ابتعِد الآن دُونَ اقتِرَاب
حياتُكَ لن تحبَّ الانقِلاب
دَعكَ منَّا وعِش الشَّبَاب
لا تُعطِنا مكَانةَ الأحبَاب
نحنُ أولًا وآخِرًا أَغرَاب
ابتعِد، فالقُربُ منَّا عذَاب
-الإخوة.
.
.
.
.
.
.عِوضًا مِن العودةِ إلى منزله الخالي حاليًّا ليقاسي وحشة شوقه لزوجته لميس، سار بأقدامه يقود نفسه نحو الحديقةِ التي كان فيها البارحة.
لقد استغرقَ الأمر منه وقتًا، فليس يذكر كيف وصلَ إليها البارحة. الأمر كان أشبه بالصدفة.
وحسنًا، من الصعبِ تكرار الصدف!
لكنَّ الرجل الذي نتحدث عنه لا يُثنى عن هدفه بسبب صعوبته وحسب، لذا ادعى الضجر والتعب الذي روداه البارحة ليسوق بأقدامه دون وعي.
وحسنًا...على عكس المتوقع، استطاع المدعو جلال الوصول إلى غايته بطريقته الخاصة.
عوضًا عن الإنعزال عن الحديقة، أخذَ له مقعدًا في كرسيٍّ قُربَ الساحة حيثُ يجتمع الأطفال والصبيان للعب.
وفعلًا كان مكانًا مناسبًا فبعد دقائق قليلة، بعد أن قلَّت حرقة أشعةِ الشمس، أبصر جلال مجموعةً من الصبيان يهرعون إلى تلك المساحة الخضراء الممتدة.
أقدم حوالي ١٥ ولدًا تراوحت أعمارهم بين السادسة إلى الخامسة عشرة، أو على الأقل، هكذا قدَّرَ هو.
كان الفتية ينادون على بعضهم يترامون كُرةً كانت مستقرةً بين أيديهم.
"هيا يا فتيان! آخر من يأتي سيكونُ الحكم!"
ولدى صياح واحدٍ من الفتية الذي بدا مِن كبارهم، سارعت خطوات الصبية الصغار أكثر.
وصلوا إلى غايتهم ليستقروا على مرأى جلال.
معطيًّا ظهره للرجل الجالس قال الفتى الذي أمسكَ بالكرةِ واستعجل البقية سابقًا: "هيَّا بنا إذًا! كيف سنقسم الفرق اليوم؟ على سنكملُ مبارتنا السابقة؟!"
لم يحتج جلال للبحث كثيرًا قبل أن يصير الفتيةُ الثلاثةُ من البارحةِ في إطار عينيه. كان ثلاثتهم هناك ضمن الفتية.
رغم نظرهِ إليهم، لم تلتقي عيونُ أيهم بخاصتيه، وهذه لم تكن صدفة. لابد بأنهم قرَّروا تجاهله تمامًا لدرجةِ إنكار وجوده!
لم يأبه جلال بذلك بل بقيَّ صامتًا يُراقب.
وافق الفتية بعد نقاشٍ غير قصير على تشكِيل فرقٍ جديدة ولعبِ مباراة جديدة.
أنت تقرأ
مشَاعِرُ أخي
Teen Fictionكم أتمنى لو أنتزعُ كلَّ آلامِكَ وأحزانك، لو أنتزعُ كلَّ شوكةٍ أو عائقٍ من حياتك، لو أنتزعُ كلَّ معانتك. سأنتزعها من حياتك، حتى لو كلفني ذلك زرعها في حياتي. سأخذُ كلَّ آلامِك... سأتبنى كلَّ أحزانك... وسأعيش كلَّ معاناتك... المشكلة بأنَّ عناءكَ الأ...