-51-

72 2 0
                                    

-مرحبًا-

بسم الله

«««««««««««««««««««««««««

الجُدران الأربعة و التّعذيب ليسوا بالضّرورة أن تكون في السّجن حتى تُدركهم

بل هنالك شعور يُمثّل معنى الإحتجاز و التّعذيب
يتهيّأ بقسوة الجلّاد و القاضي الظالم

إنّهُ الخوف الذي يستنزف كُل شيء بداخلنا
يأكُلنا ببطئ أو سريعًا
ليس له مِقياس مُحدّد

زنزانته يفرش أرضها بالتوتُّر المُخيف
و يطلِي جدرانها بالرُّهاب المُرعِب

هوائها هو الإرتجاف الهستيري
و بابها هو الإضطراب النفسي

أ يوجد مِفتاح للخروج منها؟

هل ستعثُر على المِفتاح بنفسك
أم ستنتظر أن يُلقيه أحدًا لك؟

الأمر مُعتمد على قوّة تحمّلك
ستُحارب خوفك و تكسر باب الزنزانة
أم ستنتظر أن يلتهِم الخوف كُل أعضائك المُنهَكة؟

بعد أن وضع مَجد رفيقته على سريرها برفق
نطق بنبرة ضعيفة و عيناه لمعت بطبقة مِن الدُّموع
"حالتها تسوء"

سقط على ركبتيه أمام السرير
لا يستطيع الوقوف إنّه يرتجف
هل النهاية قريبة؟

تمسّك بملاءة السرير بيداه الإثنتان خافيًا وجهه بها
بات يتحدّث بنبرة باكية
"حالتها تسوء، هذه المرّة أُغشِيَ عليها
لا أضمن ماذا سيحصل المرة القادمة"

شهق بإختناق و دموعه الغزيرة سقطت
"هي لم تعِش حياتها بعد، لم تعرف معنى السعادة و الراحة حتى الآن، يا الله أرجوك"

رفع رأسه ماسحًا دموعه بيداه المُرتجفة مُستنشقًا ماء أنفه مُتمتمًا
"لن أنهار عليّ البقاء قويًّا لأجلها"

نظر ليداه اللتان ترتعشان و قد ضغط عليهما نابسًا بغضب مِن نفسه
"لا ترتجف اللعنة عليك"

أخذ نَفسًا طويلًا مُحاولًا الهدوء و عيناه ضلّت تنظر لروحه المُتعَبة بحُزن و عاطفة مُستنِدًا بذراعيه على السرير و لا يزال جالسًا على الأرض

مدّ يده اليُمنى مُمسكًا بيدها مُقرّبًا إيّاها تجاه فمه يُقبّلها بكُل حنان و لُطف الأرض

همس بخفوت
"آسف بشدّة لِمَ سأفعله"

مدّ يده الأخرى يُبعد خصلات شعرها عن عينيها
"أعلم بأنّ أسفي لا يكفي و أنتِ لن تسامحيني لكنّه لأجلك"

~ملاك الظَّلام~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن