.☘︎ ݁˖
كان الأمر محصورا في قرارات صغيرة..
كانت القرارات الصغيرة هي دوما ما يؤدي إلى الألام والكسور الخانقة.
كان كل ذلك بسبب سوار.
السوار الذي أسقطه نويل في البحيرة وراح يستعيده ليذهب دون عودة.
لو لم يصنع لوهان السوار.. لما مات نويل.
لما أُجبر على هذا المنصب.
لما اضطُر للقاء سيهون.
لكنه لا يملك شيئا ليقال.
كان هذا هو القدر، وهو..
لا يستطيع معاداة القدر.
كانت خطوات سيهون الراكضة تحاكي معزوفة كان يحلم بالرقص عليها دوما، الذعر في عينيه عزف لحنا متخبطا تمازج معه صوت ناي حزين وهو يلمح اقتراب القذيفة.
كان الموت هو رقصته الأخيرة..
كانت هذه هي رقصته الأخيرة.
فأرخى كيانه برمته استعدادا، ابتسم بفتور يرحب بمعازيف الموت وهي تحيطه وتجذبه بعيدا عن الألم.
بعيدا عن كل الفوضى التي اقترفها، وأخيرا.. بعيدا عن طيف نويل.
أسدل لوهان جفنيه مستسلما، ضمته حرارة القذيفة كلحاف ساخن من الألم في قلب الثلج والدماء.
لكن في قلب الألم كان هناك ذلك الشعور مجددا.. شعور هو يألفه، هو يدركه.
الشعور الدافئ بذراعي سيهون وهو يضم جسده ويرتمي به في الخندق هربا من القذيفة.
تناثرت الصخور والأتربة ، ارتطم رأسه بقوة بالأرض لكنه لم يحترق، لم يتمزق لأشلاء تالفة.
لم يمت.
مضت دقيقة من الصمت، ثانية تلاشى بها وقع كل الألحان وصدح صوت أنفاس سيهون كتهويدة حزينة.
كهمهمة خافتة تخفف من ألم الارتطام.
انسابت الأنفاس فاترة من بين شفتي لوهان، كتنهيدة متعبة طويلة زعزعت اللحن المتخبط.
احتضنه سيهون بقوة، احتوى كيانه المتداعي، ضم رأسه لصدره وحال ببدنه بينه وبين أي شظايا أو صخور متناثرة.
لهث على جلده، أبقى على ضمه حتى تلاشى صدى الانفجار واستُبدل بصوت صفير صاخب أشبع عقله وأذنيه.
وفي المقابل..
كان كل شيء يتراقص على اللحن المنتهي، كل شيء يتخبط على مرأى عيني لوهان.. حتى يدي سيهون الذي ابتعد عن بدنه إنشا لينظر إلى دمه الذي لطخ كفه.
أنت تقرأ
𝑴𝒚 𝒇𝒓𝒆𝒆𝒅𝒐𝒎, 𝒚𝒐𝒖𝒓 𝒈𝒍𝒐𝒓𝒚 || حــريتـي، مـجــدُك
Historical Fiction"أنت تتحدث كأنك تعرف ما قد يعنيه القتال ودهس الجثث بينما تخطو بوطنك للمجد.." "هذا الفرق بيني وبينك حضرة الجنرال، أنت تقاتل للمجد.. وأنا أقاتل للحرية"
