.☘︎ ݁˖
الجو دافئ على عكس ما يذكر، وهو ما أثار استغرابه للحظات.
ثيابه تعانقه بإحكام، تبعث الدفء في أطرافه التي لم تعرف سوى البرد لوقت طويل.
عيناه تلمعان برهفة وهو يتبع قفز نويل وركضه حوله بحذائه البني الجديد وثيابه التي تضفي عليه مزيدا من البراءة.
كان وجه نويل محمرا بخفة، تزينه ابتسامة عريضة. قفز بخفة فوق غصن صغير جاف على الطريق ليتهشم تحت قدميه الراكضتين.
"لوهان انظر..!"
صاح الأصغر بحماس يشير إلى الغصن الذي تحطم تحت قدميه قبل أن يطلق ضحكة لطيفة كأنها موسيقى صباحية رقيقة تداعب أسماع الأكبر.
ابتسم لوهان أيضا.. خطوته واثقة وهو يسير خلف نويل يتبعه بصمت مليء بالحنين، وكأن كل خطوة تقربه من حلم لا يريد له أن ينتهي.
هذا هو الشعور الذي يريد حتما الآن.
شعور عميق بالانتماء لأحدهم.
فتنهد بخفة ونظر إلى حيث كانت وجهتهم.
البحيرة.
حين وصلوا وقف لوهان للحظة يحدق في سطحها الساكن. الرياح الهادئة تمر برفق فوق المياه التي تعكس السماء بغيومها الثقيلة المحملة بالمطر.
"لوهان.."
ظهر نويل بجانبه فجأة، يعبئ الصخور الصغيرة في جيوب معطفه وكأنها كنوز ثمينة.
"إذا رميتُها أبعد منك، سآخذ نصيبك من الكعك الليلة..!"
تحداه بابتسامة ملؤها اللهو بينما ضحك هو بصوت هادئ وهو يجثو على الأرض ليلتقط صخرة صغيرة قرب قدمه يمنحه الفرصة ليفوز هذه المرة.
"حسنا، ابدأ أنت..!"
رفع نويل حاجبيه بتحد، ثم خطى خطوة للأمام، يرفع يده الصغيرة عاليا قبل أن يلقي الصخرة بكل ما أوتي من قوة. ارتطمت بسطح البحيرة، لتقفز مرتين قبل أن تغرق.
كانت المسافة مذهلة بالنسبة لطفل مثله، لكن لوهان حافظ على ملامح هادئة، يرفع صخرته ويقذفها بدوره. تخبطت أكثر قليلا وسقطت في الماء في بقعة أبعد.
فأدار رأسه لنويل وبسمة عابثة مغيظة تعلو شفتيه.
"فزت.."
قالها لوهان بثقة ينظر لشقيقه الذي كان يزم شفتيه بتحد واضح.
"ليس بعد... سأريك كيف يتم الأمر..!"
أنت تقرأ
𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚 || حــريتـي، مـجــدُك
היסטוריה בדיונית"أنت تتحدث كأنك تعرف ما قد يعنيه القتال ودهس الجثث بينما تخطو بوطنك للمجد.." "هذا الفرق بيني وبينك حضرة الجنرال، أنت تقاتل للمجد.. وأنا أقاتل للحرية"
