Part 7

19.1K 413 8
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

ذهب الى منزله فى سرعه مهروله ...ليدخل المنزل بطريقه عشوائيه

- فى ايه يا ماما فهمينى
- المستشار بتاع ابوك اعد و صوتهم عالى اوى و ابوك عمال يزعق
- يعنى ما حصلش حاجه المهم ان بابا سليم الحمد لله
- انت ناسى ان الدكتور قال انه يبعد عن اى جهد عصبى او انفعال
- خلاص يا ماما انا هدخل اشوف فى ايه ابعتى بس الشغاله بعصير ليمون ...
دق الباب حتى اعتلى صوت فاروق.. قلت مش عايز حد يدخل
- ده انا يا بابا ممكن افهم فى ايه ..
- المستشار رأف بالحال: تعالى يا مهيد يا ابنى ... تعالى انت كمان لازم تكون معانا ف الصوره
فاروق: لو سمحت ما تدخلش مهيد يا كامل
كامل: لا مهيد لازم يعرف الحال وصل لايه
- ممكن تفهمونى فى ايه انتم عماليين تزعقوا و صوتكوا عالى اوى و انا مش فاهم فى ايه
المستشار: بص يا ابنى من بعد الفضيحه اللى حصلت عنك ..شركات والدك اسهمها وقعت جدا فى البورصه ...و انت عارف الناس بتحب تصطاد فى المايه العكره ...فكل حد مشارك والدك فى اى مشروع او اى شئ يخص الشغل عايزين يفضوا و طبعا الكلام ده فيه خراب بيوت مستعجل....
مهيد بتفكير: طيب ما احنا كده كده هناخد منهم الشروط الجزائيه و ده شئ فى صالحنا
و بعدين هما مالهم ب بابا المشكله دى عند مهيد مش عند فاروق
المستشار: لا طبعا يا بنى احنا كل السيوله بتاعتنا فى الاسواق و فى الخامات ... الشروط الجزائيه كلها مش هتكفى مرتبات الموظفين و العمال لمده 3 شهور... ده غير ان كل اللى له حاجه بيطالب بيها لان شايف الحال بيسوء... فالكل خايف على فلوسه... و بعدين الناس بتربط اى خبر بالتانى قدامهم مهيد و فاروق واحد مش اتنين
جلس فاروق و دفن وجه بين كفيه ...يارب صبرنى ...
مهيد: خلاص يا بابا نبيع الفيلا و العربيات و ماما تتصرف فى الدهب و الالماظات اللى عندها ..و هى عربيه وحده تكفى و نروح نعيش فى شقتنا القديمه
- اخرج وجه من بين كفيه و الحزن متجلى على معالمه : مقدرش اعمل فيكم كده ... انا اهون عليا السجن من انى اخلى امك تبيع صيغتها..ولا اسحب ارصدتكم من البنوك .. ولا ان اى واحد فيكم يبع قشايه من حاجته ...عمرى ما قدر اعمل فيكم كده
- لو حد لازم يتسجن فهو انا يا بابا لان انا السبب فى الكوارث دى ...
- لا يا حبيبى انت تخليك مع امك و اختك محتاجينك... لكن انا خلاص اعدتى وسطهم مافيش منها فايده ...
المستشار: يا جماعه احنا لازم نشوف حل للمشكله عمر ما كان السجن هو الحل الامثل ...احنا لازم نلاقى شريك تقيل
فاروق ببؤس: و مين اللى هيرضى يشارك فى وضع زى ده ... اى حد هيبقى خايف على فلوسه ...ما فيش حد هيجازف الا لو مجنون
المستشار: المهم انت وافق على المبدأ ده و انا من بكره .. لا ده من النهارده هسخر المكتب كله يدورلك على شريك مضمون يا حج فاروق و مهما كان انت ليك اسمك ...مش علشان ازمه الناس كلها هتنسى حسناتك و تفتكر مساوئك
فاروق بحزن: السيئه تعم و الحسنه تخص يا سياده المستشار ... و عموما انا مضطر انى اوافق على الشراكه ... و انا قدامى اختيار تانى
مهيد: هو المبلغ اللى مطلوب قد ايه علشان يغطى الخساره
المستشار بحزن: مليار و نص
مهيد: يااا ربى... ده احنا لو بعنا نفسنا ما نقدرش نجيب المبلغ ده
المستشار و هو يكلم مهيد بالاشاره تعنى .. هدى من كلماتك فوالدك ليس بحمل المزيد...
- استئذن انا بقى يا حج فاروق ..و ان شاء الله هبلغك بأخبار حلوه
-اوصله مهيد حتى الباب و هو يحاول ان يصل معه لاى طريقه تجد الحل لتلك الكارثه
**************************
تجلس بحجرتها و هى تضع السيجاره بين شفاتيها ..و تمسك بقدح النسكافيه و هى تتطلع الى شاشه حاسوبها
ليدق والدها الباب...هانيا
اطفئت السيجاره سريعا فى المطفأه و حتى ان كان يعلم بتدخينها لا يصح ان تنفسها امامه ... امسكت بوشاح رقيق تضعه بجانبها و حاولت ان تبعد السحابات الزرقاء المتصاعده من رئتيها التى لوثت هواء الحجره بتحريكها له فى فضاء الغرفه يميناَ و يساراَ.. اتفضل يا بابا
فتح الباب و دخل و هو ينظر لها فهم لما تأخرت فى الرد عليه بالدخول...
مش هقولك بطلى الزفت اللى بتشربيه لكن هقولك صدقينى هيضرك و لا قدر الله ممكن يجيبلك امراض وحشه و العياذ بالله
- تطلعت الى والدها بدهشه: هو انا لو حصلى حاجه افرق معاك .... يعنى لو مرضت او موت تزعل عليا
- اعتلت الدهشه وجهه الذى ظل محتفظ بجماله بالرغم من مرور السنوات : طبعا يا بنتى و انا ليا الا انتى .. ده انتى الوحيده اللى طلعت بيها من الدنيا دى
- هو انا ممكن اسأل حضرتك سؤال
- انتى تؤمرى ..عايزه ايه
- انت ليه ما جبتش مراتك تعيش معانا هنا
- اللى انتى ما تعرفهوش ان انا طلقتها لانها طلعت غير ما كنت متصورها ...زى ما تقولى طماعه و بعدين غلطت فى بنتى نور عينى و بعدها احطت من شأنى ...اكيد كرامتى ما تسمحش انى اخليها على ذمتى لحظه واحده
- بابا بُص هو ممكن يكون تدخل منى بس انا اسفه .. انت ليه اتجوزت بنت صغيره كده دى من سنى ...بصراحه ما يصحش..عايز تتجوز اتجوز وحده ست محترمه تليق بيك يكون سنها مقارب من سنك و انا و الله ما هزعل...لكن بلاش بنت صغيره الناس هتقول عليك عجوز متصابى ...و انا ماحبش حد ينتقدك
- و الله يا بنتى دى كانت مجرد نزوه و راحت لحالها ... حتى بعد ما اخدت اللى انا عايزه منها مش هقولك زهقت لا حرام علشان ما ابقاش ظالم بس فعلا حسيت انها صغيره عليا ..كنت عايز اسيبها و اديها حقوقها بس قلت حرام مهما حصل بنات الناس مش لعبه ..و انا عمرى ما أقبل ان اعمل حاجه و تتردلى فيكى ..و الله انا متقى الله علشان خوفى منه و ثانياً علشان مش عايز اشوف فيكى حاجه وحشه ....
- ربنا ما يحرمنى منك يا بابا...
- ولا يحرمنى منك يا حبيبه بابا ... بعدين يا بكاشه انتى نستينى انا كنت جايلك فى ايه
- خير !!
- اول الاسبوع الجاى تروحى جرنال الشمس الساطعه.. هتلاقى رئيس التحرير مستنيكى
- نظرت له بشكر و امتنان : بالرغم ان طول عمرى بهاجم الكوسه و الوساطه الا ان مش هقدر افضل اعده من غير شغل
- يا بت كوسه ايه ده انا ابوكى ..
- ايوه ما هو بمعارفك خلتنى اشتغل فى اقل من اسبوع ..و غيرى اعدين على القهاوى نفسهم فى ربع فرصتى
- بدأنا بقا كلام الشعارات و المظاهرات اللى مش بيأكل عيش .. يا حبيبتى البلد دى للكبار فقط ...الصغيرين يا بيموتوا فى المستشفيات علشان الحقن ملوثه ... او على الحدود...يا غرقانين فى البحر بسبب الهجره الغير شرعيه... يا بيموتوا من الجوع...و ولا حد بيسأل فيهم
- ربنا يصلح الحال يارب يا بابا
يقطع حديثهم الذى اوشك على الانتهاء هاتف مجدى
مجدى: اهلا اهلا يا سياده المستشار...ثم خرج من الحجره و هو يتحدث..
لتقوم هانيا و ترتدى ملابسها الكاجوال..فستذهب الى مكان تفقد فيه كل شئ حتى نفسها لا تعرف من تكون هى ... هو الديكسو لكنها قررت الا تشرب الخمر اليوم سترقص فقط تشعر بالسعاده لذلك الرقص هو الحل الامثل لتخرج به الايونات السالبه التى بجسدها..
قادت سيارتها الى ذلك الطريق الذى لم يتغير فى يوم ولا بد ان تمر من ذلك الشارع المظلم..ليدق هاتفها من مجرد دخولها الشارع ولا يتوقف رنينه ..فى لحظه نظرت فى حقيبتها .. لتشعر بأرتطام شديد بالسياره...لتجد جسد يتطاير امامها فى الجو ..و يسقط .... كان على بعد امتار منها ...لم تجروء ان تقترب من الملقى على الاسفلت .... ركبت سيارتها بعدما ظلت تنظر يميناَ و يساراَ ومرت من جانبه دون ان تنظر له فالخوف مسيطر عليها ..تمسك بالمقود و يداها ترتعش من الرعب ...توقفت عند اقرب كشك قابلها فى الطريق..و طلبت الاسعاف و ابلغتهم ان هناك حادثه سير ...و اغلقت و عادت الى منزلها ...و الرعب مسيطر على كل جوارحها ...
فى سكون الليل يشقه صوت هاتفها
لتمسكه وهى مرتعبه ...و بأنامل مرتعشه
-الو ..مين معايا
- مش اللى يقتل حد و هو ماشى يتأكد ان ماكنش فى حد شايفه
ارتعشت نبره صوتها و كادت ان تخرج من بئر سحيق: ا .. ا.انت مين
- انا اللى شفتك ...و عايز اقولك بالاماره ان رقم عربيتك .......
- تهدجت نبرتها حاولت الهجوم: انت كداب .. لو معاك دليل ان انا بلغ عليا ...
- تصدقى ان الدليل اللى معايا صوت و صوره ... ضربتيه بعربيتك ..طار بعيد يا عينى ..نزلتى و وقفتى جمب باب عربيتك..و ال يعنى مصدومه و كده و حطيتى ايدك على بوقك...و هوووب ركبتى و سيبتى الراجل ميت فى دمه
ان ما جبت اجلك يا بت سياده النائب... ابقى قولى ان البلد دى ما فيهاش رجاله.. اه و على فكره انا مش عبيط علشان ابلغ عنك... انا هسيبك كده تدوقى الرعب و الخوف فى كل لحظه..... ثم اغلق الخط فى وجهها...
ارتعشت عده رعشات و كأن الادريالين اوشك على الانتهاء من جسدها ... باتت اطرافها زرقاء و فى بروده الثلج... و الخوف مرتسم على وجهها الذى تسرب منه الدم خلسه ليصبح اصفر ... و دقات قلبها كادت تضرب كالدقات على الدرامز..تخاف من القادم ..لا تعرف من هذا اللعين
***********************
فبالرغم مما يحدث لوالده الا انه كان لا ينسى من السبب الرئيسى فى تلك النكبه الى احطت على عائله العوامى . ففتاه طائشه اضاعت عائله بأكملها ستدفع الثمن ..بسببها ستشرد الاف الاسر و تغلق ابواب رزقهم ...بسبب سبق صحفى فاشل ..فالاذى لم يطوله وحده ..بل طال العائله و العاملين فى كنفهم

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن