بارت 19

10.9K 823 48
                                    


رحاب ولدت في شباط من سنة ثنين وستين ومن يومها كانت طفلة بريئة وفقيرة ...
طفولتها كانت بدون صخب ..
وطول عمرها لازكة بامها ماتتحرك الا وياها وكونها هم اول فرحة لفخرية بعد سنين من الحرمان من الخلفة ...واللي غيرت عالمها كلها ورجعت البسمة اللي اختفت على وجهها
اول ماولدت جانت ضعيفة ووجهها صغير وناعم وكثافة شعرها الاسود الناعم كانت مغطية على شكلها فامها على طول جانت تكص شعرها قصير لو من كبرت شوية كامت تشيله بظفاير ...حتى يطلع وجهها ويبين
طفلتنا جانت اللي يميزها طول ركبتها وعيونها ...كثيفة الرموش وحواجبها هم ثخينه ...
امابقية ملامحها فجانت ناعمة ...رحاب جانت سمرة وسمارها معجوني ...
دمها كلش ينحب بس عدها هدوء وخمول شوية
جانت قليلة الحركة وامها تفسرها على انه جبن
جانت تخاف تركض حتى لاتوكع وتتعور تخاف تلعب ويه هواية جهال حتى لايبسطوها حتى من تصير هوسة ببيتهم اذا مكدرت تلزك بامها تروح تختل بالعرفة حتى لاتضيع ..و من امها ولدت اختها عهود ...اقصى انواع غيرتها جانت تتمرض وتصخن بس ماتحجي و تركض على امها من تسمع اختها تبجي ...
والي يشوفها يكول بيها نوع من الثول لكن الحقيقة هي هيجي ذبتها ...بالعكس جانت شاطرة بالمدرسة وذكية حيل ... من صف اول لحد ماخلصت محد جان مقريها اعتمدت على نفسها بكلشي
جانت مثل النسمة الدتفية وين ماتروح يملي المكان بحنية
اول مابدت تشب طفلتنا امها علمتها اصول بنات البيوت ...وصارت ام بيت معدلة وكامت اداري ابوها وخواتها حتى من اجى سعودي هي اللي جانت تشيله واداريه ....يعني هي اللي ربته
حسبته مثل ابنها ...كلهم جانوا يحبون يعوفون جهالهم يم رحاب شلون حلو تنظف الجاهل وتكمطه وتنومه ...على كيفها بهدوء ونعومة ...جانوا عماتها يكولولها انت قسمتج تكون لابن وزير كثر ما ناسكة وناعمة ...بس قسمتها تحددت بيد ابوها من رضالها غازي ...
جانت بنية حالمة تحل تعيش بالفصص اللي تقراها وتتخيل نفسها بطلة كل كتاب يوكع بيدها ... حتى ورة ماتخلصها تظل فترة متقمصة الشخصية ولو بينها وبين نفسها ...
رحاب من انخطبت لغازي مجانت مقهورة انه انخطبت لواحد ماتعرفه ...انقهرت انه دراستها تروح منها
وهي اللي طول عمرها جانت تحلم تكون معيدة بالجامعة ...
جانت تحب تسمع سوالف خالتها بدرية عن الكلية وتسرح وتروح لغير عالم وهي تدرس ...تتخيل نفسها مكان الاستاذ وكيف انه كلهم حيسمعون الها
هم جان يعجبها ترتبط بشخص بعلاقة حب عنيفة مثل خالتها وتكعد تتحسر على ايامه اذا غاب عنها ...
بس قسمتها ابوها رادلها هذا الشي وهي طبيعي مجانت تكدر تكول لا ...ولا فكرت ترفض اصلا لانه هذا الشي موارد بالعاءلة ...عدها ابوها ,الصنم اللي لايمكن تحريكه او الاساءة اله ...خلاص هو هيجي موجود ...وشيكول ويامر لازم يصير جانت كلش تخاف منه
بالتاكيد تختلف عن اختها عهودالمتمردة ...المشيطنة ...اللي عمرها ماسمعت كلام ...
وعلاقتها كلش موزينة ويه ابوها
اصلا من هي وصغيرة من تشوف كاطع تختل من عنده ماتكعد هي وياه بمكان واحد وحتى حجي تحجي عليه ...
بالمدرسة الجهال اللي يكولولها بت الكلب لو غلط ثاني تنطيهم مصاصة وتضحك
... من جان يبسطها تروح هي هم تبسط الجهال حتى يغلطون عليها
تشعر بلذة الانتقام من تسمع المسبة
وفليل كلش ماجانت تحجي وياه و دايما تدعي عليه سرا وعلانية
وكاطع هم ممقصر يكوم ويكعد يبسطها من ورة سالفه لسانها الطويل ورعونيتها ...بحيث يلزمها ويدكها بسط و هي صاكة سنونها دمعة ماتنزل منها ....
وللاسف بذاكرتها ماانحفرت غير ابشع صورة لابوها ...
جانت تحجي على رحاب من قبلت وسكتت بغازي ...كلتلها كولي لا ماريدها بس الاخيرة ماتعرف تكولها ولا تفكر بيها
حتى من جانت ام غازي تجي تاخذها للزيارة جانت تروح وياها على عمى عينها ...
واخر مرة
رجعت ام غازي والطريق كله تبجي ماخذين مصطفى ويكولون طالع امر اعدامه بس محد متاكد هو مامسوي شي بس هيجي يكولون وهي جانت تبجي عليه دم وخايفة ليجي السرة لابنها بالايام الجاية
جانت تكوم وتكعد تكول
ارتاحت ام مصطفى من ماتت ولا شافت هيجي خبر عن ابنها...
ظلت رحاب ابيت خالها علاء ورة مخلصت الامتحانت البكلوريا
جانت اداري خالتها بدرية بشهرها الاخير و جانت تعبانة حيل والامن مجازوا منها كل شهر جان يدزون عليها لو استجواب وتحقيق لو يماطلون وياها حتى تشتغل وياهم تشمشملهم اخبار لو يزرعوها بين مجموعة ناس عرف من بعيد لزوجها ...
بس هي ظلت على نفس حطتها جانت تنكر كلشي وترفض كلشي حتى لبيت زوجها كطعت رجلها منهم والغريبة انهم همه هم ابد مايسالون عنها ولا عن ابنها كريم ...
ولان حمل بدرية كان صعب كانت ولادتها قيصيرية صح هي مو كلش منتشرة بذاك الوقت بس طبيبتها شاطرة ...
وبموعد العملية
بقت رحاب يم ابنها وجهال علاء راحت وياها امل ... اللي صارت علاقتهم كلش طيبة وفوية ...
امل بطبعها هم جانت فقيرة وقليلة كلام ...
اللي يشوفها يكول متكبرة وخشمها يابس بس بالحقيقة هي هاي ذبتها ...
جانت بدرية كلش خايفة هالمرة وحدها لا زوجها ولا اختها
ظلت تندعي انه ماتموت حتى لاتعوف كريم وحده وهي ماتعرف مصير اياد زوجها شنو لحد الان
ورة ساعتين ...ولدت بدرية بنتها ...ومن كعدت من البنج جانت فخرية هم على راسها ...وعلاء برة دينتظرهم ...
كلما تلتفي عيون علاء وفخرية يدور في بالها نفس السؤال شنو اخبار سهيله ونرجس ...
بس خلص حتى السؤال صار ممنوع وكام واحد يحذر الثاني ويحذر الجهال لاتجيبون طاري سهيله وبناتها ممنوع تره ياخئوكم وياهم ...
اول ماكعدت بدرية جانت تنزل دمعة من عينها ...
وحضنتها اختها وكامت تبجي شافت بالحلم من هي ومخدريها ايادجاي حاضنها وبايسها ومودعها ...
وشوية وتحول الموقف المحزن والمليء بالشجون الى ضحك ورة دقايق من جتي السستر تسال عن تسمية البنية وبدرية ردت حسميها قيم
فتحت حلكها فخرية شنو قيم
شبيج بدرية قيم شنو قلة اسامي الله عليج
كوة ابتسمت بدرية وهي البنج توه فاكه
والله فخورة اياد ابوها سماها كلي اذا ولد سليم واذا بنية قيم
واني مشيت على كلمته ان شاء الله على كصتها يفرجون عنه ...
والله بدر شكلج هسه هاي يظلون يضحكون عليها مثل بتي ميلاد وين مااتروح يصيحولها ميلاد سعيد عاد من تدخل مدرسة شيسوون بيها
ولا بتج هسه قيم ومبادئ ههههه والله هذا هم اسم!
ضحكت عهود وكالت اي والله يوم لو يكولولها قيم الركاع ههههه الكل اندار عليها واخذتلها كرصة من امها فتكت جلد ايدها فتك
رجعت بدرية ويه علاء لبيتهم ماحبت تبقى يم فخرية رغم شكد لحت عليها .. ماحبت تصير ثكيلى على كاطع وخصوصا هو مايستحي بالوجه يذب الحجاية ...
وراها بكم يوم طلعت نتائج السادس اعدادي وجتي كرم ام فرح صديقة فخرية عصرية لبيتهم دتبشر رحاب وتكلها طلعت الشهايد ديوزعونها ...
طبعا سامي جان هم سامع و عارف و جايب امه وجاي على السريع ...والتموا هناك على نار ...راحت فخرية وسامي جابوا النتيجة وجوي ..معدلها جان ثمانية وثمانين ...
ماصدكت فخرية .كامت تهلهل من راس الدربونة للبيت ...لج فخرية اول تالي بتج تطلع الثانية على الصف ..
وكامت تكول ويه نفسها لما شغلة خطوبتها لهذا الولد غازي وانشغالها بيه يمكن جانت جابت معدل اكبر بس شبيها هاي هم نعمة من الله...
وطشت ووزعت الجكليت وخابرت على علاء وبدرية وحتى زهوري ...
وماكو نص ساعة اخذتها حجة زهوري جتي هي وولدها الاربعة وحامل جانت تتمنى هالطفل يطلع بنية
جانت تكعد رحاب كبالها حتى تطلع عليها تريدها معدلة مثل رحوبه ..ز
وظلت فخرية متانية رجلها ليما يجي ورة نص الليل حتى تفرحه بهالخبر...
بس كاطع رجع كلش متاخر وسكران وصاير. مايشوف زين ...مثل قبل
طبعا جان سهران يم صاحبته سميرة ...
من اجى وشاف الصالة مليانه كرابته نايمين على برد الكاشي الصغار جوه والكبار فرشوا فوك السطح
كلها فخرية خير شعدكم اليوم شو نورية وزهوري هنا
فضحكت
وكالت ابو سعودي انبشرك مو بتك رحاب نجحت وجابت معدل ثمانية وثمانين
فجاوبها مبتسم اي على الخير عفية عليها ...
على الاقل خلصت تفيدها انه تعرف تقرا وتكتب
ابو سعودي دااكلك ثمانية وثمانين تعرف تقرا وتكاب شنو ان شاء الله لو تروح صيدلة لو هندسة وبعدها ممكملة
جان يكللها شنو بلا ماتنجبين هندسة!
اول تالي
احنى مو حجينا بهذا الموضوع ميت مرة ...البنية اول شي رجلها بالسجن عيب تطلع منا ومناك شتكول علينا الاوادم
وثاني شي ليما يطلع رجلها اني ماعندي بنات يرحن كليه ويكعدن يتقشمرن ويه الولد
بس ابو سعد
فخرية قسما بما اعبد اذا فتحت حلكج بهذا الموضوع مرة لخ لا مكسرلج صف سنونج الثانية افتهمتي
ضوجتني واريد انام حسج مااسمعه روحي ابجي بالصالة يله
لف راسه ونام ....
وبالفعل محد كدر يغير رايه ..
وهنا جانت ماساءة رحاب الحقيقية ...
صح امها مكالتلها بيومها بس عماتها درن بالموضوع وحاولن يحجن ويه اخوهن ماسمع ولاصد ولارد
حجايته وحدة ماكو كلية يعني ماكو كلية ...
على نهاية شهر ايلول كبت الحرب بين العراق وايران واللي جان متامل فرج قريب صارت الامور اسواء ...اتوقفت حملات التسفير للشباب وذبوهم بالسجون وصارت التسفيرات للنساء وللكبار بالعمر ...
وطلعت القبولات ...فخرية من ورة حس كاطع جانت ماشية بالمعاملة لبتها كالت خلي نشوف بلكت يطلع رجلها قبل ماتبدي الكليات
وبالفعل انقبلت مثل مجانت هي رايده هندسة واختارت مدني ...
جانت رايحة ويه بدرية تسوي اوراقها وفرحانه ...حست نفسها طير ويفتر بجنة رب العالمين ...جانت تكول لخالتها خالة احس حتى الدنيا ريحتها طيبة ...
لكن هذا الحلم وهذه الريحة اتحول الى كابوس من بدى الدوام ومكدرت تروح ...
وكفت الجمعة الظهرية يم باب غرفته وهو ديكلب بالراديو لابسة دشداشتها الكصيرة وعيونها وارمة من البجي وتمسح بخشمها اللي صاير احمر ...وامها تعاين عليها من المطبخ وهي تكلب بالباجة ...
بابا ...
اندار عليها كاطع هو جان يحبها لان فقيرة وتسمع كلامه ...
ها بوية عندج شي
بابا الله يخليك خليني اكمل ...ونزلت دموعها نار تحرك خدها
اكمل كلية بابا الله يخليك ...
وكامت تبجي بسكوت ...
لا بابا اني فهمت امج اتمدد وحط رجله فوك رجله وحجى وية بنته
اني مااحب سوالف الكلية ماكلية ماعدنا بنات يرحن للكلية وية الولد
روحي دار المعلمات اذا تردين اني ماعندي مانع
بابا بس اني اريد ال...نصت صوتها ودنكت وظلت تلعب باصابيعها النحيفة والطويلة ...
اني اريد الهندسة بابا
فجاوبها ببرود كلها بابا لاتعصبيني وتلحين مثل امج ماكو كلية يعني ماكو يله روحي منا ...
وقبل مايكمل جملته اندارت وصارت عينها بعين امها ...اللي هم انترست دموع عليها ...رادت تحضنها ماقبلت راحت لغرفتها وسدت الباب ...وظلت تشهك ويه نفسها
وشوية نزلت عهود من السطح شايلة الهنجانة ودك عليها خفيف ...شرت الهدوم ونزلت
ودخلت لغرفتها شافت اختها تبجي جانت تكللها وجه البومه كلما افوت للغرفة تبجين بطلي كافي عاد قبضتي گلبي
اتمددت على جربايتها ومن شافت رحاب بس تبجي وتمسح خشمها بالكلينس ...كملت وكالتلها ادري انت ليش تبجين انت تعرفين كاطع لو تذبحين روحج مايخليج اداومين بالكلية
بس اني لو مكانج اكله اي حداوم دار المعلمات واروح للكلية هو شمدريه هو شيعرف عنه اصلا والحمزة الا اسويها
وهسه تشوفين
سكتت رحاب شوية وصفنت ...شلون ادبرها تجذب على ابوها وتكول رايحة لدار المعلمات
فسالت اختها واذا لكفني وعرف بيه
فحاوبتها عهود وهي ترفع شعرها عن جتفها اللي بدى يلزك بيها من العرك ...
وشمدريه هو اصلا يعرف شكد عمرج!
واذا عرف ساعتها بسطة وجم راشدي ويبطلج ويكعدج
يعني انت بكل الاحوال مبطلة وكاعدة خو اشوف دربي
_يعني انت لو مكاني تسويها
_والعباس ابو فاضل اسويها حتى امج ماتعرف بيه
ههههههه
طبعا هذا كله وعهود صف ثاني متوسط صح مجانت كلش شاطرة مثل رحاب بابمدرسة بس بالحياة جانت داهية ...
تفكيرها غير شكل تماما ...
ولانه رحاب جبانه مسوتها كعدت وسكتت انتظرت بلكت غازي يطلع ...
فقررت تروح زيارة هالمرة حتى هو يحجي ويه ابوه بلكت يقنع ابوها يخليها اداوم ...
بس ماكو مراحت ولا حتى ام غازي ...بس الزلم راحوا زبارة نقلوهم لغير سجن ...
هي كالت هذا هم حظي كعدت وسكتت...
ام غازي جان عدها بنات ثنين كبار عايشات بالبصرة من هنه وصغار متزوجات ولد خالة ...
مرتين بالسنة يروحون زيارة بس ويه ابوهن مو ويه ام غازي علمود الصعوبة والبهذلة
و هالمرة هنه راحن لاخوهن ..
من رجعن خابرن امهن وهنه يبجن على اخوهن وضعيته حيل صعبة هناك ...ودانت هذه اخر زياره الهن
بقت رحاب اغلب وكتها بيت خالها علاء كانما كانت تهرب من البيت وتلتهي هناك ...ظلت تساعد بدرية وامل وهي تحب خالها جان كل خميس وجمعة يطلعهم لابو نؤاس لو يروحون يكعدون حدايق
بقت بس عهود الصبح عدها دوام
ميلاد وسعد بعدهم صغار مو عمر مدرسة ...بس جانت فخرية تنتظر يفتحون الروضة اللي يم بيتتهم بلكت تلحك تسجل بيها سعودي السنة الجاية يصير خمس سنين ...
وبصبحية من شهر الواحد من سنة واحد وثمانين ...
جان علاء وامل كاعدين على الصينية ديتريكون كعادتهم كل يومية
وبدرية نايمة بغرفتها ويه جهالها ...
رحاب جانت حاطة روان بحضنها وتلعب بشعرها جانت فازة من النوم ....
اندكت الباب عدهم والساعة جانت ثمانية ونص الصبح ...
ممتعود علاء احد يدك عليه الباب بهيجي اوقات غريبة الا الامن
بس هالمرة جان زهير ...
دخل وسلم عليهم ...فابتسم علاء ابتسامة تعكس تخوفه من هالزيارة ...
جره من ايده وره مصافحة حتى يكعد يتريك وياهم ...
لكن زهير بالمقابل لزم ذراع علاء وبهدوء مشوا لغرفة المكتب اللي صايرة ابطن الصالة بس معزولة عنه بباب سلايد خشب ...
اندار علاء على زهير وعيونه انفتحت باوسعها وبدهشه كبيرة ...
خيرك ابو سامي شغلتك مو خالية ...
زهير اقترب من اذن علاء وكله حضر نفسك نروح نستلم جثة اياد....

نساء مخمليات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن