-23-

61 3 1
                                    


-مرحبًا-

بسم الله

"هاتان اليدان يدان مُجرمة"

««««««««««««««««««««


بعد شهرًا و 25 يوم بالتحديد كانت جوري جالسة على المكتب الخاص بها وتقرأ رواية لأجاثا كريستي وبجانبها كوب مِن النعناع

تقرأ الكلمات لكنها شاردة في أفكارها، لقد كانت تُفكِّر الأيام الفائتة في إتخاذ قرار صعب للغاية منذ أن أتت لها تلك الرسالة

تذكرت ما حدث منذ ثلاثة أسابيع حيث ذهبت لشركة غياث، طرقت الباب وهو سمح لها بالدخول لذا فتحت الباب رادفة بإبتسامة"مرحبًا"

توسعت إبتسامته على الفور"أهلًا تعاليّ اجلسي" همهمت مُتقدِّمة جالسة على الكرسي أمامه ناظرة لتلك الرسومات أمامه

أخذت رسمة متمتمة بإنبهار"واو أنت فنان موهوب" إبتسم بخجل"شكرًا على هذا الإطراء" ضربته بالرسمة على رأسه بقوة"أيها الأحمق هذا ليس إطراء أنا أقول الحقيقة"

تنهد بقلة حيلة مُدلِّكًا رأسه"لمَ أنتِ عنيفة معي؟" وضعت الرسمة مكانها ثم رفعت قدمًا فوق الأخرى مُبتسمة"لأنك تستحق"زفر أنفاسه مُكتفًا يداه ضد صدره بغضب"سُحقًا"

قهقهت عاليًا"تبدو لطيفًا عندما تغضب" وسَّع عيناه صارخًا وقد إنتشر اللون الوردي على وجنتيه"لستُ لطيفًا"إعتدلت بجلستها مُستندة بيديها على المكتب قائلة بإصرار"بلى أنت كذلك"

همس بإنزعاج"تبًّا" نطق بتوتر"وهل..هذا يُعجبك؟ أقصد.. أنني ل..لطيف؟" إختفت إبتسامتها رادفة بصدق"لا يُعجبني إطلاقًا"

تمتم داخله بإستغاثة'أنا أُعاني مع فتاة غريبة هنا، يا إلهي ساعدني'

سألت ناظرة للرسومات"أ ترسم تصاميم للشتاء؟" همهم لها"أجل أنا أعمل عليهم"

تغيَّرت ملامحها للجدِّية"غياث أريد أن أسألك سؤالًا مُهمًّا" عقد حاجبيه"ما هو؟"

ردَّت"لنفترض أن أحدًا ما وجد قاتل والدك وإنتقم بدلًا عنك هل ستشعر بالراحة بعدها أم تريد أن تنتقم له بنفسك فقط؟"

تشكَّلت يده على هيئة قبضة ثم ضرب المكتب ناطقًا بغضب وحقد كبير"لن أسمح لأحد بأن ينتقم لوالدي بدلًا منِّي أريد أن أرى ذاك المُجرم يتعذَّب وأنا الذي سأُعذِّبه بيداي وأجعله يتمنَّى الموت"

صرَّ على أسنانه صارخًا"لقد جعلني أنا وأخي أيتام اللعنة عليه أينما كان"

~ملاك الظَّلام~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن