٤٢. بين نبض وانفجار

62 5 58
                                        



.☘︎ ݁˖



هو لا يملك الحق..
لا يملك القوة أو الجرأة ليضع عينيه نصب عيني لوهان مجددا.

حاول الاعتذار بالمرة الأولى وتهرب لوهان منه بجسد متصلب متماسك عن توجيه غضبه إليه.

ولمرة تالية..
لمرة أخرى بعد كل المرات الماضية..

لوهان يسكن طوعا بين يدي بيكهيون، يهدأ للمساته وينصت لكلماته ويمنحه الحرية الكاملة لينطق بما يشاء.

هذا لم يعد محصورا حول شعور سيهون بالنقص أو الغيرة. هذا.. هذا شعور بالعدم.

نام وهو ينظر لعودة لوهان إلى بقعة جلوسه الأولى ليقابله بيكهيون بهدوء مبتسما. نام على صدى الغمغمات والهمسات البعيدة والكلمات التي ليس معنيا بسماعها.

واستفاق في جوف الليل على الأصوات الهامسة ذاتها.. وهي تجهش بالبكاء.

فتح عينيه ببطء، يقاوم ثقل النعاس الذي يطوقه ليجد نفسه محاطًا بالليل البارد والضباب الكثيف. الأصوات التي أيقظته لم تكن سوى همسات متقطعة، أنفاس عالقة بين الحزن والانكسار.

رأى لوهان أولاً.
جالس عند الجذع المائل، ظهره مستند إلى الخشب المهترئ، ساقاه مثنيتان أمامه، وذراعاه متكئتان على ركبتيه.

كان يبدو ساكنا كظل منهك، عيناه تحدقان في اللاشيء، ووجهه مرسوم بخطوط من التعب والوجع.

لكن الصوت، البكاء المكتوم، كان يصدر من بيكهيون.
كان جاثٍ أمام لوهان، يتوسل بصوت مختنق، يحاول النظر إلى عينيه، لكنهما كانتا ترفضان أن تقابلاه.

"لماذا... كيف تطلب مني ذلك سيدي؟"

كان صوته مشحونًا بالرجاء، بالخوف، بالخذلان.

لم يلتقط سيهون إجابة واضحة من لوهان، كأن الريح قد اختطفت كلماته قبل أن تصل.

ومع ذلك، كان الصمت بينهما ثقيلًا كأنه اعتراف بصوت أعلى من الكلمات.

فأغلق عينيه مجددًا، محاولة يائسة لإبعاد المشهد.

لكنه حين استيقظ مرة أخرى، كان الصباح قد بدأ في شق طريقه، وبالرغم من ذلك كان شيء في الهواء قد ظل معتمًا، خانقًا.

الجو يبرد، والرطوبة خانقة.

هو يرتجف وأحلامه السوداء باتت بدورها سلسلة من اللاشيء.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن