.☘︎ ݁˖
اقتاد الغضب سيهون، دفعه بين الظلال يستهدف الجنود الغافلين بسكينه.
فاندفع نحوهم بصمت، وكأنه ظل يتسلل بين الأشجار. الضربة الأولى كانت صامتة، خنجره غاص في جسد أحدهم قبل أن يتمكن من الصراخ.
الثاني أدار رأسه لصوت تمزق عنق رفيقه وأنينه الذي ظهر وانقطع لكن سيهون كان أسرع، خنجره انطلق بثبات قاتل.
حين سقط الاثنان أرضًا، شعر سيهون بنبضه يضرب في رأسه. الثالث انتبه لما يحدث وبدأ في الهرب، لكن سيهون لم يلاحقه. تركه عمدًا ليحمل الرسالة.
فوقف وسط الظلام، يلهث وهو يحدق في الجنود الممددين أمامه. دماؤهما تلطخ يديه، لكنها كانت رسالة... رسالة يعرف أن أرمن لن يتجاهلها.
ويعرف أنها ستكون القشة التي تثير جنون لوهان، لكنه يستطيع..
هو يستطيع القتال أيضا، يستطيع القيادة، يمكنه اتخاذ قرارات صعبة ويمكنه أن يكون شخصا يعتمد عليه بالنسبة للوهان والجميع.
لذا رحل تاركا خلفه جثتين وقلب مرتاع يحمل خبرا مفجعا لإرمن.
وعاد بهدوء إلى حيث ترك الجميع نيام، خطواته ثقيلة وصوته الداخلي يكرر ما جرى توا كتأنيب لكيانه وتذكير لما اقترف وتذكير بأن كل شيء على ما يرام.
وجهه مشوه بالغضب والانتصار بينما جسده يستدرك أخيرا ثقل الشعور توا ويخر على ركبتيه جاث على ضفة الجدول ينوي غسل الدماء عن نفسه والسكين.
"أين كنت؟"
فومض بتفاجؤ للصوت الذي ظهر من اللامكان، وقربه يقف لوهان وشك عميق يغمر تقاسيم وجهه كان قد تلاشى ما ان أبصر هيئته الدامية..
فتنقل بعينيه عن وجهه المطلخ إلى كفوف يديه الدامية ومنها إلى للسكين التي كانت قربه أرضا بأعين متسعة مصدومة.
"يا إلهي.."
همسها الأشقر بهلع يفك عقدة ذراعيه عن صدره ويخر قربه جاثيا يأخذ كفيه بين يديه بقلق.
"هل تأذيت؟ ماذا هذا؟! لمَ تنزف؟"
ولم يجبه سيهون على الفور. بل ضاع في عينيه. في تلك النظرة المذعورة القلقة، هذه النظرة لم تبدو ساخطة، هذه الأيدي التي لا تشبه تلك توا.. تلك التي كادت تنزل على وجهه لتمحو ملامحه وتعيد ترتيبها.
فرمش بثقل ونقل عينيه إلى يديه اللتان غمسهما لوهان بالماء كي يرى أين الجرح تحديدا..
أنت تقرأ
𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚 || حــريتـي، مـجــدُك
Historical Fiction"أنت تتحدث كأنك تعرف ما قد يعنيه القتال ودهس الجثث بينما تخطو بوطنك للمجد.." "هذا الفرق بيني وبينك حضرة الجنرال، أنت تقاتل للمجد.. وأنا أقاتل للحرية"
