رواية الخياط الجزء الثالث .
الفصل الخامس عشر
_خطوة نحو النهايةــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
[هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا]صدق الله العظيم "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تلك الأيام الماضية كانت كالكابوس الذي لا ينتهي .
كل لحظة قضاها وهو يرى شقيقه يعاني كانت تزيد ثقلاً على صدره، كأنها تمزق قلبه شيئًا فشيئًا.
الشعور بالعجز هو الذي يثقل كاهله أكثر.
كان يرى شقيقه يتقلب على الفراش، جسده يئن من الألم، وعيناه المرهقتان تستجديان النجاة.ورفضه القاطع إلحاق شقيقه إلى المصحة . استشار طبيبًا مختصًا، عن العلاجات، واستمع إلى كل نصيحة ممكنة .
الرحلة قصيرة كما أخبره الطبيب، لكنها بدت كدهرٍ .
يقف بجانب شقيقه في كل نوبة ألم، يمسح على جبينه عندما يشتد الألم، ويجلس بجانبه صامتًا عندما تنفذ الكلمات.
في اليوم الاول كانت الاعراض اشد وأقوى و اصعب ، فترة صعبة ، ولكنها بدأت تهدئ تدريجيًا مع الوقت ، كل يوم تبدأ معاناته في السكون .
ـــــــــــــــــــــــ
انقضى «اســبــوع» ،
فيه بدأ الوسط أن يهدأ قليلاً ،
حالهم جميعًا بدأ يُصلح .
و الثلاثة يجلسون جوار شقيقهم الذي بدأ أن يتعافي قليلاً .حمل زكريا تلك الأكياس يقول متأففاً :
_ هي دي اللي أنت عايزها .اعتدل «يحيى» يقول بنبرة مصممة :
_ لا ، أنا قولتلك عايزها فطيرة سجق فيها جبنة سايحة ، إيه اللي أنت جايبه_ يا بني آدم ، ما هي اللي انت طالبها .. انا الكلام اللي أنت قولته روحت بيه للراجل و هو اداني دي .
_ قولتله إنك من طرف يحيى الخياط ؟
استنكر زكريا بملامح ممتعضة يطالعه :
_ والله ؟ يعني هو لما يعرف اني من طرفك هيعمل ايه ._ هيطردك .
لم تخرج الكلمة من أي منهما بل كانت من فاه «يونس» الذي ولج للتو من الحمام يغلق أزرار قميصه ، نظر له يحيى متذمراً :
_ ده انا أشرف أي حد ، روح قوله أنك من طرفي وهيعمل اللي أنا عايزه .قالت ثاني جملته يوجهها صوب زكريا ، الذي سأله :
_ آه يعني أنت عايزني اروح تاني اقوله ان الاوردر مش عاجبك ؟_ أيوا .
_ جاك أوه ، مع عنك ما طفحت يا يحيى ، هو انا الدادة بتاعة أهلك يالا ولا إيه انت نسيت نفسك .
أنت تقرأ
الخياط
Actionربما... أحيانًا يكون الطريق الذي نسلكه مليئًا بالشكوك والتحديات، ولا ندري إن كان سيأخذنا إلى ما نرجو، لكن ربما الصواب ليس دائمًا فيما نعرفه، بل فيما نتعلمه ونكتشفه خلال الرحلة نفسها. بدأت 2023/5/23