٣٦- لَستَ وَحِيدًا

808 66 153
                                    


قَريبًا كنتُ أو بَعِيد
حزينًا كنتَ أو سَعِيد
رابِطُنا رابطٌ شَدِيد
يَجمعُنا عُمُرٌ مَدِيد
فَفعَل ما تشَاءُ وتُرِيد
ولَن يتغيَّرَ ما يَنبِضُ بهِ الوَرِيد
-عماد

.
.
.
.
.
.
.

بعد أن بقيَّ لعشرين دقيقةٍ إضافية كما طُلبَ منه، نهضَ مهاب عن مقعد الإنتظار. سار بين الممرات التي بدت صاخبة رغم حلول الليل منذ مدة.

وصل عند مكتب الاستقبال لينتظر انتباههم له. التفت المرأة ناحيته لتنطق: "اعذرني، كيف تريد أن أساعدك؟"

ردَّ عليها يمرر بطاقته الطبية: "لقد انتظرت للمدة المطلوبة، هل مِن إجراءاتٍ أخرى عليَّ الإلتزام بها؟"

أجابت تستلم بطاقته منه قبل أن تعبث بالحاسوب أمامها: "لم يبقى الكثير، عليك ملء هذه الاستمارةِ التي سأطبعها لك حالًا"

سألته تمرر الورق إليه في حين تتفحص من لا يزال في لباسه المدرسي: "هل أجرى الطبيب الفحوصات اللازمة؟"

أومأ بينما يبدأ بملء الإستمارة بعد أن استعار قلمًا منها مجيبا: "أجل، لا أعراض خطيرة، قال أنَّ بإمكانيَّ الإنصراف ما لم تظهر أيُّ بوادر ملحوظة"

أنهى الاستمارة برسم توقيعه المميز واللافت. مرر لها الورق فوق سطح المكتب لتشكره. قبل أن تلقي تحيتها سأل الشاب حالك العينين: "المعذرة، هل مِن طريقةٍ تمكنني من التوصية به لشخصٍ ما في حاجةٍ له؟"

تفاجأت قبل أن تجيب: "أجل هناك طريقة تمكنك من ذلك طالما أمكنك ذكر اسم الكامل للموصى له مع إثباتٍ لحاجته الماسة والحالية، أهذا أمرٌ تقدر عليه؟"

"أجل"

ردَّ مهاب لتسارع بطبع المزيدِ من الأوراق.

سرت يد مهاب سريعًا تدون معلوماته الخاصة كاسمه وعمره. لم تتوقف يده إلى عند الخانة التي تطلب منهُ تسجيل اسم الشخص الموصَّى له.

ارتفعت شفتاه دليلًا على ابتسامةٍ جانبية. كتب الاسم بخطٍّ واضحٍ وعريض.

وكما الأوراق الأولى، ختم هذا الاستبيان بتوقيعه.

"شكرًا جزيلًا أيها الشاب، نقدر فعلك ونرجو أن تشجع رفاقك على شبيه فعلك!"

ردَّ ملوحًا: "لما لا؟ إلى اللقاء الآن"

وبذلك غادر مهاب ذلك المبنى وشيءٌ في كيانه أخبرهُ أنها لن تكون زيارته الأخيرةَ له.

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن