٣٠. لأمضي

49 5 78
                                        



.☘︎ ݁˖



الماء بارد.
يمكنه الشعور ببرودته تضم قدميه حتى كاحليه، نسماء الهواء تلفحه لترجف كفوف يديه التي سارعت بالاحتماء في جيوب معطفه المبطن بحثا عن بعض الدفء.

الغيم يتداخل وسطح الماء يضطرب ليعكر صفو المشهد الباهت لعينيه.

تطايرت خصلات شعره حين اشتد الريح، عصفت به موجة من الخوف والتردد.

نسمات من الألم والقلق تزامن تشكل بفقاعات مستنجدة ظهرت على السطح متوسلة.

أمال رأسه، شعر بالأغصان والأوراق اليابسة تحت قدميه تغرس نفسها في جلده، تحفر مكانا عميقا في جسده وتشل أقدامه فتكبلها بالأرض.

افترقت شفتاه عن بعضهما دون القدرة على دفع حرف من بينهما، وبقيت أحداقه معلقة على فقاعات الماء التي تتخبط على السطح.

وقع نبضه يسابقها، يسابق أنفاسه وأفكاره وكل الاحتمالات التي طرقت مقدمة عقله صارخة.

فسكن المحيط، هدأ كل شيء في لحظة من الصمت المرعبة وتلاشى أثر الفقاعات عن السطح، تباطأ تمايل الأشجار وعاد سطح البحيرة يسكن.

لم يُسمع حينها إلا وقع نبضه، صوت قلبه وأنفاسه المرتبكة التي تلاشت ما إن شد كف على كاحله يجتذبه إلى البحيرة ليغرق في موجة من الذعر والألم.

شهق لوهان بهلع يفرق بين جفنيه وينتفض من نيمته فينفض بذلك البدن الذي يجاوره.

لهث بضياع وتعب، دار بأحداقه المهتزة يفحص المحيط بهلع فيما كفيه يشدان بقوة على الفراش تحته.

طلاء الجدران متشقق، إطار النافذة لا يستره إلا معطف فيما الدفء يلفحه من الجانب.

فأدار رأسه، وإلى جانبه تماما كان سيهون جالسا يتفقده بأعين قلقة وهلفه وميض للنار يتراقص.

سكنت أنفاسه، هدأ من صخبها وفورا رفع كفيه ليمسح الدموع التي بكاها في نومه عن وجنتيه ويلي ذلك بمسح العرق البارد عن جبينه وعنقه.

أشاح بعينيه عنه في تلك الأثناء، نظر لأبعد مكان ممكن عنه وترك الصمت يخنقه مستغلا ذلك بابتلاع غصته واستجماع قوته ولملمة شتات نفسه.

"كابوس؟"

سأل من يجاوره برفق ولم ينل إجابة مرضية لذلك، الإجابة واضحة على أي حال.. لقد انتفض بهذا الشكل بعد أن أجهش بالبكاء في نومه..

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن