٤٨. بين المطرقة والسندان

56 6 46
                                        





.☘︎ ݁˖




"إذا نزلت للبحيرة مجددا، هل تظن أنني سأنجو؟"

تجمدت أنفاس سيهون للحظة، وشعر بقشعريرة زحفت على طول ظهره لم يكن سببها البرد.

رفع يده وألقى الغطاء فوق كتفي لوهان، ثم أمسك بمعصمه بقوة يجبره على الالتفات إليه، نظراته كانت حادة، مسلطة عليه بتركيز يجعله غير قادر على التهرب.

"لا تقل هذا الهراء"

قالها بصوت منخفض لكنه صارم، بأمر واضح أنه لن يسمح لذلك المشهد أن بتكرر.. لن يسمح لتلك المعاناة بأن تترسخ في أي منهما.

"لن تنزل البحيرة مرة أخرى لوهان"

لم يقاوم المعني قبضته، لكنه لم يبتسم هذه المرة، فقط ظل يحدق بوجهه وكأن عينيه تحاولان قول شيء آخر، شيء لم يستطع لسانه نطقه.

تساقطت بعض ندف الثلج على وجنته، ذابت سريعًا، لكنه لم يشعر بها على أي حال.

"أنت لا تفهم..."

همس، صوته كان ضعيفًا لكن وبطريقة ما كانت حواف نبرته مدببة بما يكفي لتجرح.

أنت لا تفهم..
لقد ظن سيهون أنه فهم بما فيه الكفاية.

لكن يبدو أنه كان مخطئا مجددا.

"البحيرة لم تتركني أرحل... لم تفعل أبدًا"

ضغط سيهون على معصمه أكثر، كأنه يحاول إيقاظه من هذا التيه، من هذا الفراغ الذي يحاول ابتلاعه.

فابتلع دموعه، ابتلع كل كلمات التأنيب التي يريد النطق بها، واستبدلها كلها بهمس واحد.

"وأنا أيضًا لن أتركك تذهب"

ظل الصمت معلقًا بينهما، فقط صوت الريح الباردة ووقع الثلج على الأرض الرطبة كانا يتحدثان. سيهون لم يُفلِت معصمه كأن الخوف استوطن أصابعه وأجبرها على الإمساك به بإصرار.

كأنه لو تركه للحظة سيختفي مع هذا البياض الموحش من حولهما.

وظل الأشقر ذابلا.. ينظر لسيهون بنظرة لا تقرأ، عيناه الزجاجيتان عالقتان بين الإدراك والشرود، وكأنهما تطوفان في ذكريات أبعد مما يمكن للواقع أن يصل إليه.

ثم فجأة.. وكأن شيئًا داخله قد انهار.. أطلق زفرة طويلة وتحرك.

لكن ليس ليفلت من قبضة سيهون ولكن ليجلس بهدوء على الأرض المغطاة بالثلج، كأنه استسلم لهذا الفراغ البارد من حوله.

𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚  || حــريتـي، مـجــدُكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن