Part 1

112K 1K 27
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

تجلس هذه الجميله على مكتب صغير متواضع يملؤه قصاصات الاوراق و الورق اللاصق و بعض الصحف القديمه التى اصفرت اوراقها و تهالكت ..و ايضًا الصحف الحديثه

ليخرج هذا الشاب من بحثه بعدما استغرق وقتاً طويلاً...يتثأب و يفرد ذراعيه فى حاله من التكاسل عله يستمد بعضاً من النشاط و الحيويه ليكمل عمله
- هانيا .. ظبطلك الصور اللى كنتِ طلباها
مدت يدها لتنظر فى الصور و هى تقلبها وحده تلو الاخرى بين اصابعها النحيله..نظرت له بهدوء مصحوب بشرود ..بس انت عارف ان كده المجموعه مش كامله ..انا محتاجه ادله اكتر..كل ما يكون فى اكتر من صوره لنفس الشخص..مش هيقدر يقول علينا بنفبرك ..ولا صورنا فوتوشوب ...
ياسين: بس يا هانيا الموضوع ده صعب اوى..يعنى ادخل جوه الزنازين علشان اصورلك انتهاكات الظباط..
هانيا بجديه : علشان اكل العيش تعمل المستحيل ..حتى و لو هتقلب نفسك صرصار علشان تخش من تحت ابواب الزنازين تتجسس على اللى بيحصل ....ألقت الاوراق و الصور من يدها على المكتب و تحدثت و هى تحرك يديها بعصبيه ...ما هو مش معقول ..كل يوم و التانى حد يموت جوه السجن و احنا لا ندرى ولا نشوف... و الاهالى حتى مش عارفين ياخدوا جثث ولادهم .. ده حرام ولا حلال ...
ياسين: يا بنت الناس العمر مش بعزقه .. انتى يوم ما تغلطى هتلاقى سياده النايب يشيل عنك و يمسح من وراكى ..لكن انا مين اللى هيدافعلى هبقى كبش فدا..انا بالنسبه للكبار نمله ما تتشفش ...
هانيا بحده : انت عارف ان طول عمرى بكرهه الوساطه و المحسوبيه .... انا بتحمل كل فعل و كل كلمه بقولها او بنشرها ..و لو على ابويا انه صاحب حصانه فده موضوع ما يشغلنيش ..كل واحد و شغله ..لا هو يأثر عليا ولا انا أأثر عليه ...و حتى لو ابويا غلط انا هكون اول من يهاجمه و هكتب عنه
نظر لها ياسين فى عدم تصديق و فضل السكوت ...
هانيا: بعد اذنك عايزه صور اكتر واقعيه ...عايزه حاجات تقلب الدنيا ..مش تعدى مرور الكرام
اخذ كاميرته و رحل من امامها....فلم يسطيع تحمل اتهامتها له بالاهمال اكثر من ذلك
زفرت بضيق بعد خروجه فهى تعلم انه ليس بالشخص المتكاسل لكنه شخص سلبى لا يريد ان يتحرك ..يود ان يأخذ الراتب و و هو نائم بفراشه ...
فتحت حاسوبها الشخصى و ظلت تتطلع الى الفيديوهات على اليوتيوب ..من ظلم و قمع و معامله غير ادميه لكل من دخل ذلك الملعون القسم ..الحجز ..او حتى السجن ..فجميعهم نفس السوء ...فالداخليه رمز للسوء بالنسبه لها
فأذا دخل الشخص و هو نشال يخرج منه هجام ..أين الردع الخاص(1) ...جلست تكتب فى المقال و تدون نقط .. اسماء بعض الضباط ...لن تسكت حتى يعزلوا من الداخليه ...فهى ليست داخليه ابوهم ...
