~ملاك الظَّلام~

-29-

-مرحبًا-

بسم الله

"أنا حيَّة بغير إرادتي"

«««««««««««««««««««««

الكائنات الحيَّة تصارع مِن أجل البقاء والعيش لكن هنالك بعضها لا يتحمل قسوة الحياة لذلك تلجأ إلى الحل الوحيد الذي قد يُريحها مِن كل هذا وهو الموت

الإجرام في حق النفس شيء مرفوض تمامًا والذي يفعل هذا ما هو إلا جبان وليس لديه عقل، الذي يفكر في أنَّ الإنتحار سيُريحه فهو سخيف جدًّا

لا راحة بعد الموت فينتظره حِساب عسير، عليك أن تعيش رغم الظروف القاسية التي تُحيط بك عليك أن تعيش لتُهيِّئ نفسك للحظة موتك المحتومة

إما الجحيم أو النَّعيم أيُّهما ستختار؟

وسع ذو النمش عيناه عندما نظر لجوري التي تُحدِّق به، بالرغم أنَّ نظره مُشوَّش لأنَّهُ فقد نظارته لكنه يعلم أنها الفتاة التي رمَت المشروب الساخن على جورج

صرخ بصوت مُهتز"ارحلي مِن هنا" رفعت حاجبها قائلة بهدوء"أنا على سطح الجامعة ولست في منزلك لذا لا شأن لك، يُمكنني البقاء إلى متى أُريد"

أردفت بنبرة باردة"حتى وإن كنت في منزلك فلن أرحل إلا بإرادتي" عقد الشاب حاجبيه بغرابة وصدمة لكنه نطق"لا يهم"

أعاد عينيه للأسفل، شد على قبضته إنه يشعر بالدوار، المسافة كبيرة للغاية، إبتلع ريقه بخوف

"تريد رمي نفسك؟" نظر الشاب لها ضاغطًا على شفتيه بقسوة مُومئًا برأسه، توسعت إبتسامتها ناطقة بحماس"حقًّا؟ تعلَم لقد تمنَّيت أن أرى عملية إنتحار أمامي يا إلهي شكرًا لك على تحقيق أمنيتي هيا هيا أسرع"

جلست على الأرض مُربعة ساقيها وعلى ملامحها ذات الإبتسامة، صُدم الشاب بشدة أليس مِن المُفترض أن تمنعه !

وسع عيناه"أنتِ مجنونة؟ أليس مِن المفترض أن توقفيني !" عقدت حاجبيها"لماذا سأوقفك ! أنت إتَّخذت هذا القرار لذا لا أحد يستطيع منعك صحيح؟"

أجاب بخفوت وإرتباك"ب.. بَلى" صفقت بيديها"إذًا هيا بسرعة أريد رؤية جسدك وهو يسقط على الأرض مُمزَّقًا إلى أشلاء"

أردف بخوف"أ..أشلاء؟" همهمت مومئة برأسها قائلة بنبرة غير مهتمة"جسدك سيتحطَّم تمامًا و عظامك جميعها ستنكسر كما أنه سيوجد بقعة دماء كبيرة على الأرض"

صرخت بسعادة"رائع" عبست بحزن"لكن سأحزن حقًّا على الذي سيُنظِّف مكان سقوطك، سيتعب كثيرًا" رفعت كتفيها"لكن لا بأس لا تُشغل بالك كُل ما يُهمنا هو راحتك فأنت تريد أن تموت لكي ترتاح أليس كذلك؟"