ولدت نورية عام سبعة واربعين ومن اجى عبد الكريم قاسم للحكم طلع قرار كل اللي ممسجلين وماعدهم جناسي يطلعون ويسوون ولادتهم كلها واحد سبعة يعني اول يوم من شهر تموز ...
قبلها محد جان يهتم لهذه الامور لذلك من طلع القرار كلها سجلت وصار نص الشعب العراقي بذيج الفترة ولادته بهذا التاريخ مع اختلاف السنين طبعا
حتى فخرية نفسها تكول امي ماتتذكر اني اربعة واربعين لو تلاثة واربعين !
نورية ولدت اصغر بعشر سنين من اخوها الجبير كاطع بس قبلها امها ولدت اثنين ولد ماتوا وهمه رضع الاول مات صغير بالحصبة والثاني بعد اسبوع عمره دترضعه بالليل وصدرها خانكه وميت ...لانه جانت نومتها كلش ثكيلة ...
ورة نورية ولدت اختها زهوري اصغر منها بسنتين ....
ابو كاطع اتوفى من جان عمر نورية اربع سنين يعني بالكوة هسه تتذكره
حتى من تحجي عن نفسها وتكول اني ربيت يتيمة مااتذكر من ابويه بس ملامح وحركات اصلا حتى شكله لو مو الصورة مااذكره ...
ومن هي صغيرة امها علمتها كلشي بشغل البيت واعتمدت عليها بالصغيرة والجبيرة ...
نورية جانت سمرة وطويلة يعني بطول اخوها ولو هو مو كلش طويل ...
وشعرها جان اسود طويل وثخين كوة يتمشط فامها من سنين علمتها بالصيف كل اسبوعين تسوي حنة ...فالكل يعرف نورية شعرها احمر وعيونها سود وكبار ووجها شويه طويل وحلكها عريض بس حلوة دمها معجون ...
بس من جانوا يعيبون عليها وهذا شي طبيعي جدا ووارد جانوا يصيحولها ام حلك بذاك الوكت جانت مودة الحلك الصغير هي المرغوبة ...
ومن عمرها ست سنين او سبعة من الصبح تروح تجيب صمون لو خبز حار وتحضر الريوك لأمها ومن كبرت صارت عشر سنين بعد شالت البيت كله عليها القصد هاي البنية كبرت قبل عمرها
وكبرت قبل اوانها
وامها سمحتلها تتخشخش بين البيوت وتعرف كل صغيرة وجبيرة عنهم
جانت ادزها يم الجوارين قبل بحجة تساعد النسوان لانه بذاك الوكت البيوت كلها مفتوحة والبنات الصغار يصيرن صاحبات علاقات ويه مثيلاتهن بالعمر على بعد شارعين تلاثة فماكو وحدة بالمنطقة مجانت تعرف نورية وزهوري بس معرفة...والحق يقال البنية خوش بنية ابد ماتنطي مجال لاحد
صح حركة بس سباعية الا هذا زهير ...كدر يلعب بعقلها ...
شافته بفاتحة راضي اخو فخرية الله يرحمه وظل يعاين عليها وينطيها نظرات
وكام كلما يرجع من الدوام يمر گبال بيتهم وهي هم جانت تنتظره وتباوع عليه اول بداية من فتحة الباب وبعدين كامت شوية شويه تعوف الباب مفتوح حتى يمر ويبطئ خطواته ...
وواحد يعاين على الثاني ها من جانت الدربونة فارغة والشارع هم مابيه احد ...فخرية حست بيها من كامت تصير العصرية نورية تنخبص تخلص شغل اللي بيدها على السريع وتبدل وتكحل وتظل تحوص يم باب الحوش والفترة الاخيرة كثرت طلعاتها ويه امها يوم للكاظمية ويوم للسوك وهيجي الى فد يوم الكل جان نايم وطلعت على كيف بباب الحوش
وفد مرة لكفتها تتسحب يم باب الحوش وجانت ورحاب توها نايمة حطتها من حظنها وعلى كيف ختلت ورة بستوكة خاليها بالمجاز الا وتشوفها تاخذ وردة لافها بكاخد هذا الولد الشرطي ناوشها اياه...
بس عادة فخرية تسكت ماتحجي وكالت بگلبها بله لو شايفة عليه شي مو جانت انكلبت الدنيا عليه ...
بس شلون عين كوية مخافت لا من اخوها يشوفها ولا واحد من الجيران يلمحها ...
وراحت ذيج الشغلة وماكو شهرين واجوي اهله سيروا عليها ...
بس علمود السنة مال اخوها اخروا الخطوبة لنهاية الثالث السنة الجاية ...