1-معنى الردع الخاص: هو اصلاح للمجرم نفسه حتى لا يكرر الجرم المرتكب بعد ذلك مره اخرى
**************************
يدخل مبنى القسم التابع له ..لترفع له الايادى فى حركه روتينه ممثله تحيه عسكريه ...ثم يفتح له العسكرى الباب هو يتمتم صباح الخير يا باشا
فلا يعيره اهتمام كالعاده و يجلس على مكتبه و هو يشاور له بعلامه اعتاد عيها العسكرى و هى ان يأتى بفنجان القهوه
انصرف العسكرى و قبل ان يغلق الباب خلفه وجد النقيب ادم امامه حياه
يدخل ادم بوجهه الساخر : صباح الفل يا سياده الرائد
يشاور له بالجلوس على المقعد الامامى و هو لم يرفع عيناه من هاتفه النقال
ادم بدهشه: واد يا مهيد ايه اللى فى رقبتك ده
تحسس مهيد عنقه و هو يهندم من تلابيب بدلته الميريه ... هى باينه اوى كده
ادم: شكلك كنت خاربها امبارح يا كبير.. ايه اللى البت عملته فيك ده علمت عليك
مهيد: يخربيتها ما بتتهدش...بس على مين جبت اجلها
ادم : يا هيدو يا جامد ..ما تيجى يا جدع معايا مكافحه الاداب هتهيص
مهيد: لا يا عم انا هنا تمام و زى الفل انا لو معاك ..ممكن بدل ما اروح اقبض على شبكه يتبقض عليا معاهم
ادم: مش هتهمد انت ابدا...و تتجوز
مهيد: بص يا ادم يا حبيبى علشان تبقى فاهم بس ..اجوز دى يعنى موت بالبطئ..قولى ازاى
ادم: ازاى؟؟
استدرك مهيد حديثه بعدما وضع عبد الصمد العسكرى الهزيل فنجان القهوه امامه و اشعل الاول لفافه تبغ: خد عندك نمره واحد هنسى لياقتى البدنيه ..يعنى مافيش( six packs)
ده غير الكرش اللى هيطلع .. ده غير الطلبات اشى هات معاك مسحوق غساله اطباق..اشى نفسى فى بطيخ ..لا و الادهى اما تقولك هات بامبرز للولا..ده يلعن ابو الولا اللى يخلى ..مهيد بك العوامى يعمل الحاجات دى و يقل من نفسه ..و كل ده على ايه
ده غير انى كده حر طليق كل يوم مع واحده شكل النهارده نفسى فى الشقره بكره نفسى فى السمره ..يبقى ليه اقيد نفسى بأمبوبه غاز تفضل اعده قدامى ممكن فى لحظه تنفجر فيا... ابسطهالك ..
انت بتحب الفراوله مثلا
قاطعه ادم : لا بحب المانجا اكتر من الفراوله
مهيد: اه يا طفس بقولك مثال و بعدين انا بحب الفراوله المانجا كلها بهدله ما بحبهاش..مهما كانت مراتك حلوه و مافيهاش غلطه مسيرك هتزهق من اكل الفراوله و تطلب معاك بلح اسود او حتى كاكا.. التغير مطلوب
تنهد ادم بأبتسامه جميله و هو يمد يده ليرتشف من فنجان قهوه مهيد..ثم فجأه يخرجها من فمه بطريقه مقذذه (يبثقها): ايه السكر ده كله دى مربى مش قهوه
مهيد بتفاخر: يا بنى لازم اعوض .. ده مجهود بيتحرق كل يوم
ادم: ربنا يهديك يا سياده الرائد
***************************
دخلت الى احد الكافيهات وضعت اللاب توب امامها و اشعلت سيجاره رفيعه و طلبت قدح من النسكافيه..تحاول بشتى الطرق الالمام بأكبر قدر من المعلومات...
لم ترضى بالظلم و استعباد الغلابه ..تذكرت حديثها اللاذع مع ياسين ... ودت الاعتذار منه فهو لم يعمل تحت يدها لتهاجمه بهذه الطريقه و تحتد عليه
رفعت سماعه هاتفها على اذنها و هى تسحب اخر انفاس سيجارتها ..
ليأتيها الرد : الو ..ايوه يا ياسين
شخص: انا مش ياسين ... اللى انت طلباه محجوز فى قسم شرق..و تم تحريز كل اللى معاه
هانيا عصبيه : ازاى الكلام ده ....و اغلقت الخط و القت الحساب على الطاوله الخشبيه ..و استلقت سيارتها
(mini cooper) الحمراء
قادت سيارتها بسرعه جنونيه تعلم ان لا احد سيسأل عن ياسين فهو اليتيم المنطوى المنزوى ...ليس له علاقه بالمشاكل..من حسن الحظ ان الطريق كان لم يزدحم بعد وصلت ..الى قسم شرق..
ترجلت من سيارتها و بدئت فى البحث عن المدعو ياسين
العسكرى: يا ست هانم انا مش هعرف ادخلك الباشا مش فاضى دلوقت
تعالت نبرتها و احتدت على العسكرى الغلبان الذى لم يفعل سوى تنفيذ الاوامر
ليخرج ببدلته الرسميه: فى ايه يا زفت مش قلت مش عايز دوشه
العسكرى بخوف: الست دى عايزه تقابل اى حد هنا... و مصره تدخل لسيادتك
نظر لها ببرود : وديها تعمل محضر عند اى صول
استدار ليدخل و يغلق مكتبه ..لتوقفه كلماتها اللاذعه: انتم كده مش شايفين غير نفسكم... و بعدين يا حضرت الظابط انا مش جايه اعمل محضر ولا اتسرقت شنطتى و جايه اعيطلكم ... انا جايه هنا عايزه اقابل مسئول ..بدل ما اقسم بالله هقوم الدنيا و ما هأعدها عليكم .. صدق اللى قال فشله ب 50% مفكرين نفسكم حاجه ...عار على الدوله
رمقها ببرود بعدما لمعت فكره فى عقله ... ما يصحش انك تقولى كده .. اتفضلى يا انسه
جلس خلف مكتبه بهدوء عكس ما بداخله ...فهى جميله حذاء رياضى ابيض شاهق..بنطلون سكينى سترتش يبرز ساقيها و ما يعتليهم ..شميز ابيض واسع الى حد ما بالرغم انه يشف و سكارف خفيفه دارت حول عنقها كثعبان يتلوى على جزع شجره ... و حجاب صغير ..يظهر من اسفله احمرار شعرها النارى الناعم ... جسد ملفوف ...
زفرت بضيق من صمته الذى طال
- اتفضلى استريحى .. تشربى ايه
- زفرت بضيق مش عايزه اشرب انا جايه عايزه اعرف ياسين مقبوض عليه ليه
- لا انا هطلبلك لمون تهدى اعصابك و بعدين نتكلم على رواق
- احتدت عليه بالحديث قلت مش جايه اضايف..ممكن اقابل ياسين
- بعدما طلب كوب ليمون و اخر من القهوه زائده السكر...اعتدل فى مقعده الوثير و ببرود: اها الواد الصحفى اللى جالنا النهارده
نظرت له بضيق: اولا ما سمحش ليك ياسين مش ولد ياسين مصور فى جريده شباب الغد..و كان بيشوف شغله
- نظر لها بتفحص و المطلوب... اتقبض عليه
- انا عايزه اقابله ...اظن من حقى
-اظن انك مش محاميه ...لكن انا علشان راجل جينتل .. هعمل معاكى (deal )
- بمنتهى البرود استقبلت كلماته ..اتفضل
- انتى حلوه و دخلتى دماغى... تقضى ليله معايا و ساعتها هتاخدى ياسين و فوق منه بوسه
-فى محاوله فاشله منها للتفكير عضت شفتها السفلى بطرف اسنانها و ادارت عيناها على اللاشئ ...و انا موافقه يا مهيد بك
- كنت متأكد اصل مهيد العوامى لا يقاوم .. انتى اسمك ايه بقا
- انا هانيا شرف ...بس انت جرئ اوى انك تطلب منى كده و جوه مكتبك فى القسم ..مش خايف حد كده ولا كده يسمعك و يبلغ عنك و يقول بتطلب رشوه جنسيه
-قهقه عالياً ده مين ده اللى يقدر يعمل كده مع مهيد العوامى ...بصى خدى العنوان ..و معادنا النهارده بالليل
-قاطعته بلهجه ناعمه لا لا انت لازم يتظبطلك جو عالى اوى خليها بكره بالليل ...و بعدين تعالى انت عندى فى الشاليه
ده عنوانه ....
- احب انا البنات المخلصه دى..
- بس بليز بقا بما ان هيكون بينا حاجه تطلع ياسين النهارده ...
-دق جرس بجانبه ....
ليدخل العكسرى الهزيل.. افندم
مهيد بلغه امر: هات ياسين المصور من الحبس
- اوامر سعادتك يا سعاده البيه
نظرت له بأغراء: مش عارفه اقولك ايه بجد مرسيه اوى ..ده انت طعت لطيف خالص..
- بنظره اعجاب و انتى لسه شفتى لطف اصبرى على رزقك .. ما تستعجليش
-تعلم ان كل ايحائاته و كلماته تميل لكلمات و معانى غير سويه ...
ابتسمت له فى لحظه دخول ياسين المكتب ..
ياسين بأندهاش: هانيا
هانيا: تعالى معايا يا ياسين ..نستلم حاجتك من الامانات ...باى يا سياده الرائد...
وصل الاثنين الى سارتها..اخرجت هاتفها و ضغطت على علامه (stop)
(voice savedتم حفظ مقطع الصوت)
و ذهبت بياسين و الابتسامه تملء وجهها و هو لا يعرف سبب لتلك البسمه العجيبه فى وقت لا يسمح فيه بالابتسامات ....
ضغطت على زر مشغل الموسيقى ليعلو صوت منير عشيقها الاول و الاخير

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن