الفرق بين رسم ( نشاء ) ورسم ( نشؤا )
زياد السلوادي
وردت لفظة ( نشاء ، نشؤا ) على ألسنة الناس في القرآن الكريم أربع مرات في أربع آيات هي :
( وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم ) الأنعام 138 .
( وإذا تتلى عليهم ءايتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ) الأنفال 31 .
( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ) الزمر 74 .
( قالوا يشعيب أصلوتك تأمرك أن نترك ما يعبد ءاباؤنا أو أن نفعل في أمولنا ما نشؤا إنك لأنت الحليم الرشيد ) هود 87 .
فأما المرات الثلاث التي جاء فيها الرسم بالألف ( نشاء ) فقد جاءت في سياق جاد ، حيث هي في الأنعام نظام كان المشركون يتبعونه أباً عن جد ، وفي الأنفال هي محاولة جادة من فصحاء العربية لتقليد كلام القرآن الكريم ، وفي الزمر هي في سياق حمد الله تعالى على ألسنة أصحاب الجنة .
أما في آية هود فقد جاء الرسم مستبدلاً الواو بالألف ( نشؤا ) لأنه جاء في سياق سخرية قوم شعيب من شعيب ، ابتداء من قولهم ( أصلوتك تأمرك ) ، ولم يقولوا أنت تأمرنا الى قولهم ساخرين ( إنك لأنت الحليم الرشيد ) ، وهم هنا يسخرون من رسالة شعيب التي كان هدفها شيئين اثنين هما ترك عبادة الأصنام الى عبادة الله تعالى ، وترك تطفيف المكيال وتخسير الميزان اللذين اشتهر بهما القوم ـ فرفضوا الأمرين معاً واستهزأوا برسولهم وبرسالته فانتقم الله تعالى منهم .
ويذكرنا هذا الفرق في الرسم بما قلناه سابقاً عن الفرق بين رسم ( أبناء ، أبنؤا ) ، حيث الأولى لبنوة حقيقية وأبوة حقيقية ، والثانية لبنوة وهمية وأبوة وهمية ، وذلك في قوله تعالى ( وقالت اليهود والنصرى نحن أبنؤا الله وأحبؤه ) .
والله تعالى أعلى وأعلم .