٤١. غير مرئي..

24 3 89
                                    








.☘︎ ݁˖






"لوهان.."

ناداه باستغراب ما إن قربه.. وحينها توقف..
تسمر بدنه وتعطل ما إن أدرك ما يبصر، ما إن رأى الدماء التي تقطر من كف لوهان ولمح الرؤوس المبتورة أمام قدميه.

رأسين دون أبدانهما.. ورأس لازال متشبثا ببدنه بقطعة من الجلد الرث التالف.

وأمامه تماما.. لوهان ممسك بالسكين.

فتراجع خطوة متخوفا، قلبه يدق في أذنيه وعيني لوهان الخاويتان اللتان تطلان عليه من بين خليط من الدم الدافئ والدم المتخثر والجلد المتفحم أرجفتا كيانه..

ثيابه ملطخة، وجهه.. يديه وحتى نظرته تبدو ملطخة ودامية.

خاوية ومرعبة.

نظرته فارغة بشكل ملحوظ، وكأنه ينظر له دون أن يكون لديه أي انطباع أو شعور واضح. أحداقه متسعة قليلاً دون أن تعبر عن أي عواطف، بينما خطوط وجهه قاسية بلا أي تعبير يدل على الارتياح أو السخط.

حدق لوهان بعيني سيهون ونظرته تحمل فراغا يمتد كهوّة بلا قاع، وكأنما يسحب القليل من الضوء الذي تبقى في الأرجاء.

هذا مزيج جديد من اللاشيء..
شعور لم يكن سيهون يتوقع رؤيته لحقيقة أنه لم يكن شيئا يذكر أو يوصف حقا.

فأمال لوهان رأسه، قميصه الأبيض غارق بالدم وعينيه تبدوان كما لو كانتا تبكيان دما بدورها.

دم لا يعنيه.
دم لا يخصه.

لكنه وبطريقة ما.. بدا كما لو أنه قد خسره.

انقلب كيان سيهون بتخبط وذعر ما إن أمال لوهان رأسه وتلك النظرة تتعرش عينيه، توجس وتراجع واستدرك شعور بيكهيون ولوي الآن.

لكنه قوبل بهدوء بالغ.
بعاصفة من السكون تشكلت بثلاث كلمات قصيرة وواضحة ومختصرة.

"بالأمس.. أين كنت؟"

كلمات تسأل وهي تملك الإجابة، كلمات تعرف يقينا أين كان.

كلمات من فرط ثقلها.. لم تُشعر لوهان بأي شيء.

كانت تشعره باللاشيء.

بالعدم..

بالخواء.

افترقت شفتي سيهون برغبة عارمة بالإنكار، بإنجاد نفسه والنطق كي يهدأ غضب لوهان الذي يكاد يمزقه إربا بعينيه.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن