١٠- تِلكَ الظاهرةُ الغامِضة

1K 80 49
                                    

أتسمحُ لي بأن أشاركَكَ أرضي وسمائي؟
أن أعيش معك صبحي و مسائي؟
أن أمد لك عوني ودوائي؟
فمِن دونك بدا عالمي موحشًا نائي
-ياسمين
.
.
.
.
.
.
.
.
.
لم يستطع معصوبُ العينين أن يحددَ أين هو. لكنهُ استطاعَ بالفعل تحديد أن الرائحةَ التي يشُمُّها هيَّ أسوأ رائحةٍ تنفسها.

ليسَ يذكُرُ أيَّ شيءٍ مِن بعد صوتِ إطلاق النار وسقوطِ صديقهِ أرضًا. يبدو أن ما استنشقهُ لم يَكُن هواءً وحسب بل غازًا منومًا أيضًا. لا مشكلة، هذا يعني أنه في ذلِكَ وحده. حانَ الوقتُ لتلقي مسؤوليةِ بعض أفعالِه.

صحيح، بالتفكيرِ في الأمر ظهرهُ المستندُ على الكرسي البارد الحديدي كان مصابًا بطريقةٍ ما.
هل جرِحَ أيضًا؟
هو لم يَعد يذكُر  وجسدُه المرتخي والمخدر لا يُساعده في ذلك.

يدهُ مقيدةٌ وقدماهُ أيضًا. يبدو أنهُ أطعمهم بعضَ القبضات القاسية لتعَلِّمَهم الخوفَ منها لذا قيدوها. هل ركلهم أيضًا؟ لذلك قيدوا أقدامه؟ لما لا يفعل؟ كانَ هنالِك الكثيرُ منهم قبضتانِ لا تكفِيان، لابدَّ أنهُ استخدم ساقيه أيضًا.

بدأ الفتى يشعرُ بالضجر بالفعل. إلى متى سيبقى هكذا؟ هُم بالتأكيد لا يريدونَ منه أن يغضب، على الأقل لمصلحتهم.

وأخيرًا بدا صوتُ خطواتٍ على الأرض يعلو من مسافة. حذاء بكعبٍ عالي؟ هذا ما يبدو الصوتُ عليه.
خنَقت أنفهُ رائحةٌ أخرى ليست جديدةً عليه.
أيًّا كانَ مَن دخل، سيجارةٌ تستقرُّ في إحدى يديه.

سمِعَ صوتَ أقدامٍ أخرى. شخصان؟ ثلاثة؟ لم يستطع تحديد عددهم مع الصدى.

تحدثَ صوتُ أحدهم أخيرًا: "هل هذا هوَ من عبث معكم؟"

"هو كذلك أيتها الزعيمة"

إمرأة. هذا يُفسر الصوت الرفيع والكعبَ العالي.

سألت المرأةُ مجددًا: "ولماذا لم تنتقموا منه وحسب؟"

"أحضرناه كي ينال عقابه، كما أنه طابق موصفات هدفِكِ المعني" ردَّ أحدُ الرجال.

"هكذا إذًا، انصرفوا"

"حاضر"

ومع أوامِرها انصرفَ الجميع عداها، أو على الأقل هذا ما يظنه.

تعالى صوتُ الكعبِ حتى شعرَ أنها تقفُ أمام أقدامه. قالت بهمس تقشعرُّ له الأبدان: "إنه ليسَ يوم سعدِك"

وبالتأكيد لم يَستطع مهاب كتم ردوده: "يؤسفني أنه ليسَ يومَ سعدِك أنتِ أيضًا"

مشَاعِرُ أخيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن