهتمام رغم قسوة اختيارِهِ لكلماته.

يبدو أن مهاب استشعر ذلك أيضًا ليردف موضحًا: "لا تخطئ فِهم الأمور، سيقتلوني أخوك إن مرضت، كما أن ماءَ الحوض الدافئ ما كان إلا لي"

قاسية هي كلماته لكن نور لم يلتفت لذلك الجزء فجُلُّ تفكيرهِ صُبُّ على أن أخوه آثره بالدفئ ليسأل فورًا: "وماذا عنكَ أخي؟"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن