٣٩. يأس

57 5 68
                                        





.☘︎ ݁˖




كانت الغابة مظلمة، ولم يكن هناك سوى ضوء القمر الخافت الذي يتخلل أغصان الأشجار الكثيفة، يلقي ظلالاً غريبة ومتحركة على الأرض.

خطواتهم كانت متثاقلة، يتردد صداها بين الأشجار المترامية الأطراف، وكأن الغابة نفسها تتنفس مع كل حركة يقومون بها.

سيهون كان يسير في المقدمة، جسده متصلب وكتفيه مشدودان كما لو كان يحمل عبئًا ثقيلًا.
وجهه متجهم وعيناه تحدقان إلى الأمام بثبات، متجاهلًا التعب الذي بدأ يظهر على الجميع.

كان الغضب الصامت الذي يغلي بداخله واضحًا في الطريقة التي كان يضغط بها على أسنانه وفي التوتر الذي يظهر في قبضته.

خلفه بخطوات قليلة، كان لوهان يسير بخطى متعثرة. جانب سترته محترق، وذراعه الأيسر يحمل جرحا متفحما إلى جانب وجهه، الجلد متقرح ومؤلم. لم ينبس ببنت شفة منذ أن تولى سيهون القيادة، لكنه كان يحدق في ظهره من وقت لآخر بنظرات حذرة مشوبة بالإرهاق والقلق.

لوي كان يعرج بينه وبين بيكهيون، يسند يده على ظهورهما بين الحين والآخر ليستعيد توازنه دون أن يثقل عليهم بوزنه. كان جرحه في الساق لا يزال ينزف، لكنه لم يشتكِ على الرغم من الألم الواضح في كل خطوة يأخذها.

بيكهيون على يمينه يلهث بصوت مسموع، يضغط بيده على صدره وكأن الهواء لم يعد كافيًا. كان ينظر بين سيهون ولوهان، وكأن صمتهما أثقل عليه من الغابة بأكملها.

"لا يمكننا الاستمرار هكذا..."

نطق بيكهيون لاهثا.. ولم يلتفت سيهون.. لكن صوته جاء حادًا وخاليًا من الصبر.

"لا يمكننا التوقف الآن. لم نبتعد بما فيه الكفاية. إن كانوا يبحثون عنا، سيجدوننا بسهولة"

لوهان وبالرغم من ألمه رفع حاجبه وسخر بنبرة هادئة لكنها مشحونة بالألم والتعب.

"وبالتالي، القرار الصحيح هو أن نسير حتى ينهار الجميع؟ هذه خطة ممتازة سيهون"

توقف المعني فجأة واستدار ليواجهه، عينيه تلمعان بالغضب وصدره يلتهب من سخريته المستمرة وتشكيكه بقدرته على تولي الأمر.

"أوه عذرًا، هل تفضل أن أقف وأنتظر حتى يتعقبنا الجنود؟ أم أنك تريد أن تقودنا بنفسك مرة أخرى؟ لأنك بالتأكيد فعلت ذلك بشكل رائع سابقًا"

كانت كلمات سيهون مثل السهام لكن لوهان لم يتحرك. أغمض عينيه للحظة يحاول كبح غضبه، ثم فتحهما ببطء.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن