٥١. سيموفنية موتي

44 5 59
                                        





.☘︎ ݁˖







امتلك لوهان ألف سبب يحول بينه وبين القدوم لرؤية والديه بعد موت نويل.. امتلك ألف تبرير لرحيله فور استطاعته..

أنه لم يتصالح مع موته بعد.
لم يتعافى من المشهد والذكرى.
لم يغادره الطيف والدخول للبيت كان ليزيد من شعوره بحسية ذلك.
هو لم يسامح نفسه على عجزه.
لم يسامح نفسه على صناعة السوار.

ووالديه.. لن يسامحاه.

"أنت تحتاج إلى شيء حقيقي لوهان. تحتاج إلى أن تكون رجلاً بحق، لا راقصًا على أطراف أصابعك وسط حشد من الحمقى"

لم يتكلم لوهان، لكن فكيه كانا مشدودين بقوة.

"انضم للجيش"

والده.. لن يسامحه.

شحب وجهه ما إن سمع ذلك من اللامكان، تخبط وعيه بضياع وهو يحاول فهم النقطة التي أوصلت النقاش هنا.

خيم صمت ثقيل.

طرف لوهان بعينيه، للحظة لم يكن متأكد أن ما سمه صحيح. لكنه لم يكن بحاجة لأن يسأل، لأن والده كان جادًا تمامًا.

"هذا هو المكان الذي يجب أن تكون فيه، حيث الرجال الحقيقيون، لا الهاربون، ولا من يبحثون عن أحلام زائفة كي يخفوا خوفهم"
"ماذا؟! لا..!!"

كانت الإجابة سريعة، حادة، كالسيف القاطع.
لكنه لم يكن يتوقع من والده التراجع بسهولة.

"لا؟"

كرر، وكأنه لم يستوعب بعد، ثم ابتسم نصف ابتسامة جافة.

"بالطبع سترفض، لأنك تعرف أنك لن تصمد. لأنك ضعيف.. أنت تفضل البقاء في عالم من الأوهام، تتراقص فيه حتى تنسى كيف فشلت، كيف خسرت، كيف كنت هناك حين مات أخوك ولم تفعل شيئًا!"

علا صوت والده.. لم يكن يصرخ لكنه كان يحاول حفر الكلمات في عقله بقدر استطاعته، حاول أن ينتزع وعيه وإدراكه لاستحالة نجاة كلاهما إن كان قد تدخل.. وحاول أن يزرع في تلك النقطة تحديدا شعور الذنب والضياع.

"أنت تفضل أن تكون أضحوكة، بدلاً من أن تكون شيئًا يستحق الاحترام. قل لي.. ماذا سيجلب لك الرقص؟ المجد؟ الشرف؟ أم أنه مجرد وسيلة كي لا تضطر إلى مواجهة عجزك؟"
"توقف"

همس لوهان بضياع.. عينيه دامعتان وجسده دون وعي تراجع خطوة كمحاولة للهرب من كلماته.

"أو ربما.."

تابع والده متجاهلاً، يتقدم خطوتين ليضيق المسافة بينهما، صوته انخفض لكن كان مشبعًا بالازدراء فيما بسمة باهتة خبيثة ترتقي على شفتيه.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن