٤٧. لا تدع هذا يبقى

39 5 41
                                        




.☘︎ ݁˖



الثلج يغطي الأرض بسماكة تكاد تخفي تفاصيلها، البرد قارص.. لكن بيكهيون يركض وسط البياض يقذف الثلج في الهواء وضحكاته تخترق الصمت الثقيل.

وقف لوهان عند الباب يراقب المشهد بوجه حمل معاني الذعر وآثاره. عيناه تتبعان بيكهيون وهو يدعو الآخرين للانضمام إليه لكن لا أحد يخرج.

لوي ينظر إليه بثياب ملطخة بالثلج دون أن ينطق بحرف يلفته به لحقيقة الخطر.

لوهان متصنم حيث هو وسيهون إلى جانبه يحاول بحضوره أن يهدئ من ضياعه وذعره.

فالتفت أصغرهم بوجه محمر تشقه بسمة واسعة، نظر للوهان الذي شحب وجهه فوق شحوبه وناداه كمحاولة أخيرة لسحبه من غمامة يأسه.

"جنرال! تعال جرب، فقط مرة واحدة..!"

ولم يتحرك المعني. الرياح تحرك معطفه الثقيل، ويداه مشدودتان بجانبه. بيكهيون يقترب منه، الثلج يتناثر تحت قدميه وهو يمد يده نحوه يدعوه للانضمام بإلحاح ونظرة شديدة الأمل واللهفة تغمر عينيه.

"فقط ضع كل شيء جانبًا للحظة. العب معي.. إن لم يكن من أجل نفسك فافعلها من أجلي، لفرصة جديدة سيدي.. بداية جديدة.."

رمقه لوهان بنظرة حادة، كأنه نطق بأكثر الكلمات جنونا واستحالة. ثم تنفس بعمق قبل أن يتقدم خطوة متزعزعة نحوه.

ونطق بصوت مهتز خافت كأنه يكبح غضب الكون برمته بين كلماته.

"ألا ترى ما يجري؟ ألا تفهم ما يعنيه هذا الثلج؟ هذه ليست بداية إنه نهاية"

تراجع المعني خطوة، لكنه لا يزال يبتسم بخفوت ويحاول تقليل حدة الموقف.

"هي ليست كذلك جنرال. إنها بداية.. أنت من قلت ذلك"

ارتعشت شفتي لوهان بحرقة.. وانقطع آخر فتيل لتماسكه.

فارتفع كفه قبل أن يهبط على خد بيكهيون بصفعة حادة تردد صداها حتى غرق كل شيء في صمت.

انسابت الدموع بحرقة على وجنتيه، شفتيه متشققتان ترتجفان تنطقان باستنكار لإصرار الأصغر على تصديق كذبة كهذه.

"كيف يمكنك أن تكون أعمى لهذه الدرجة؟ كيف يمكنك أن ترى الثلج وتظنه فرصة؟ هذا سيقتلنا جميعا..!!!"

ترنح بيكهيون بصدمة.. كفه على وجنته، عينيه متسعتان بصدمة لكنه لا يبتعد.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن