.☘︎ ݁˖
لقد عدد سيهون دوما أسباب الفقد.
قائمة طويلة مليئة بالأسباب التي تجعله يستحق الخسارة دوما.
إما أنه ضعيف، بطيء، مذنب، مخطئ، مثير للشفقة.. أو حتى غير مرغوب.
عدد آلاف الأسباب لنفسه دوما، في كل الثواني التي كان يحدق بها بلوهان بصمت ويفكر فقط..
متى سيقرر لوهان الاستغناء عنه؟
لقد رسم ألف مشهد وسيناريو لظهر لوهان وهو يمشي وقد قرر أخيرا أن يترك عبئه على شخص آخر...
وهذا المشهد الذي يبصر الآن لم يكن واحدا مما تخيل.
لم يتخيل لوهان وهو يختار الموت على البقاء.
رغم أن لوهان اتخذ هذا القرار ألف مرة ماضية، أقدم على مداعبة الموت عوضا عن التشبث بالحياة ألفا مؤذية.
حدق بظهره وهو يبتعد، وهو يرفع يديه مستسلما ويلوح ليعطل الجيش، ليؤخر انطلاق الذخيرة.. ليؤخر المعركة التي سيموتون فيها فيمنحهم فرصة أخرى للنجاة على حساب نفسه.
أبصر ذلك..
ورفضه.
إن اختار لوهان الألم فسيكون مشروكا بخياره.
إن كان الحل الوحيد هو الموت.. فسيموت سيهون وهو يحاول إبقاءه حيا.
لذا التفت ينظر للجيش الألماني الذي بدا متأهبا.
المدفعيات مرصوصة، القذائف مجهزة.. الجنود ببندقياتهم يترقبون إشارة الموت..
وفكر لمرة أخبرة..
موته مع الجيش الفرنسي سيكون احتماله أكبر من الموت مع الجيش الألماني.. حتى إن كان أمر والده بقتله لازال قائما.. فلابد أنه كولي عهد لازال يملك سلطة من نوع ما.
لذا سيحاول..
لمرة أخيرة..
لمرة واحدة أخيرة سيحاول أن يبقي لوهان حيا، حتى إن كلفه ذلك نفسه.
فارتجف فكه بتخوف.. بتلبك وضياع، تزاحمت الدموع في عينيه تشوش كل شيء، ولفحته نسمة هواء مثلجة جعلت ذلك النفس الذي سحبه لصدره حارقا.
الهواء بارد، قارس كأن الشتاء قرر أن يتجسد فجأة في هذه اللحظة تحديدًا، كأن العالم كله يتجمد حوله بينما صدره وحده يشتعل، يضيق، يختنق.
أنت تقرأ
𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚 || حــريتـي، مـجــدُك
Ficción histórica"أنت تتحدث كأنك تعرف ما قد يعنيه القتال ودهس الجثث بينما تخطو بوطنك للمجد.." "هذا الفرق بيني وبينك حضرة الجنرال، أنت تقاتل للمجد.. وأنا أقاتل للحرية"
