٣٣. الصمت

53 4 93
                                        

.☘︎ ݁˖




"مثالي.."

همس بخفوت.. نطقها وهو يتأمل تقاسيم وجه لوهان وهي تزهر وتنير ببهجة.

ولم يكد الشعور يترسخ حتى صدح صوت في المحيط أرجف أبدانهم. تيقظت كل حواس سيهون من فورها وتوقف يتلفت باحثا عن مصدر الصوت.

وهناك تماما بجانب البيت كان وقع خطى متراكض.

فانعقد حاجبيه بشدة يسحب لوهان خلفه بدفاعية.. أراد تركه هنا بعيدا عن أيا كان ذلك الذي يحوم حولهم لكنه خشي فعلها.

لا يمكنه تركه خلفه وحسب..
لا يمكنه ائتمان الحياة عليه.

لذا شده معه، أبقاه خلفه وترقب ببطء يتخذ خطى بطيئة نحو الجانب.

قلبه يدق في أذنيه وأنفاسه تهتز بارتباك فيما عقله كله متمحور حول حماية لوهان وحسب.

فأمال رأسه عند الزاوية، أراد اختلاس النظر وهو مدرك بأن احتمال تعرضه للهجوم من هذا الشخص كبير.

لكنه أطل..

لأنه لن يغامر بالبقاء إن وجد أحد الجيشين مكانهم.

وبذكر ذلك..
إن وجدوهم.. فهم أموات.

فسحب آحر أنفاسه تحسبا، شد على كف لوهان بقوة عله يهدئ من تخوفه واتخذ خطوة ليواجهه البدن المرتجف لامرأة.

فانعقد حاجبيه بشدة ووقف حيث هو بتفاجؤ يحدق بجسدها المذعور الذي يضم نفسه على بعد خطوات منهما.. إلى وجهها الباكي الشاحب وخصل شعرها المفرودة تحت شال ثقيل كان يلحفها.. ويلحف البدن الضئيل بين ذراعيها.

عينيها تحدقان بوجهه بهلع، وبدا أنها تترقب رده وحسب.

"هل أنت بخير؟"

بادر لوهان بالسؤال بألمانيته سهوا وتقدم خطوة يتخطى جسد سيهون فيقابل بتراجعها المذعور عنه ونفيها المرعوب الذي زامن تخبط همسات صغيرة إلى خارج ثغرها بفرنسية بحتة.

"سأرحل.. أرجوك.. فقط.."

وتراجعت خطى أخرى تنوي الفرار، أيقن هو أنه آثار ذعرها بما نطق لذا تقدم خطوة تالية وسارع يهدئها بصوت أكثر رفقا وبكلمات فرنسية.

"هاي لا بأس..! أنا فرنسي.. لا تقلقي"

توقفت خطاها، تسمر جسدها كله في بقعته دون أن تبدو أقل تخوفا مما كانت. ربما اطمأنت لحديثه بلغتها، ربما اطمأنت أنها ومن بين كل الاحتمالات صادفت فرنسيا..

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن