بارت 47

12.5K 792 151
                                    


زهورنا قد قبرت
الساعة بثمانية بالليل
وانطلقت صفارات الانذار وبدا الضرب .. وبدت عركة طالب ووابنه الوسطاني مهدي الي جان بصف خمس اعدادي
احتركت الفتيلة مالة اللالة ومدتصعد ولازم هسه يروح للدكان براس الشارع يجيب وحدة
زهوري بالمطبخ ماعليها بالعركة كاعدة تكلي عروك بالطاوة على الجولة وتضحك ويه صغارها
---هسه اللي يجي ويشوفنا شيكول ولكم جوة القصف واني كاعدة اكلي عشا هههه نموت شهداء على الطاوة هههه
---وشلون عروك مال شجر الي يسمعج يكول مال لحم هههه جاوبها ابنها حمودي وهو يلكف اي وحدة توكع بالماعون
ضربته زهوري على ايده ولك كافي عاد مال شجر واكلته كله عاد لومال لحم جان الي اكلتني
حمودي مربرب وسمين وكصير نسخة مصغرة من ابوه تماما نفس الفطارية بس ياكل ويتشاقة ويضحك
وجوة ضوة النار جانت عيون اماني تلمع متربعة كاعدة بصف امها وخالها ايدها بحظنها تباوع على امها مبتسمه تنتظر لفتها وجهها العريض ولونها الخمري الجميل وشعرها الداكن
شالت زهوري ولفتلها نص كرصة خبز كوة صارت لفة
وحطت بيها قطعتين كباب عروك مردتهن وياها طماطة واندارت عليها وقبلها اندارت تراجيها الكبار تفتر داير مدايرها
---هاج يمه لزمي ديريبالج من تعضين اخاف بعدها حارة
---اكلج ماما ؟ انت تحبيني
-ههه وثول لعد ليش ماحبج فدوة لعيونج اروح اموتن عليج
وجرتها من كصيبتها على كيف وطبعت بوسه جبيرة على خدها
اماني اكلت لفتها وعيونها تلمع فرحانه تراقب امها
ظلت زهوري قلقة على رحاب وفخرية وماعرفت اخبارهم شنو
الى ان دك التلفون عليها من الغبشة
وين اكو خطوط صاحت زهوري لازم صاير شي
اول مشالته جان صوت علاء بالكوة ينسمع
يحاول ان يطمن عليهم ويطمنهم عليه كونه ابد ماكدر يحصل بيت فاضل بالتلفون
ظلت نهار ذاك اليوم زهوري دك على فخرية وهي ماكو مايحصل
فكرت تاخذ طالب وتروح قبل ماتغورب ويبدي القصف
وبالفعل طلعوا
انقهرت زهوري من شافت بغداد تحولت مدينة اشباح
الشوارع فارغة ومهجورة عود كم نفر طلع منا ومناك والسيارات ووين وين تشوفلك وحدة حتى بنزين مااكو صار كلش قليل بما انه كل المصافي انضربت
وحتى الناس كامت تفرح اذا تشوف غيرها باقية بعدها مطالعة
وترحب بيه وتسهل امره
الناس من تشوف غريب يمشي يسلمون عليه من بعيد ويحيوه
كانه يحيون انفسهم على البقاء
هواية شوارع جانت مسدودة
وانتشرت السواتر على الطريق
وبعض الجنود هنا وهناك
بذاك الصباح بالذات جانت الدنيا غير شكل
رحاب جانت متمددةعلى دوشكها بالهول وعيونها على السما تعاين من الشباك
السما ملبدة بالغيوم
والجو كئيب والغيوم تحولت الى لون رمادي قاتم
رائحة الاجساد المحترقة ملات الاجواء
وشعور يبعث على الغثيان
دارت بعيونها حول المكان وانتبهت بالفعل كلاص ام محمود على الطبلة بصف الكرسي بيه بقايا جايها مال البارحة
ولبيت رحاب وصلت الصرخات والعياط .. الظاهر بدأوا باستخراج الجثث
دموع حارقة نزلت من عينها المحمرة والجفلانة
كيف يختفي الاشخاص هكذا
وتبقى بقاياهم
كيف يرحلون بدون مانتحضر لهذا الشي !!
كيف مايبقى شي منهم غير رماد محترق
او بقايا حطام اسود
كيف تتحول رائحة الصابون العطرة الى رائحة ذوبان اللحم والدهون المقيتة!!
وبالطريق نزلت زهوري من السيارة مصدومة بالي دتشوفه
الناس اتجمعت حول الملجا
وهي تصرخ وتبجي من فتحوا ابواب الملجا
والنسوان الي عدها قريب او من اهلها جانت فاجعة الهم
بعض الاطفال ذابت اجسادهم الغضة الصغيرة و التصقت بالحيطان والكثير اختفت ملامحهم وتحولوا الى قطعة متفحمة
غطت خشمها من قوة ريحة الحريق والريحة الغريبة المنبعثة منه
ظل طالب مصدوم وهو يباوع وية زهوري على الجثث وهي تلف بالبطانيات
والدموع ملأت عيونهم
خافت زهوري كامت تبجي وهي تلطم على وجهها
ركضت على السيارة وهي تصيح على طالب
خلي اروح لفخرية خاف صايرلهم شي والله كلبي علمني
فخرية جانت قبل شويه جارة التلفون للمطبخ
وكعادتها تكعد من الصبح تدك على بيت علاء
بلكت راجعين
البارحة الليل كله منايمة تبجي على جهالها
هذا ياقلب يتحمل بعد
منا حالة رحاب ونزيفها وعمليتها الي اتاذت البارحة وماتعرف شتسوي ومنا حفيدها عمار مريض ومعلول
واخوها واختها وجهالهم وجهالها ماتعرف عنهم شي
طالعين من بغداد وماتعرف بيهم عايشين ميتين
ومنا القصف
كهرباء ماكو
باردة
ومي ماكو لانفط لاغاز باقيين على اللي خزنوه
عيونها ذبلت من البجي
وهي تفر القرص مال التلفون وتصيح ياربي دخيلك
ياربي رحمتك ساعدني والله حموت من خوفي
عافت التلفون وراحت على رحاب
من سمعت بشار يبجي ومحد يسكته
واخترعت من شافتها
بشار جان ينعوص جوة اباطها جوعان وهي صافنة على السكف
وفاضل رجلها طلع من الصبح يحاول يحصل بعد نفط
على الاقل للجولة للصوبات
,والاهم انه يلكى حليب طبي لعمار
ظلت فخرية صافنة على بتها اللي تصرفاتها تغيرت
وذكرتها بامها الله يرحمها شلون من جانت تفقد وتروح لغير عالم
فزعت عليها وظلت تحاجيها
بس رحاب مجانت تباوع ولاترد عليها
جانت تحجي حجي مخربط
حضنتها امها وكامت تبجي بحركة وتردم راحت البنية من عندي راحت
جان شعرها الاسود الطويل الناعم افتر على وجهها وغلف ركبتها ومنع امها من شوفه الوجه المصدوم والمفجوع
دخلت بيبية فاضل تحجي ويه رحاب وتكللها كومي يمه رضعي الوليد مات من الجوع مايرضى يسكت
وكوة انتجت رحاب على القنفة وبدت ترضع عمار كانه نصف نايمة
وامها تحاول تلهي بشار على مايجي سراه
تربية تؤام بهيجي ظروف جانت صعبة كلش
وشويه اجى فاضل الي طالع من الصبح لحد هسه تقريبا ورة اربع ساعات يله كادر يلكى صيدلية حكومية وجايب الحليب
اجه جيرانهم ناوشهم دبة نفط جان محصلها قبلهم
واول ماوصل الحليب
سوت فخرية للجهال وشربتهم
يله نامو نومة طويله
خطية حليب امهم مجان يشبعهم وهي صارلهم كومة يبجون من الجوع
ظلت تحجي ويه بتها انه لازم تاكل زين وخصوصا تمر علمود هذولة الجهال
ورحاب تهز راسها بلا وعي ؤ
وراها بشويه دك التلفون
ومن فرحتها فخرية انشلت ماتكدر تكوم تروح تشيله كوة سحلت نفسها وهي تبجي ماتدري هالتلفون يفرحها لو يقهرها
واول ماسمعت جان صوت علاء من بعيد
وظلت تصارخ فخرية وتبجي ممصدكة سمعت صوتهم
وهو يحاول يهديها ويكللها خليني احجي
الصوت كوة ينسمع وهي مستمرة تسال عن واحد واحد
طمنها عليهم وانه اضطروا يطلعون لانه روان بنته صارت بيه خوفه من القصف وخافوا يصير بيها شي
اول تدك صفارة الانذار هي تبجي وتصيح وتعيط وتصيح اني حموت
احنى حنموت
وتنام بالكاع وترفس
صوت الضرب والطيارات اثر على نفسية الطفلة وصارت بيها مثل الحالة النفسية تخاف حتى من الظل والخيال خصوصا بالليل
فاخذهم وطلع بيهم برة بغداد
وانكطع الخط
مالحكت فخرية تحجيله عن رحاب
وحالتها تعبانة مع انه سال عليها وبدرية جانت قلقانه عليها
بس وكتها جانت ميلاد مقابله يسمون ابنها الثاني بشار
كالت هسه هم يضحكون عليه علمود الكارتون مال بشار النحلة
بس منو جان بحال اسماء هسه؟
وماكو ثواني دخلت زهوري من الباب وهي تدك وتلطم وتعيك
ولكم وينكم خوما جرالكم شي
فخرية الله يسامحج النهار كله التلفون مشغول
واني كلبي خلص عليج
علما اتاكدت منهم كلهم بخير
فرشت عبايتها وكعدت يم رحاب بصف الصوبة
وعلى السريع بيبية فاضل وفخرية كامن يحضرن الغدا وطالب طلع ويه فاضل راحوا للملجا يشوفون شكو ماكو
كعدت زهوري وخلت عبوسي بحضنها وانطته مصقول هاي الباقي من البيت جابته واجتي
---زهوري وين عفتي الجهال منو يمهم؟ سالتها فخرية
---ام طالب وحماي الجبير جايين لبغداد من البارحة واليوم جوي يمي
خطية المرة تعبانة حيل وعود جايبيها لبغداد علمود المستشفى حسبالهم يعالجوها
اني اكول هاي المرة مواته ومن حلاة روحها جاية لهنا
---يا خطية ماتستاهل بس هي هم جبيرة بالسبعين مو
الله يشتافيها
---اشرت زهوري لفخرية على رحاب شو شبيها مو طبيعية
جرتها وطلعوا من الاستقبال
وبقت تحجيلها
---عزة عزة بس لاصار بيها شي
---ماادري والله بس خايفة عليها ولج عيني نفس حركات امي وتصرفاتها الله يرحمها بس لا هاي انوب تطلع عليها ويجرالها شي
---اي دادة نفسة مو زين جان المفروض ماخليتوها تروح
-- ياا ليش هو احنى حسنا بيها طلعت مثل الزيبق ما شفناها ولا حسينه بيها
وشوية اندكت الباب وجانت ام فاضل وابوه جايين علمود ابنهم هم خطية ظال بالهم من سمعوا بالاخبار عن مصيبة الملجا
وهم جانت اعصابها تعبانة وقلقانة على ابنها وعائلته بس كلش فرحت من ركض عبوسي عليها وشافت التؤام نايمين
ومن حست استحالة تكدر تقنع رحاب على حالتها هذه انه تاخذها وياها
وشافت فخرية شلون تعبانة ويه بتها قررت تبقى يمهم مدة ويرجع بعدين زوجها ياخذها وان ماكدر تبقى لحد ما الله يفرجها
بقى ابو فاضل ليقبل المغرب ورجع
هم كومة عوائل متكفلهم ومطلعهم
من شافت عمار حالته تعبانة ومحد يكدر يسوق
لازم ابقى يمكم
هم ضروري واحد يركض بيكم
ولامت على فاضل ماعلم زوجته سياقة او يدبرها هو من يصير شي
السياقة كلش مهمه وخصوصا للمراءة اذا زوجها مايكدر يسوق او عايشة وحدها
اتغدوا كلهم
واكيد السوالف جانت بس على الحرب والمناطق المضروبة
ووين متضررة
وقبل المغربية رجعت زهوري لبيتها
وبالطريق شافت شلون نصبوا خيم الفواتح وحدة بصف اللخ
واغلبها فارغة
من حيحضرها ونص اهلهم راحوا
ونص جوارينهم
والنص الاخر اصلا خارج بغداد
عوائل باكملها ذابت بضربة الملجا واكتفوا اقربائهم ان حطوا قطعة سودة طويلة ضمت اسماء العائلة كلها واحيانا عائلتين
الله يلعن الحرب شحصلنا منها....
