٥٤. جريمة أم انتحار؟

74 6 173
                                        


.☘︎ ݁˖


سيعد سيهون له حفلا.

حفله الخاص..

بقي لوهان جالسا أمام الدعوة بضياع، لا يدري لكم من الوقت تخبط ووضع الاحتمالات، لا يدري لكم من الوقت تردد وارتبك.

لم يكتب سيهون تاريخا.
لم يقيده بموعد أو يوم.
ما معنى ذلك؟

الدعوة مؤلمة في رقّتها، ثقيلة في رمزيتها، وتحمل أعمق مشاعر سيهون المغلفة بضعف شجاع.

جلس لوهان على طرف سريره، الرسالة بين يديه، مطوية بعناية وكأنها تحمل أكثر من حروف. قرأها للمرة العشرين، لا بحثًا عن جديد، بل هربًا من الشعور الذي يعتري صدره كل مرة يصل فيها إلى ذاك السطر..

لكني بحاجة لغفرانك بقدر حاجتك لبُعدي.
لذا سامح ضعفي هذه المرة

أغمض عينيه، وأسند جبينه إلى قبضته المتعرقة. هو لا يدري أي جزء منها آلمه أكثر. أن سيهون لازال يعتبره أرسيناله، أم أن قلبه، رغم كل شيء، ما زال يتوسله الذهاب.

لكنه لا يستطيع.

ليس بعد.

الأسباب كثيرة هو يعلم، الدوافع لا تعد ولا تحصى لكن مخاوفه أكبر من كل ذلك.

وفوق كل ذلك علم أن سيهون يركض نحوه، بينما هو بالكاد يزحف نحو فكرة أنه يستحق أن يُرى، أو يُحتفى به.

هو يعلم أن الدعوة دون موعد ليست سهوًا. هي رحمة.

رحمة من شخص يعرفه بعمق، شخص يخبره: تعال حين تكون مستعدًا. لن أُجبرك، لكني أنتظر..

وهو يدرك فداحة ذلك.

سيهون لا يغلق الباب. ولا يحرق الجسر. ولا حتى يسأل متى.

لكن لوهان يعرف، أن كل تأخير، كل يوم إضافي يقضيه في وحدته، ليس إلا ألمًا ممدودًا في صدر سيهون الذي ينتظر في الطرف الآخر.

قهقه بخفة لكن كانت ضحكته متحسرة.

هو الذي كان يركض للموت بقدميه.. لا يستطيع ان يمشي خطوة نحو سيهون.

هو الذي ركض لسيهون بين الرصاصات الطائشة وأضوية الشعلات التي شقت السماء.. عاجز عن المضي البه وكل الطرق ممهدة ومفتوحة.

علت قهقهاته.. اهتز صدره بضحكاته ورفع كفه لوجهه يستر به الدموع التي تمردت إلى خارج عينيه.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن