٣٨. غيظ..

60 5 108
                                        



.☘︎ ݁˖




سبق وقع الخطى المسرع تخبط نبض لوهان ووتيرته المتزايدة، تردد في الفراغ الضيق للخندق وارجف كيانه الذي تراجع بضياع يرخي كفه المرتعش على الدرج بنية الهرب.

لكن..
الهرب والجنود خلفهم؟
الهرب وبيكهيون يبكي؟
الهرب وتشانيول جريح؟

الهرب وكلير وطفلتها معهم والرب وحده يعلم إن كانتا على قيد الحياة حتى؟

هل يمكنه الهرب هكذا وحسب؟
دون المحاولة حتى؟
سيدع كل هذه الأرواح تفنى لأنه يخشى الموت مجددا؟

فشد على فكه بحدة وتلفت في المحيط بضياع حتى وقعت عيناه على الزاوية التي بها الخمر.

لذا هرع إلى الزجاجات الممتلئة يهشمها أرضا، يلفت سيهون الذي أطل من الأعلى يحدق به بقلق ويناديه بذعر حين بلغه صوت الركض المقترب.

"لوهان.."
"اسبقني وأسند لوي مع بيكهيون..! اركضوا غربا وأنا سأكون خلفكم..!"

صاح بحدو وكان الأمر واضحا، عصيان هذا سيجعله ساخطا عليه حتى مماته. فشد المعني قبضتيه بقوة لاعنا ونهض من موضعه يركض إلى خارج المنزل لينفذ أمره.

وهناك تماما وقف لوهان ينصت لتردد صوت الأقدام في محيطه، يحاول استدراك مدى قربها وعدد أصحابها.

وما إن استشعر قربها البالغ منه حتى أشعل القداحة وأسقطها لتشب النيران بالنبيذ من كل صوب.

شد سيهون على ذراع لوي يقيمه تحت أنظار بيكهيون المتفاجئة وعيني الآخر المرتبكة.

"ماذا هناك؟"

سأل بيكهيون بتخوف.. ولعن سيهون بحدة يهسهس بحرقة تحت أنفاسه المكبوتة.

"لوهان يخطط لشيء أحمق على الأرجح، طلب منا أن نسبقه.."
"نسبقه؟!"

استنكر المنصت يعارض ذلك، وتراجع خطوة يترك ثقل لوي كله على عاتق سيهون. فالتفت الأكبر يرمقه بتحذير.. يتوسله بعينيه أن لا يتصرف بحماقة بدوره.

لكنه لم يفهمه..

وعقد حاجبيه بشدة يعود أدراجه نحو البيت..
وقبل أن يبلغه حتى لمح الدخان المتصاعد، أبصر الهبة النار وهي تلوح له من الداخل وتسمر في بقعته بهلع يرتجف رافضا هذا.

تتردد أصوات الجنود الفرنسيين من بعيد، بينما أخذت الأرضية الخشبية للمنزل في إصدار صرخات احتجاج تحت وطأة الحرارة المتزايدة. لوهان كان آخر من بقي في الداخل، ينفذ خطته الأخيرة لإعاقة العدو، غير آبه بخطر الاحتراق.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن