٤٥. تنفس

101 5 70
                                        

.☘︎ ݁˖





كان الظلام كثيفا، والصمت يطبق كغطاء ثقيل على المنزل.

استيقظ سيهون فجأة، قلبه يخفق بجنون دون سبب واضح. مد يده إلى الجانب باحثا عن دفء وجود لوهان لكنه لم يجد شيئا.

فجلس متحيرا للحظة ثم نهض بسرعة يجول بنظره في الغرفة بتخوف..
المكان هادئ بشكل يثير القلق.

لذا نادى بصوت مبحوح يبحث عن صوته في الأرجاء.

"لوهان؟"

لم يأته أي جواب.

الشعور بالذعر بدأ يتسرب إليه كرياح باردة تهز كيانه. فتحرك بخطوات سريعة قلقة نحو الخارج عله بجده هناك يجلس وحيدا ليحدق بالظلمة كما اعتاد، لكن لا شيء سوى الظلال والبرودة تستقبله.

فوقف على عتبة الباب وعيناه تبحثان بلهفة في الأرجاء.

تحرك للخارج يقتاده قلقه متناسٍ أمر البرد لوهلة، مشى على العشب الرطب يجوب المحيط بعينيه ثم تسمر ما إن لمحها.

تلك الظلال عند البحيرة.

كانت حركة بطيئة، شبحية، لوهان يخطو داخل المياه كأنه يستسلم لها، كأنه يتلاشى مع كل خطوة. المياه تعانق جسده شيئا فشيئا وتبتلعه ببطء.

"لوهان.."

خرج الصوت منه وكأنه جرح مفتوح. كان مليئا بالخوف والرجاء.

مليء بالذعر والتكذيب.

كانت تمايلات السطح الصغيرة تلمع تحت ضوء القمر الخافت.

هناك في منتصف تلك اللمعة الخافتة رأى لوهان يشق طريقا متزعزعا من الأمواج الفاترة في البحيرة.

يتحرك ببطء كأن وزنه قد أصبح ثقيلا جدا على جسده النحيل وقدماه تغوصان في المياه واحدة بعد الأخرى.

رأى سيهون ذلك..
وتجمد عاجزا عن استيعاب ما يبصر.

لم يعد يسمع شيئا.. لا صوت الرياح ولا حتى ضربات قلبه التي كان من المفترض أن تكون كالمطارق الآن.

العالم من حوله تقلص إلى تلك الصورة الوحيدة. إلى هذه الذكرى التي ستطارده حتى مماته.

لوهان وهو يغرق نفسه والمياه تتسع لتبتلعه كحضن بارد بلا نهاية.

"لوهان؟"

الكلمة خرجت ضعيفة.. أشبه بهمس مختنق.

ساقاه لم تستجيبا. كان يشعر بأنهما قد تحذرتا وألصقتا بمكانه.. وكأن العجز ذاته تحول إلى قيد يمنعه من الحركة.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن