بارت 63

14.1K 749 16
                                    

الفصل الخامس

احد الشعانين ..سعانين
نيسان عام 2000

في شهر نيسان من كل عام ترتفع سعفات التخيل
وتدق اجراس الكنائس
انه احتفال ياسيدي
دخل السيد المسيح للقدس راكبا حماره
انه النبي انه الملك
الذي اتاكم
فاستقبلته المدينة بالاحتفالات وحمل سكانها السعف احتفائا به
هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح
في مثل هذا اليوم كان احتفال جميل في الكنيسة في بغديدا
رافقت فرح بت كرم صديقتها نيفين
صديقتها المقربة والوحيدة الي كانت قريبة على قلبها
منظرا ملهمها وملائكيا
تصعد فيه اصوات الصلوات وتضج قاعة الكنسية مرددة ذاك الصدى الروحاني
يتقدم الصبيان  مرتدين ملابسهم البيضاء الجميلة رافعين الصلبان واسعف النخيل
ويبدا عزف الموسيقى وترديد تلك الاصوات بصلواتها
كانت القاعة مكتضة فبقيت فرح ونيفين خارج القاعة متلهفات لرؤية المراسيم
فرح ببشرتها البيضاء الناصعة
والمنقشة بالنمش على وجنتيها
بشعرها البني الفاتح وعينها الواسعتين كعيني طفل بريئ
كانت ترافق صديقتها وتلحق بها اينما طافت ورحلت
كانت كرم وعائلتها في عطلة استجمام للموصل وللحمدانية
ورافقتهم عائلة نيفين لزيارة اقاربهم هناك ايضا
وماهي الا ايام حتى رجعن الى بغدادمغادرات
تلك السفوح الخضراء الجملة
وحقول الممتدة لمساحات شاسعة تبعث في النفس ذلك الاريج المريح
على الطريق تلمح القرويين وهم يمرون بالقرب من الخط السريع تعلو وجوهم نظرة الفضول بالقادم الراحل الغريب
وجوه متعبه كلحها التعب والارق وضنك العيش ومع ذلك يبتسم الاطفال ويلوحون بايديهم
نيفين كانت الصديقة الجارة لبيت كرم
تعمل ممرضة في مستشفى اليرموك
وهي من شافت وظيفة لفرح مع احد الاطباء في عيادته الشخصية
فتاة طوية وممتلئة تحمل بشرة سمراء شفافة تميل للاحمرار
وهي صفة التصقت بيها ما انت تعرضت لموقف محرج او خوف او خجل يحمر وجهها تماما ويصير بلون الطماطة
الى ذلك العمر كانت تعمل ظفيرة
سميكة وطويلة بشعر مجعد وعيون لوزية محددة تماما ذات رموش طويله ومقلوبة
كانت تتميز بانعدام الشفتين ايضا والانف البارز
الي نسميه بالعراقي ابو الكسرة
كانت نيفين صاحبة شخصية قوية وحدية للغاية
وابتسامة خجولة مادرا ماتخطها على شفتيها المزموتين
شاركت صديقتها كل لحظاتها الخاصة
كانت توقف معها وقفة اخت واخ
فرح كانت عكس نيفين كان عدها نوع من الفهاوة والاتكال
نتيجة الدلال المفرط من عائلتها
صارت تنتظر تجيها الامور للبيت
وكان شكلها يحفز الاخرين لمساعدتها
وخصوصا الرجال من يشوفوها ناسكة وفقيرة تصعد عدهم الغيرة العراقية حتى الشغل يسوو بدالها
بعد عودتهم بيومين اتصلت نيفين بفرح مفزوعة تبلغها بوجود على مايبدوا وحده من معارفها
تتذكر شافتها بالخطوبة وبالمهر اكثر من مرة
لكن ماتتذكر اسمها
دخلت قبل شويه للطوارئ
فزعت فرح واخذت امها وعافوا اختهم الصغيرة علا يم ابوهم
من دخلو المستشفى ظلوا يدورون على نيفين
ويسالون الناس رايحة جاية
الى ان شافتهم وصاحتهم
كالت اكو بنية كرايبكم شفتها جابوها قبل ساعة
خطية حادث سيارة
ومالكوا لا جنطتها ولا اي شي تنعرف بيه
فاقدة لوعيها تماما
بس شكد شريفة ردت اكص تنورتها لانه الاصابة بالافخاذ هي فاقدة والدم مغطيها من فوك ليجوه من جريت تنورتها ايدها انمدت على ايدي لزمتني
لا اراديا خطية انقهرت عليها غطيتها وظليت اطمنها
---ماعرفتوا اسمها منو هي ؟!
---لا والله خالة شوفوها يمكن تعرفوها
من دخلوا للطوارئ وشافوها جانت المسكينة عهود
وخطية جانت حامل عقبت نيفين وهي تعدل عهود
---ياااا خطية وج عيني شلون
تدرين نيفين  هاي زوجها جان اسير وصارلها سنين مايصير عدها اطفال
علقت فرح وهي تمسح دموعها منظر عهود بكدماتها الزرك على الوجه وعلى الاطراف
---الظاهر جانت دتعبر الشارع وضاربهتها سيارة ومهزومة
---يااا عيني امشي فرح نخابر على ام سعد نكللهم هسه بالهم عليها
ولو هي كاعدة ويه عيالها
ركضت فخرية تعرج برجلها
تك منها خدرانة من الكعدة واللخ بسبب كسرة حوضها
وهي سنة على سنة جان وزنها يزيد
افتهمت من سعد بتها بمستشفى اليرموك اخذها هي وبدرية
الخرعة جانت لميلاد
ظلت تلوب بالبيت ماتعرف شتسوي خابرت على الدنيا كلها
بدتها من نورية ورحاب وختمتها بيت خالها علاء
الطريق كلع جانت فخرية اتدعي وتضرب ايدها على رجليها خوفا بتها يصيرلها شي
هاي البنية الاقدار معافتها بسلامة
واستقبلتها بباب المستشفى كرم وبتها والممرضة صديقتهم نيفين
ماتحملت من شافت بتها مشكلة بالاجهزة ووجها وارم مزرك من الضربة
وكعت بالكاع وكعدوا البنات يغسلون وجهها بالمي ماكو اقل من نص ساعة جان علاء وسامي موجودين نزار مايعرف بالخبر ماموجود بالبيت
وصارت هوسة عليها
باتوا تقربا معظمهم بالمستشفى يريدوها بس توعى فقدان الوعي كان مروعهم والطبيب شد انه لازم ترجع لوعيها اقل شي خلال هاليومين والا اتروح بيها
والله لطف بحال فخرية اللي ظلت الليل كلها عيونها مفتحة وبصفها نزار يدخن باكيت ورة باكيت والدمعة بعينه
ربما هي مو اول مرة يخاف عليها هشكل
مرت عليه هوايةة هواجس من جان بالاسر خلته ياكل بنفسه
جان من ضمنها عهود
الوحيدة الي حبها والمراءة الاولى والاخيرة
شعوره بالعجز سابقا ولاحقا كان يخليه يضعف كدامه
يمكن هو مايعرف يبين مشاعره
يمكن عمره ماكدر يوصللها الحب الي بداخله الها
مو هو السبب لا
التربية والبيت والمجتمع
كان ياطؤون صورة الرجل بانه الفارس المقدام الي لايمكن ان يتنازل لاي امراءة
الحب يعني توكلها وتعيشها وتغار عليها ماتخليها تطلع
وكل عيد تحط مبلغ محترم بايدها
مو معناها تبجي عليها من تفقدها
ولا تكللها احبج حتى لاتركبك وتسيكر عليك
الرجل كان متعلم انه مايتنازل لاي امراءة
من باب العيب
ولاتستغربون انه من يزرع هذه الفكرة بشخصيتهم هي امراءة ايضا
امه وبيبته واخته
من هووصغير يكولوله لاتصير جبان مثل النسوان
لاتظل تبجي مثل البنات
لا تخاف مثل المرة
صير سبع رجال انت رجال مو مرة
فظل هذا الكائن يكبرو وهو يتصور المراءة اقل منه بدرجة
ودونية لا هي واصلة للبشرية ولاهي متراجعة للحيونة
ظلت بفكره متقلقة
واتربت هي هم على هذه الفكرة
يضربج يكتلج يموتج من الجوع
لازم تتحملين انت مرة
بشر بدرجة اقل
اكيد مو كل المجتمعان ولا كل البيوت
لكن الغالب الاعم هذا الي كان حاصل
تغيرت هذه النظرة فيما بعد احيانا للاسواء واحيانا وفي بيوت اخرى للاحسن
يمكن وربما اكيد ايضا ان الحب شعشع عندنزار من رجفة الشفاه وهي تدعي بتلعثم
وتنذر النذور
من رجفة الانامل وهي تمسك الجكارة الي تذبل قبل مايرشف منها نفسه الاول
من جحوظ العيون واحمرارها
من مراقبة كل كلمة يقولها الطبيب او الممرضة ويختمها يارب  يارب
من دعائه بينه وبين نفسه
من القسم والعهد الذي اخذ على روحه ان يترك الشرب بس ترجع رفيقة دربه للحياة
من الخوف والالم الي يعصرقلبه كلما مرت فكرة موتها
وبالفعل ثاني يوم وعت عهود وصحت
واتبشرت الوجوه واتهللت
يمكن عهود جانت محتاجة لهذا الحادث

نساء مخمليات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن