٣٢. معازيف الموت

79 4 117
                                        


.☘︎ ݁˖



كيف يفترض بالألم أن يُنسى؟
أيمكن للفقد أن يمضي دون أن يترك شرخا في قلوب الفاقدين؟

مستحيل..

يستحيل أن لا تترك الروح أثرا في روح تهواها، يستحيل أن لا تحمل الأنفاس صدى مألوفا لفقيدتها.

يستحيل أننا لا نحمل شيئا ممن فقدنا.

ويستحيل أن ما يرى هو لوهان فقط.
على الأرجح هو مزيج من كل الذين رحلوا.

ربما تلك النظرة المتعبة في عينيه ليست له، ربما ارتعاش كفه لا يعود إليه..

وربما.. ربما ذلك الألم..
ليس ألمه.

ربما تقمص لوهان هوية ما فقد.

أجل.. على الأرجح قد خسر نفسه في حرب القوة والتخطي التي خاضها وحيدا.

لكنه يرجو حقا أن يرضى به جنديا إضافيا في هذه الحرب التي لا تعنيه.

فابتسم بفتور متنهدا بارتياح واستند بمرفقه على ركبته متابعا تحركات الأشقر بالارجاء ومشيه حول بيكهيون الذي يقوم بكل العمل ببهجة.

ربما هو سعيد لأنه يتحرك ويزداد بذلك دفئا، وربما هو سعيد لأن لوهان حوله يتمتم ويحاول بجد أن يعود لحياته الرتيبة.

هو راض بكلا الأمرين.
وشاكر لمحاولات بيكهيون العديدة باسترجاع جنراله.

"إن وجد لوي المزيد من الأرانب فنحن محظوظون كفاية لتناول وجبة شهية أخرى"

صرح بلطف يحمل كومة من الأغصان إلى الداخل ليضعها في الغرفة الشاغرة. ووقف لوهان قرب الباب ينظر لخطواته في الرواق بصمت حتى تلاشت هيئته متوارية بإحدى الغرف وسكن المحيط يلفته لتواجد سيهون أمامه.

فأخفض عينيه نحوه، ورآه يسلط أنظاره عليه بالفعل مبتسما بارتياح تام.

هو يبدو سعيدا.
بل.. شديد السعادة.

كان سيهون يملك كامل الحق ليبتسم، لقد عاد إليه، اعتذر ونال الغفران، رأى مشهدا كاملا لضعفه وخوفه وأنصت لبكائه وتوسلاته العاجزة.

هو أكثر خزيا من أن ينظر إليه الآن.. بعد كل ما جرى قبل بضع ليال..

لكن.. هو لا ينفك عن النظر إليه، عينيه تتهربان إلى وجه سيهون عوضا عن الهرب منه. وجهه يبحث عنه عوضا عن الاختباء..

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن