𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚 || حــريتـي، مـجــدُك

٥٢. الكتاب

.☘︎ ݁˖

سيهون.

هو بحاجة لسيهون.

-أرجوك لا تمت-

هو بحاجة لسيهون فقط

-لوهان.. افتح عينيك.. انظر الي-

بحاجة لضعفه، بحاجة لدفئه.

-أرجوك لا تضف ألما فوق ألمي.. أرجوك لا تكن ألما فوق ألمي..-

هو يدعو أن لا يندثر صوته أبدا..
أن يبقى هنا حتى يستفيق بأعجوبة.

هو فقط..

يريد أن يكون سيهون هنا حين يستيقظ مجددا في واقع أقل ألما من هذا.

-آه يا ألمي الجميل...-

هو يدعو أن لا تكون هذه سيمفونية موته..

أن يكون سيهون بجانبه بكل الاحتمالات الأخرى..

•
•
•
•
•

افترق جفنيه بهوان.
لمرة تالية الشمس تشرق وهو حي يُكوى.
صوت سيهون ينهش وعيه..

الضوء الدافئ للشمس يلهب جلده المشوه، يداعب وجهه الذي يحمل آثار الحرق والألم الماضي.. ودموعه التي هي ألمه الحالي.

ففرق بين شفتيه بتنهيدة فاترة. واحدة كانت تطبق على صدره طوال نيمته الخانقة.

رفع كفه ببطء يمسح دموعه لينظر إلى البلل البائس بأعين خاوية متعبة ثم عاد يسدل جفنيه بضياع، شعره متناثر على الوسادة تحت رأسه فيما جسده يهتز كورقة شجر ذابلة تحت الغطاء.

فاعتدل ببطء يجلس على طرف سريره يضم بقدميه العاريتين الأرض، ينظر إلى حيث انتهى به المطاف وحيدا.. للغرفة الفارغة، المكتب المتكدس بالأوراق والجرائد التي تحمل أطنانا من الآلام الإضافية.

كتاب مفتوح لا يذكر كم مرة قرر قراءته وتركه على حاله.. زجاجة خمر رخيصة، كأس غير مكتمل.. ومطفأة سجائر تحمل أعقابا مرمدة. سجائر متآكلة كتآكل قلبه تماما.

تنهد باستثقال وهو ينصت لصوت موسيقى فاترة تنبعث من المذياع الصغير الموضوع إلى جانب سريره.. رفع يده يطفئه ومنه إلى نظارته يضعها على جسر أنفه أثناء نهوضه ومشيه إلى المكتب.