ظلت زهوري تدعي وتبجي لما وصلت للبيت
جانت ام فاضل تسمع عن الضرب في بغداد والاخبار الي جانت تنقل الاحداث وصفتها كانه انطمرت تحت بقايا الدمار
لكن الوضع رغم سوءه مكان بهذه البشاعة
يعني البنيات الحيوية ومقرات الجيش والشرطة والامن هي اكثر من تضرر
وما انطلقت صفارات الانذار بدى الضرب مثل كل يوم
اخترعت ام فاضل من سمعت صوت المدافع والطيارات
وكامت تتراكض بين المطبخ والهول
بس شافت البقية كلهم اتجمعوا بالاستقبال والتموا على الصوبة وكل واحد بيهم حط جاهل بحضنة
حتى فاضل جان كاعد على القنفة ويلعب ويه عباس
صح جانت ايام الضرب اقل من ايام وايام اكثر
بس بشكل عام جانت الناس اللي جوة القفص متوقعة باي لحطة يوكع ببيتهم صاروخ
وظلت المسكينة جفلانه وفاتحه عيونها للصبح تتامل ابنها واهله وفخرية اللي كلهم نامو
بس رحاب جانت تكوم وتكعد من الجهال يفزون لو عبوسي يبجي من تصير طبة قوية
يومين والثالث بدت شويه تتعلم
مع ذلك هم جانت تخاف وماتنام للصبح ...
بس ساعدت العائلة كلش هواية كامت تطلع هي وفاضل يفترون يدورون يسدون حوايجهم
على الرغم من خوفها بس جانت امراءة سباعية
ماتكول لا
بالعكس حطت ابنها وعائلتها على كفها وحياتها وخوفها من المجهول الي قد تصادفه بالطريق بجفة
الى ان في يوم اربعة وعشرين من شهر شباط تم الاعلان عن الحرب البرية
جانت نورية كاعدة ويه بيت غازي يم بيت اخوه برة بغداد
من سمعت الخبر
ماعت روحهاواتخربطت
سامي مشارك بهذه الحرب
شلون ياربي دخيلك رجعه اليه سلامات
شلون يروح من واحد وهسه الثاني
ياااارب
كامت تصيح وتعيط
واسما تحاول تهديها
زهير مكان موجود وياهم بيت غازي جانت بس نورية وبتها اخذوا غرفة صغيرة من بيت المزرعة لاخو ابو غازي والنسوان البقية كعدوا وياهم بالبيت والزلم كعدوا بالمضيف
جانت مرات اسما تشوف عبد الكريم اللي قام بكل متطلباتهم هو وولد عمه
الى ان راح التحق وبعد مشافته
هم جانوا يخافون وطلع بيان المتخلف او الافرار راسا اعدام
فكان اول الملتحقين
ولد عمه ظلوا بمكانه و
لانه كانت اكو عائلة ثانية جيرانهم هم بس نسوان جايين وياهم
اتكفلوا بيهم
حرمت نورية على اسما تتجمع ويه البنات لو توكف وياهم حتى لاتطلع عليهم حجاية
لكن ولد عم عبد الكريم انبهروا بجمال اسما حتى انه واحد بيهم حجى ويه ابو غازي حتى يخطبها الها ورة ماتخلص الحرب
بببيوت المزرعة
من السبعة الصبح جانوا الكل يكعدون
البنات يحضرن الريوك ويلمن الدواشك ويملن الصوبات نفط
وتقريبا جانن اربع بنات
ويتريكون يبدن يحضرن الغدا والزلم تطلع تفتر بالبستان لو بالمضيف يتابعون الاخبار ويتقبلون الضيوف
والمسواك هم عليهم
ورة المغرب بشويه تنفرش الدواشك ورة العشا
وتبدي السوالف الزلم وحد والنسوان وحد عاد الجهال يبدون ينقلون الاخبار من غرفة المضيف للبيت الي كاعدات بيه

نساء مخمليات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن