الفصل الخامسالاربعاء الدامي
النهاية
مخملية انت ياامي بوجهك الباسم
وانفاسك العطرة
مخملية .. بتشققات يدك المنهكة
بانحناءة ظهرك
من اجل ان نكون
انت هي المخملية .. ياامي
انت هي
بترافة روحك
بعينيك الذابلتين
بقلبك المثقل بالهموم
انت هي المخملية لا من سكنت القصور
انت بنظري من تربعت على عروش الدنيا بصبرها اللامتناهي
بقوة تحملها ... بتفانيها باخلاصها
انت ياامي
ياحضننا الدافئ
ياشمسنا الشمرقة
يافينا البارد
مخملية انت ياامي
بكل مافيك حتى بنظراتك وهي تودعني
.................
كل صباح صرنا نستيقظ على صوت انفجارت
طلقات صرخات مفجوعين
اختفت اصوات العصافير الي كانت تملءالسماء بصخبها
هاجرت ورحلت الحمامات الي ترترف على سطوح منازلنا
صرنا نعيش بزقاق ضيق ذا نوافذ متسخة خالي من الهواء
نحس انفسنا الاموات الاحياء
كمت كلما اطلع واسد الباب عيون امي ورايه
اتشاهد احس نفسي مراجعة
اي انفجار اكول كريم وعلي
عهود وولد رحاب
خالي وجيرانا
تعبنا كلش وارهقت احداقنا من التحديق
تسارعت الاحداث لانه مكانت الايام لا انطوى الزمان من تحتها
وصار السنة شهر والشهر اسبوع والاسبوع يوم
ولانه كان صفر وقريب الاربعينية
ولانه السنة مالة خالتي بعدها مطالعة خطوبتي اني وعلي مجرد موافقة عائلتين
يعني بس الفاتحة
مع انه جنت كلش فرحانه بس خفت من نحوسية صفر
وخوفي جان بمحله
بشهر تموز من ذاك العام عام 2006 رجعت رحاب علمود ولدها
عباس كان بعمر ال19 سنة وعمار وبشار ب15 سنة
جان عباس يشتغل تكسي ويداوم كلية اهلية دخل المامون قسم اقتصاد
مافلح بالدراسة مااعرف ليش
وكتها رجعت رحاب علمودهم
جانت شويه احسن بس القلق على ولدها دمرها وهمين خطية زوجة وسام الاولى توفت بحادث
جانت صاعدة كوستر وابو الكوستر راد ينهزم من سيطرة وهمية من سرعته انكلبت السيارة وماتوا بيها كم شخص كانت هي من ضمنهم
راح للفاتحة ونزلت هي في بغداد
وطبيعي انه ماتبقى وحدها بقيت اني رحت يمها تطوعا اخلص من خنكة امي
مع انه العامرية صارت تخوف وماتطاق
صرت كلش اضوج اطلع الصبح واني اشوف اشباحهم بلحايهم الطويله القذرة وهدومهم الافغانية يفترون والرشاشات على ظهورهم ينتقلون من بيت لبيت
ماكو اقل من اسبوع شمرولها ورقة وبيها ظرف
جان توه وسام راجع
والله يسلمه شلون وسام
فار دمه يعني اذا جان مفكر يطلع تخبل
اني ماتهدد
اني مااخاف
واصر انه يبقى مايطلع
بسالاحداث الي تلتها والي صارت خلتنا ننهزم بليلة سودة
رحاب رتبت سالفة زينة لولدها راحت ب12 ورقة طلعت 3 جوازات Gلولدها وفكرت ادزهم لسوريا يم سعد
الي شغلة ابو حميد وياه على شركة نقليات سياحية بغداد دمشق
وجان ذاب حيله كله على الشغل
اتغيركلش
كام ينام ويكعد باالسيدة والنهار كله هناك
حتى كاموا يصيحوله سيد سعد
وفلوسه كلها جانت تروح لميلاد
الي من رجعت رحاب هي راحت يمه وبوكتها استقبلها سامي من المطار
خابرتني كالت تصدكين
حسيت سامي صدك اهلي لو مو حرام جان حضنته
مااعرف ليش من شفته بالمطار كمنا نبجي ثنياتنه
شفتي شلون لعبت بينا الدنيا طوبه تالييها نتلاكى بدمشق!!
مع ذلك جانت تشتكي ممرتاحة محبوسه وحدها النهار كله تخاف تطلع من ورة سعد
مجانت تريد تسوي مشاكل وبيت عمتي خلاص اسبوعين وطالعين لكندا
كلهم جانوا مقهورين الا مها
جانت طايرة من الفرح
وكتها حتى اسما اجلت عرسها ليورة السنة مالت خالتي
وعلى اساس يسووه بكندا من يستقرون اهلها
الناس كلها انهزمت بره العراق
والله جانت الشوارع تخوف
بالليل تسقط بغداد وفنه الي يطلع ركبته للموت
صار الكتل عيني عينك
والخطف بالجنطة مصطلح متداول
معظمهم كانوا يقتلون على الهوية فقط لانه منتمي لهذا المذهب ولهذا اللقب
هذا هشكل واسمه هشكل
حتى علاوي خطيبي صار عنده ثلاث هويات
وحدة الاصلية واللخ سيد شيعي والثالثة سني من الانبار
يستعملهن حسب المكان الي هو بيه
حقيقة لايمكن ننساها او نتجاهلها
لعبت بينا الظروف لعبتها
رحاب من سمعت هادي حيعوف كلشي وينفذ بجلده ويروح لو سوريا لو تركيا
رادت تجلب ولدها بيه
لانه مستحيل احد يهتم بيهم مثله
وهم عندوا ماقبلوا يروحون وياها لعمان
واصلا ماطلعتلهم فيزا عمان شكد محاولت
فحجت ويه زوجته كالتلها نريد بتكم الجبيرة لعباس
واحنى كلنا نعرف انه واحد عينه من اللاخ
وهذه وحدها قصة طويله
رغم انه همه صغار بس الاماية راسا قبلت هي هم رادت رجال لبناتها
واتفقوا الخطوبة ورة السنة مالة خالتي الله يرحمها بعد كم شهر
وتروحلهم لسوريا
بذاك اليوم من رجعنا من توديع بيت هادي
جانت ازدحامت ماكو
والدنيا سنطة
كلنا كلنا الله يستر حيصير انفجار
اتعلمنا كلما تصير سنطة يعني انفجار
رجعنا واجى عمار يركض علينا للبيت لحكي يمه كتلو ابو يوسف
صاحت رحاب عزة منو كتله
---القاعدة منو يعني
مع انه الرجل سني لكن راح بالرجلين لانه كان انسان معتدل
مجان يقبل على الغلط
لزمت رحاب عمار كالتله ويه رايح
اخذ فد شي ملفوف بيشماغ وطلع يركض
عمارعمره بس 15 سنة بس جان نار وشرار اوكح حتى من عباس
اتاري عباس ينتظره براس الشارع
ركبنا اني ورحاب ورحاب طارت بالسيارة وراهم وبسام بيدي
وعباس ياشرلنا نرجع
يالله
يالله كان ذاك اليوم واحدة من اصعب الايام بحياتي
خابرت على علي ماكو شبكة
وكفنا كدام جولة جبيرة باطراف العامرية
وشباب خاتلين وره هياكل بيوت مبنية على النص
اهل العامرية يعرفون وين هذا المكان
رحاب وكفت بعيد كام يتعارك وياها عمار ترجع
اني مافتهمت الموضوع
بس من حجي عمارربطت انه جثة عمو ابو يوسف جيران بيت رحاب من الثمانينات وجان كلش صديق فاضل الله يرحمه
مشمورة بنص الجوله والجلاب تنهش بيها
وانوب ابنه الجبير
اتسحب يروح يجيبها ضربه قناص بصدره
قناص خاتل مااعرف وين
ووياه جماعته من القاعدة كلهم اي واحد يقترب من الجثه يرموه
ماتكدر رحاب تحجي
شافت يوسف والولد لازميه وعباس مديخليه يروح يحجون وياه
والشباب كلهم كل واحد شايل رشاشة وواكف
وين الشرطة لعد
ضحك عمار باستهزاء
كال منو المخبل يفوت منا
اندفن وماانسى شكل رحاب جانت لابسة قميص اسود مطببه جوة والتنورة عدلة بجاكات
وربطة سودة
شالت ايديها وسدت الربطة حيل وهي عينها بعين عباس كالتله محد بيكم يروح
لا انت ولايوسف ولامعمر
ولا ذولاك مدااشوفهم مااعرفهم
كللها خالد وتمار
انقهرت على ابو يوسف
جانت جثته منتفخة صح هو ضعيف بس مورم من الصبح مشمور ومقلوعه
عينه
فات جلب شمم بيها بيه وراح
مجان هو بعيد كلش جنت اكدر اشوفه من السيارة
كالت كتلوه مو؟
لانه ماقبل يصير مثلهم
لانه مباع احد الله يلعنهم
وكتلو اخو حسنين لانه شيعي
اظلمت حيل ولحد الان كلهم يتعاركون ويوسف كام يبجي يكللهم ابويه مااعوفه
مااعوفه حتى لو اموت وراه
امه واهله جانوا يه اخوه المتصوب بالمستشفى
للفجر ظلينا الولد الشباب ورحاب ماخلتهم
ركضت هي بنص الليل سحبت الجثة وهي تصيح ياااعلللييي يابو الحسن
مااعرف يمكن اما مشافوها
او ينكن مااتوقعوا هذه صاحبة وطبيعية تطب جوة النار وتسحب الرجل مثل المخبلة وتطلع
من قربت علينا شبابنا كاموا يرمون يغطون عليها وعباس صار نار وشرار شكد كام يحجي ومعصب على امه بس رحاب جانت ماتحس اخذ بسام بحضنها وكامت تبجي
وللصبح منمنا
قررنا خلاص لعد مانبقى
ثاني يوم دنرجع اني وياها من ابو الصمون
وركضنا للرجعة من السوك قبل لاتظلم
نوينا خلص اخر ليلة الناهنا بالعامرية
لمينا الغراض كملنا كالت اروح اكعد بمنطقة اامن
شلت بسام وهي جانت شايله العلاليك
تمشي كدامي
والله وطبكت سيارة وشالت ولد ديمشي قريب على بيتنا
اني ماشفت زين بس رحاب ذبت العلاليك وكامت تصيح عماار
عمااريبووو اخذوا ابني
يبووو لحكوني عماار
خطفوا ابني
ركضت دكيت الببيبان على الجوارين واني اصيح الحكونا
الحكونا اخذوا عمار
بالحرام محد فتح الباب
نص البيوت تهجروا صفت تصوفر
والبقية بس نسوان من خوفتها يمكن همه ختلوا
رحاب ظلت تجر بالولد والولد يدججوها بالرشاشات
وسمعت الولد يصيح خالة لحكيلي الله يخليج لاتعوفيني
صاحت رحاب ولكم هذا معمر
معمر جان يشبه عمار من بعيد
ومن خبصتنا كل ظنا انه هذا عمار
لكن رحاب ماخلته مجلبة بيه هي تجره وهمه يجروه يدخلوه كوة بصندوق السيارة
اخر شي الملثم الجبير ضريها حيل على صدرها ادعبلت بالكاع كللها اخر مرة خالة ام عباس بس هو كالها بفشار
والله طلقتين براسج اخليج مثل .... مااسمعت البقية بس رحاب جان وجهها مورم من الضرب وينكط دم
اخذوا معمر وراحوا
المسكين جانوا اهله سنة وشيعه
منو خطفه مانعرف
لكن من يومها ماشفناه
ولد بعمر ال15 سنة
لساني اتذكرصوته يبجي يتوسل خالة لحكيني الله يخليج لاتعوفيني
كل الحادثة يمكن 3 دقايق بس
ايبباه
ياربي رحمتك شكد جان خايف
رحاب تكول جان مجلب بقميصي يجر بيه واني اجر بيه
كامت تركض وراهم اخذوني وعوفوا الولد
معمر
وظلت تصيح معمر وتركض واني اركض وراها
رحنا لبيت اهله بالشارع الثاني
ودكت عليهم الباب اندارت عليه كالت شكول لامه
عزة لعزاني بيا صخام اشوف امه
شكووول الها
منال
منال
وبدت تضرب الباب حيل
ام معمر اسمها منال
طلعت المرة مخروعة من شكل رحاب متملخة وربطتها واكعة ووحدة من الضربات على خدها صار ازرك
كالتلها ولد من المنطقة خطفوا معمر
خطية جانوا لامين غراضهم على الصبة ديطلعون
وكعت من طولها ليش ماطلعتي ام عباس ليش ماطلعتيه من ايديهم
من نتذكر نكول هذوله جانوا ولد من المنطقة وجانوا يعرفونه
عرفوني وعرفوا رحاب شوف ليش ساعتها ماكتلونه!
مااعرف
ظلينا نسال نفسنا هذا السؤال لسنين طويلة
منظر منال ام معمر كان منظر هواية امهات مرن بنفس الموقفت
التعلق بين مابين الموت والحياة
الياس والامل
ان تفقد احداهن فلذة كبدها الى مجهول للابد
لحد هذه اللحظة ماعثروا على معمر ولا على المئات الشباب الي انفقدوا في ذلك العام والسنوات الي تلته
ظلت ام معمر حايرة فرت العراق من شماله لجنوبه على ابنها
مابقت لامستشفى لا مركز شرطة
لاثلاجة مووت
لاحفر الموت
لا مكان سمعت بيها مقبرة مجهولين مراحت اله
وراح وليدها
من يومها انهزمنا من بغداد
لكن عمري مانسيت ذاك اليوم
كريم كان مدبراموره ويه بنيه كرديه تشتغل بشركة اسيا سيل
وصارله هواية من يعرفها من سافرت هي رجعت لسليمانية
دبرتله شغل اله هم هناك
عاف شركة عراقنا ورحنا كلنا وياه لسليمانية
بطلت من شغلي
لانه الاغتيالات صارت ماتعرف ولاتفرق بين احد
لامذنب ولابريئ
لاصغير ولاكبير
تحولت بغداد الى سجن للتعذيب
ومقر من مقرات الجحيم
خلت من معظم اهلها وماوكع بيها بس الفقير
الي ماكدر لا يحمي نفسي ولاينهزم بيها
كنت اتصور علي حيمانع على سفري لسليمانية واستقرارنا هناك
لكن هو بالعكس شجعني على هذا الشي
وقبل ماتطلع السنة مالة خالتي الله يرحمها
اتعرضت عائلته لحادث انفجار راحت بيها امه
واتحطمت نفسيته واني دفعت الثمن
تركني هشكل بكل سهولة وكلي كلمن بطريق
جانت نفسيته تعبانه حيل واثرت على علاقتنا
انهاريت وشكد مااكتب مراح اكدر اوصف حالتي
جنت متخيلة انه عمري مراح امر بهذا الموقف
انه اليتم حصني من نوائب الدهر
وانه اليتيم عنده صك مايمكن ان ينكسر قلبه
اتارينا نفس البقية بلا ضلع ولا عين تشوف
واتخيلوا سوء الاوضاع منعتنا حتى ننزل لبغداد نسوي السنة مال خالتي
كعدت بالبيت وورة مسافرت امل لعمان يم اختها جرينا خالي كوة وكعد يمنه
ظلينا نعتمد على كريم بعيشتنه
ومرات يوصلنا فتافيت من ايجار العمارة الي عدنا
ولد رحاب طلعوا لسوريا ومارجعوا بعد لبغداد
ورحاب استقرت بعمان
هي ووسام وبسام
وجانت بين فترة وفترة تروح تشوف ولدها
سافروا بيت عمتي لكندا
واتعالجت عهود بسوريا والحمد لله صار عدها طفل وحيد سمته زين
ورجعت ميلاد لعمان هناك التقت بشاب اردني من اصل عراقي
واتزوجت جان اكبر من عدها لكن متمكن ماديا
على نهاية 2007
اتزوج عباس من بنت هادي الجبيرة
وانخطبت اني لابن خالة خطيبة كريم هالة
رجل مطلق وعنده ولد صغير
مجان عندي خيار اخر
خصوصا انه عانيت فترة طويله يله كدرت انسى علي
كلنا نوعا ما استقرينا بعيدين مشتتين عن بيوتنا وعن احبابنا وكرايبنا
الا رحاب كان القدر كاتبلها ان يقتل تؤام روحها وحبيبها الاول والاخير
وسام ذا الرجل الشهم الطيب الخلوق
كتلوه على طريق كركوك بغداد
مانعرف لحد الان منو قتله وليش
حتى ماحد شافه رجع اخوه من الامارت دفنه وماقبل اي احد ينزل لبغداد
وسام الله يرحمه كان باخر زيارة اله بالعراق يشوف بنته لانه ولدت بعد زواجها من واحد من اقرباء امها
فقدت رحاب عقلها بسببه
صارت مو مستقرة
نفس حالة بيبتي ام جاسم الله يرحمها
تكعد تصفن على السما تنتظر عصفورابو الحناء يمر يجيبلها خبر من وسام
جانت تنتظررجعه وسام يوميه
ومرات جانت تبدوا طبيعية تكول شسوي كلنا بهذا الطريق
وبقت كاعدة بالشقة الي جان ماجرلها ايا وسام
مرة ميلاد تدفع الايجار مرات ام فاضل
حيث بقت تحت كنفها الي بقت تربيلها بسام مع ميلاد....
صارت تنسانا وتنسى معظم الاشخاص
وولدت قبل فترة وبعدطول فترة انتظار طويله ابني بدر الدين الي طلع
نسخة من امي ...مخملية النساء
وتستمر الحياة
سوى اكنا سعداء فيها ام اشقياء
سوى رضينا .... قنعنا بيها
ام تذمرنا ولم نرضى
تستمر رغم ارادتنا
لم ولن نكون اخر من نتالم
ولكننا بالتاكيد نتمنى لاطفالنا زمنا افضل