#لمسات_بيانية سورة الكهف (٨)
{الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا،قيما}كل شي بتغير عبر الزمان .. العادات والتقاليد.. الافكار وحتى مفهوم الصح والخطأ.. اللي مش مقبول في زمن يصير مقبول في زمن آخر .. الثابت واللي ما بيتغير هو الكتاب .. لم يجعل له عوجا .. كإنه الكتاب وهو القرآن (بعد إكتماله)مثل شجرة ثابتة وقوية في الارض موجودة في مجرى مائي سريع يجرف اللي أمامه.. إمسك بالشجرة بثبات وتعلق فيها وهيك ما بتنجرف مع التيار ..
( وقوع «عوجا» و هي نكرة في سياق النفي يفيد العموم ..أي قرآناً لا انحراف فيه عن الحق..فالقرآن مستقيم في جميع جهاته فصيح في لفظه، بليغ في معناه، مصيب في هدايته، حي في حججه و براهينه، ناصح في أمره و نهيه، صادق فيما يقصه من قصصه و أخباره، فاصل فيما يقضي به محفوظ من مخالطة الشياطين، لا اختلاف فيه، و لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه.
و القيم هو الذي يقوم بمصلحة الشيء و تدبير أمره كقيم الدار و هو القائم بمصالحها و يرجع إليه في أمورها، و الكتاب إنما يكون قيما بما يشتمل عليه من المعاني،من الاعتقاد الحق و العمل الصالح .قد وصف تعالى دينه في مواضع من كتابه بأنه قيم فقال: «فأقم وجهك للدين القيم»٤٣ الروم .و على هذا فتوصيف الكتاب بالقيم لما يتضمنه من الدين القيم على مصالح العالم الإنساني في دنياهم و أخراهم.
و قد عكس الأمر فأخذ القيمومة وصفا للكتاب ثم للدين من جهته كما في قوله تعالى: «و ذلك دين القيمة»٥ البينه.فالظاهر أن معناه دين الكتب القيمة .)