١٩- احمِهِ مِن ضَعفِه

1.1K 70 44
                                    

كالملازم...لن أهانَ من الهزائم
كالملازم...سأفديك بكلِّ العزائم
كالملازم...لا تردَعُني عندك الغنائم
كالملازم...سأحميك يقظًا وأنتَ نائم
كالملازم...الوعدُ بيننا قائم
كالملازم...الوفى لك دائم
كالملازم...لن أبرحَ جوارك المتشائم
كالملازم... فأنا صاحِبُكَ الملائم
-أسامة

.
.
.
.
.
.
.

سابقتُ خطواتي في تلك الممرات التي سئمتها وسئمت مني. إنها خانقة، ولا شيء يمكن أن يغيِّر رأيي بها.

لقد قررت الهرب مرارًا، وقد هربتُ بالفعل. ولكنني أجدني أعود أدراجي دومًا مرغمًا على ذلك. لكم تساءلت إن امتلكَ العم جلال قدرةً خارقة تسمحُ له بتقييدك بأوامره رغم غيابه.

كنتُ لأشعرَ بالشفقةِ على الإخوةِ حينها، فلن يُضيع العم جلال فرصةً كتلك للتحكم بالإخوة بإطعامهم وإخلادهم للراحة والنوم.

رغمَ توافُر مصعدين كهربائيين، إلا أنني اتجهتُ صوبَ الدرج، فحسنًا، لستُ أريدُ التوقفَ عن الحركة. حتى لو كان المصعدُ أسرع إلا أنَّ فكرةَ الوقوفِ كالفزاعة داخله في حين يعبث بثباتكَ وتوازنك ويذيقك دوارًا مباغتًا لم تعجبني.

ناهيكَ عن احتمال توقفه بك في أي لحظة لتُحتجَز داخل كتلة حديد.

لا شكرًا.

أقدامي لم تصب، وأنا ممتنٌ لذلك.

كدتُ أتعرقل بخطاي في ذلك الحين لأسترجعَ صوابي.

مَن يراني قد يسأل لما عسى هذا الشاب المبهدَل يتعرقل على أدراج المشفى من هذا الصباح الباكر؟ أيرغبُ أن تجبَّرَ قدمهُ أيضًا كما جبِّرَ كتفه؟ أم يبتغي زيادةَ الضمادةِ على جسده؟

لا هذا ولا ذاك.

أنا أركضُ إلى أحضانِ أخي!

أنا أسارعُ إلى رؤيةِ مجد، لقد علمتُ أنه استيقظ البارحة وانتظرت بفارغِ الصبرِ اسيقاظهُ اليوم.

هو لم يخذلني أبدًا. لقد استيقظَ قبلَ الشمس! أنا من تأخر إلى حين بزوغها.

لم يغب طويلًا، بل أنَّ الجميعَ كان ليعذره إن نام ليومٍ إضافيٍ أو لثنين.

رغم ذلك...
لقد تبعثرنا بدونه!

تشتت الجميع.

نور مع ياسين يتدبرُ أمره.

العم جلال يحاول أن يثبتَ أنه رجلٌ خارق قد يبقى على نشاطه وحيويته دون نومٍ أو طعامٍ كافي. كيفَ يريدُ أن يؤدي اليومَ في المحكمة؟

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن