في رُوحِي وقَلبي وعينيَّ
انعِكاسُ صُورةٍ بلوريَّة
لَبِثَت مختُومةً سِريَّة
نُزِعَت منها الحريَّة
بطُرقٍ وحشيةٍ قَسريَّةلمَا هذهِ الصورة الحَصرِيَّة؟
إنها لذِكرى... بالمشَاعِرِ ثَريَّة-مجد
.
.
.
.
.
.
.
.شَبَّان ريفيان، صاحبان متصاحبان، عفويَّان وفيان، هاذان كانا ابن الجبل وابن السهل، أو باستخدام أسمائهما هما جلال البارودي ورويد الصباري.
فتيانِ ظهرا من العدم في حياة براء الشائكة التي استمرت بجرحه حتى قررت أخيرًا إكرامه بشمِّ بعض عبقها.
بينما كان هو يشييدُ كوخًا لنفسه وعائلته المستقبلية، هما استوطناه وسرقاه منه.
لم يعلن سابقًا أنه بانيه، لذا بالنسبة لريفيين، هو بدوره شريكٌ لها في جريمةِ استيطان ممتلكات الغير.
لم يعلم حين رآهما أول مرة بأنهما يتوعدان بالسرثةِ المزيد منه.
سرقاه وحدته، سرقاه حزنه كما سرقاه عزلته.لطالما كان يعودان من مدرستهما الريفية المخصصة بتعليم الفروسية ليتجها إلى كوخه ومعقله يطالبانه بالوجود فيه.
وبطبيعة الشباب، كانا يقضيان أغلب وقت فراغهما بالتسكع والتسامر معًا.
لم يعلن براء قَبلًا أنه انضم لمصاحبتهما وبأنَّ (إلزامات الصحبة) تفرض عليه الآن ولكنَّ ذلك ما صدَّقاه واتبعاه.
تلك السنوات التي قضاها الثلاثةُ معًا عملت على إعادةِ تذكير براء بمعنى الإنسانية والحياة الإجتماعية وغيره مما لم يشهد في حياة السجن.
تلك السنين التي قضاها بين عائلةِ زوجته وبين صاحبيه كانت كفترةِ نقاهة إستعاد الشاب فيها إنسانيته وحيويته سويًّا مع عاطفته.
"بجديةٍ يا ابن الجرف، أتخبرني بأنَّك لم تتدرب على قيادة الخيل سابقًا في حياتك؟!"
تفاجأ جلال من إتقان براء لانتطاء فرسة رويد.
"لم أعتقد أنني أجيد ذلك بدوري"
ردَّ براء يربت على عنق الفرسة التي أحبت فعله."مرج تؤوِي كلَّ من يلتجؤ إليها، لا تسمح لضائعٍ أن يبقى تائها. يبدو أنها تيقنت من أحاسيسك إتجاهها، أتوافقينني الرأي مرج؟"
قال رويد باسمًا يحادثها لتجيب عليه بإراحةِ رأسها على كتفه."أتريدُ تجربة إنتطاء رُعاد؟"
قبل أن يجيبَ براء تحدث رويد: "لا تضَع فتى الجرف في موقفٍ كهذا جلال، خيلك بريٌّ مستقل ومزاجي، قد لا يقبل ركوب فتى الجرف عليه، فعلى عكس مرج، رُعاد لا يكتفي بمعرفة أحاسيس فارسه، بل أنهُ يبحث عن نواياه، وقد يكونُ هذا شيئًا لا يريده فتى الجرف"
أنت تقرأ
مشَاعِرُ أخي
Roman pour Adolescentsكم أتمنى لو أنتزعُ كلَّ آلامِكَ وأحزانك، لو أنتزعُ كلَّ شوكةٍ أو عائقٍ من حياتك، لو أنتزعُ كلَّ معانتك. سأنتزعها من حياتك، حتى لو كلفني ذلك زرعها في حياتي. سأخذُ كلَّ آلامِك... سأتبنى كلَّ أحزانك... وسأعيش كلَّ معاناتك... المشكلة بأنَّ عناءكَ الأ...