ما الفرق بين (النصيب) و (الكفل) ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
🔺 قال تعالى:
(مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً {85}النساء)
نلاحظ أن الآية استعملت لفظ (النصيب) مع الشفاعة الحسنة، واستعملت لفظ (الكفل) مع الشفاعة السيئة، فَدّل ذلك على أن بينهما فرقاً في المعنى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
🔸 يعرّف النّصيب بأنّه الحصّة من شيءٍ معيّن ، أو الحظّ أو القدر سواء قَلَّ أو كثر . فهو مطلق.. وليس له شيء يحدده .
وذكرت كلمة النّصيب في القرآن الكريم في مواضع عدّة منها: قوله تعالى :
{وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}
و قوله تعالى:
(وما له في الآخرة من نصيب )، أي ليس له من حظّ في الآخرة، كما وردت كلمة النّصيب في آيات الميراث في سورة النّساء؛ حيث قوله تعالى: ( للرّجال نصيبٌ ممّا ترك الوالدان والأقربون )، ومعنى ذلك حصّةً مفروضةً في أموال الوارث.🔸 أَمَّا الكِفْلُ فهو الحَظُّ أو الْمِثل المساوي أو الحصة المساوية من الأَجْرِ أوَ الإِثْمِ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
💥 و بناء على ذلك :
استخدمت الآية كلمة (كفل) للشفاعة السيئة ، (له كفل منها)
لأن من جاء بالسيئة لا يجزى إلا مثلها.
فالسيئات تُجزى بقدرها ولا يزيد عليها
بدليل قوله تعالى :
(مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا (40) غافر)💥 و جاءت كلمة ( نَصِيب ) في الآية مع الحسنات ، لأن الشفاعه الحسنة يكن له نصيب منها ، أي ليس كمثلها وإنما أعلى منها لأن الحسنة تتضاعف وتتسع وتعظم وقد تكون عشرة أضغاف وقد تكون أكثر فهي غير محددة..
قال تعالى:
«من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون» (الأنعام:160)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
و يقول الدكتور فاضل السامرائي :أما ما قاله بعض اللغويين أن النصيب في الأمور الحسنة والكفل في الأمور السيئة فهذا غير صحيح
لأن الله تعالى قال:
(يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ (28) الحديد)وقال (فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ (47) غافر)
لكن الكفل من معانيه المِثل ولذلك استعمله مع السيئة، يقول تعالى ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ ) أي مثلين والأجر يضاعف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
🤲