قال العلامة العثيمين رحمه الله:
▫️ السميع من أسماء الله تعالى، وله معنيان:
أحدهما: الإجابة.
والثاني: إدراك المسموع.• أما الإجابة فمثالها قوله تعالى: (إن ربي لسميع الدعاء )، وقول المصلي: سمع الله لمن حمده ، فإن قوله: (لسميع الدعاء ) يعني لمجيبه ، وسمع الله لمن حمده بمعنى: استجاب، ولهذا عدّيت باللام ، ولم يقل سمع الله من.
• أما السميع بمعنى: مدرك المسموعات والسمع بمعنى إدراك المسموع، فإن العلماء قسموه إلى أقسام :
•منها ما يراد به التهديد ، ومنها ما يراد به التأييد ، ومنها ما يراد به الإحاطة.
• فمثال ما يراد به التهديد : قوله تعالى: (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء )، فهذا يراد به التهديد بدليل قوله : (سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ).
• ومثال ما يراد به التأييد: قوله تعالى لموسى وهارون: ( لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى).
• ومثال ما يراد به الإحاطة: قوله تعالى: ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ).• فالسمع الأول من الصفات الفعلية الذي هو إجابة الدعاء ، والسمع بالمعنى الثاني من الصفات الذاتية، لأن الله لم يزل ولا يزال متصفا بالسمع ، لكن الذي يتجدد المسموع أما سمع الله عز وجل فإنه لم يزل ولا يزال متصفا به.
🎙 تفسير سورة البقرة للعلامة العثيمين رحمه الله تعالى
(الشريط ٥٧)