٤٣. لمَ هو؟

58 5 75
                                        









.☘︎ ݁˖








سمع لوهان قلبه يبدأ العد التنازلي بالفعل، تشنجت أعصابه كلها باللحظة التي ارتمى بها بيكهيون مبتعدا.

كان وقع نبضه يجاري الصوت الذي ظهر يكسر الصمت ويحرك كل الابدان الساكنة أخيرا لتدب الهواء بكل الصدور.

لم يكن انفجارًا.

كان صوتًا صغيرًا، طقطقة معدنية تبعتها تنهيدة ثقيلة منه حين أزاح يديه عن اللغم ببطء بالغ وسقط للخلف يسحب الأنفاس التي خسرها توا.

لقد نجح. الآلية تحررت، والخطر انتهى.

وأمامه كان بيكهيون بدوره يرتجف ويبكي بصمت بالغ كأنه خشي أن يتسبب صوت نياحه بالانفجار. عينيه امتلأتا بالدموع التي كان يحبسها منذ البداية وكأنها لم تصدق أن الحياة ما زالت قائمة.

أن لوهان لازال بخير أيضا..

فرفع لوهان نظره أخيرًا لتلتقي عينيه بعيني الأصغر، وارتفعت شفتيه مرتعشتين بطيف ابتسامة باهتة.

ليست ابتسامة فرح، بل واحدة تحمل إرهاقا، ثقلا، وانتصار صامت.

ترقرقت الدموع في عينيه، فاض محيطه وظهر صوته هامسا يعاتب بيكهيون على الثواني التي خسر بها يقينه به.

"أخبرتك..."

قال بهدوء وهو ينفض يديه من الطين.
حاول أن يستجمع قواه وينهض لكن ارتجاف ساقيه من هول الضغط الذي تحمله توا حال بينه وبين ذلك.

فاهتزت أنفاس في طريقها إلى خارج صدره، صدرت منه كشهقة خافتة متعبة.

واحدة توسلت كل الأجساد المتصنمة حوله أن تفهم صمته وتعينه على النهوض ليرشدهم ولا يتكرر ما جرى توا.

ولم يتحرك أحد.. لا أحد عدا بيكهيون الذي لم يقل شيئًا. كل ما فعله هو الوقوف ببطء، ساقاه ترتجفان وتهددان بسقوطه.

كان هذا ما دفع القوة لساقي لوهان لينهض من فوره متناس ضعفه توا ليسنده.

وما إن قابله الأصغر حتى رمى بنفسه بين ذراعيه فور أن خذلته ساقيه.

احتضن لوهان كما لو أن هذا العناق هو كل ما يحتاجه ليثبت لنفسه أنه ما زال حيا.

وأثبت لوهان لنفسه أنه لازال يملك شيئا من القوة حين ثبت وزنه ووزن بيكهيون دون عون ممن حوله.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن