Part 44

12.9K 306 1
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..
داخل صاله المسافرين فى المطار يقف كل من مهيد و هانيا و تأتى سناء و هى تتبختر فى مشيتها بعد ان وضعت مساحيق تجميل العالم بأكمله على وجهها لتظهر بمظهر لائق لكنه على العكس تمام و المحامٍ
سناء بميوعه و هى تلوك العلكه بفمها : صباح الخير يا مهيد بيه
- اهلا صباح النور
- ده انا مبسوطه اوى لما عرفت ان حضرتك اللى طالع معانا
- شكرا كلك ذوق
- اكيد انت هتكون فرفوش و هتخلينا نقضى وقت لطيف مش كله شغل صح
- نخلص مصالحنا الاول و بعدين نشوف هنعمل ايه يا انسه
- ايه ده انت نسيت اسمى انا سناء اللى نقلتنى من الريسيشن ل العلاقات العامه و قلت انها احسن و تليق بيا علشان مابقاش فى وش كل اللى داخل و اللى خارج
- زفرت بضيق من لزوجه الحديث ... مهيد بليز عايزه قهوه ممكن تجيبلى
- طيب ..تشربى حاجه يا انسه سناء
- لا مرسيه كتر خيرك
- لا ما يصحش هجيبلك عصير فرش اوك
- كلك ذوق يا بيه
تركهم و غادر و يعلم ان زوجته تستشيط غضباً فكان متجلى على ملامحها و هو لا يصعب عليه تفسير زوجته و استنباط احساسها .... على كراسى الانتظار
- تهز هانيا ارجلها بتوتر و عصبيه مبالغه من تلك البغيضه الجالسه بجوارها
- سناء ببرود و هى تعبث بطلاء اظافرها الاحمر الردئ...الا قوليلى هو متجوزك عن حب ولا جواز مصالح
- رمقتها بأشمئزار و ضيق .. و انتى مالك يخصك فى ايه
- لا ابداً اصلى قلت اما اسأل اهه بندردش مع بعضينا لحد معاد الطياره يا اوختشى
- انا مش اختك ولا احب ان ده يحصل
- ياختشى مالها دى ضاربه بوز كلب كده على الصبح مش مهم تولع خلينى انا مع العسليه جوزها ده باينه بره الشركه بيبقى حته سكره
جاء مهيد و هو يحمل كوبين من القهوه و اخر من العصير الطازج ..اتفضلى يا سناء
- من ايد ما اعدمهاش يارب
- مدت هانيا يدها لتسحب كوب قهوه ...
- لا دى بتاعتى دى اللى بتاعتك
- و ايه الفرق
- الفرق انك بتشربيها مظبوط و انا بشربها زياده كرامل
- بنظره غاضبه سحبت كوب القهوه الكارتونى و عبثت بحقيبتها و اخذت علبه السجائر و القداحه و كادت ان تسير الى غرفه المدخنين
- انتى رايحه فين
- رايحه اشرب سيجاره فى مانع
- اه فى لما الراجل يبقى اعد من غير ما يولع سيجاره اكيد مش هيسمح للمدام تروح لوحدها تقف وسط الرجاله تولع سيجاره مش مدمنه انتى علشان لو ما اخدتيش الجرعه هتعدى تتهرشى
- مهيد انا مصدعه اطلع من دماغى دلوقتى سيبنى اشرب قهوتى و سيجارتى و بعدين نرجع لعراكنا
- رمقها بنظره غضب هى كلمه واحده اعدى و لو قمتى من هنا هترجعى على بيت ابوكى يا هانيا و مافيش سفر ليكى
- كانت سناء تتمنى ان هانيا تعند مع مهيد و تقوم من مجلسها لكى ينفذ ما اقسم به منذ قليل ولا تذهب معهم الى الجونه
- كانت بين نارين اتتركه لتلك البغيضه و تنفذ ما تريده و الا تنفذ اوامره او ان تستكان و تحاول ان تهدء و تتمالك اعصابها حتى تصل معه الى الجونه و بعد ذلك فليحلها الله
جاء المحامٍ : يالا يا شباب فاضل عشر دقايق على الاقلاع ...
- قام الجميع و توجه كل منهم الى الطائره و منها الى المقاعد
- الله مهيد بيه انا اول مره اركب طياره و نفسى اعد جمب الشُباك
نظر على رقم مقعدها ..ممم بس انتى مش جمب الشباك استنى اشوف مين فينا كرسيه جمب الشباك و تعدى مكانه ... كانت هانيا هى صاحبه المقعد المراد
- خلاص ادخلى جمب الشباك يا سناء
- لا ده كرسيا و انا هعد عليه ..مش عاجبها تنزل تغير التكت ... يا ما تجيش معانا يكون احسن
- اللى انتى مش عايزاها تطلع دى وجودها اهم من وجودك انتى طالعه تتفسحى و ترفهى عن نفسك لكن دى سابت بيتها و اهلها علشان اكل عيشها يا مدام ... ( بلغه صارمه ) اتفضلى يا سناء مكان ما قلتلك ...
كانت هانيا تخبط بأرجلها فى ارضيه الطائره غاضبه من تصرفات زوجها ايبدى اخرى عليها و يجلسها بمقعدها...اين كلمات الحب و الغرام و العشق ...اين الكلمات المعسوله و الاحلام ... الوهميه
جلست تتوسط سناء من جهه و من الاخرى هو و بجانبه المحامٍ
انزلت غطاء العين على عيناها كى لا يرى الدموع التى تجرى داخل مقلتيها و احمرارهم ....لكن لون انفها استطاع ان يفضحها و بسهوله ...فلم يتوه عن زوجته ...لكنه تجاهلها حتى تتأكد انها مخطئه ولا تزال تتمادى فى اخطائها
****************
كانت تجلس وحدها تفكر فى الشخص المجهول الذى قدم المساعده لها تريد ان تراه و تشكره على وقفته تريد ان تتعرف عليه فلا يشغل بالها سوى هو .... دقات بسيطه على الباب ..ليتقدم الطبيب احمد
- صباح الخير يا بنتى ايه الاخبار
- و الله يا دكتور حاسه انى بتحسن ... بس برضوا فى الالام فى جسمى ..حاسه انى تعبانه
- ممممم ان شا ء الله الجروح تلتأم و فتره و هتعدى و هترجعى احسن مما كنتى
- دكتور هو انا ممكن اسأل حضرتك سؤال
- اتفضلى يا بنتى
- هو فين دكتور عبد الرحمن
- موجود بس عنده شغل بيتابع حالاته
- شعرت بالحزن و تغيرت ملامح وجهها ...أهو موجود و لم يعيرها اى اهتمام ...الوضع ليس الا شفقه على فتاه رأها فى حادث تكاد تفقد حياتها فقدم لها المساعده او بالاحرى بواجبه كطبيب
- فى حاجه يا بنتى ...سرحتى فى ايه ..تعبانه
- لا يا دكتور الف شكر
- طيب استأذن انا
كان يسير بطرقات المشفى ليرى
- عبد الرحمن
- نعم يا دكتور
- البنت اللى انت جيبتها المستشفى هنا بتسأل عليك
- عليا انا !!! ليه ؟؟
- الله اعلم ابقى روح شوف عايزاك فى ايه
- حاضر يا دكتور ...عن اذنك
تركه و غادر ليكمل عمله و مباشره مرضاه
كانت تنام بفراشها و هى تحاول ان تتذكر اى شئ من حياتها السابقه ...لكنها لا تستطيع ..كادت ان تصدم رأسها بالفراش كى تحاول ان تتذكر اى شئ لكن الالم جعلها لم تستطع... يئست و بدئت فى البكاء
ليدخل عليها صديقها الجديد ...ذلك الشخص الحبوب هو الدكتور ادهم
- يا صباح الورد على اجمل ورده فى مستشفتنا... ايه ده انتى بتعيطى ليه
- مافيش
- لا يعنى ايه مافيش بتعيطى كده لوحدك صحيتى من النوم طلبت معاكى بغم ...لا خلى بالك انا ما احبش صحابى يكونوا ناس غم اه انا راجل فرفوش بحب الضحك و الهزار
- انت عايز منى ايه
- عايز اساعدك ترجعى انسانه طبيعيه و تتقبلى كل شئ مريتى بيه
- و انا مريت بأيه
- الاخت مش شايفه الجبس ده انتى مافكيش حته باينه الا جوز العيون الرصاصى دول ..قوليلى الا دول عدسات لاصقه
- انت متأكد انك دكتور
- ايوووون حضرتك بس دكتور بمجموع معهد
- و الله شكلك مهرج من السيرك و جايبنك ترفه عن حاله المرضى النفسيه
- هههههه يا بنتى انا كعبــــــ... كأدهم مسلى للغايه لا و سيبك اللى يعرفنى لازم يحبنى
- نظرت له بريبه فهو طبيعى و عفوى للغايه لكنه كيف له ان يتعرقل فى اسمه
سريعا فى عقلها رسمت خطه لتوقع بهذا الشاب
- بص انا قررت اصارحك انا زعلانه من ايه
- ايه ده بجد يالا انطقى بقا يمكن ناخد علاوه ولا مكافئه من وراكى
- ههههههه
- انا بحب واحد
******************************
كان العريس يجلس بمنزلهم و والدها يرحب به بحفاوه لكنه لم يكن سعيد يعلم ان كل ما تفعله ابنته من اجل الانتقام من المدعو ادم الذى لم تريده
- انا وائل زميل سجى فى الشغل و حابب اتقدم لها يا عمى طبعا من بعد اذنك
- حاول كثيراً ان يعرقلها الا ان وائل كان صدره رحب للغايه تحمل جميع طلبات الاب الذى ظن انها تعجيزيه لشاب مثله فى مقتبل عمره
كانت العروس تجلس و هى تنظر ارضاً لا تعرف ما بداخلها فهى لم تكن سعيده كأى عروس يوم قرأه فتحتها لكنها ايضاً ليست حزينه فهى ترى ان وائل شخص متدين خلوق يليق بها
و ستفعل المستحيل لتبتعد عن المدعو ادم ...
لا تعرف ما الذى طرأ به على بالها اثناء جلوسها مع عريس اخر ...لكنها ابعدت تلك الفكره عن خيالها و ظلت صامته
- وائل خلاص يا عمو انا هجيب والدتى و اختى و ان شاء الله نيجى نتقدم رسمى و نلبس الدبل هنا فى البيت
- ماشى يا ابنى تنورا ...
- يناسب حضرنك سجى تنزل معانا امتى علشان تختار دبلتها و شبكتها
- اللى يناسبك
- تمام ممكن يكون بعد بكره لانه الجمعه ...واجازه من الشغل و الخطوبه تبقى الخميس اللى بعده
- خلاص على بركه الله نقرء الفاتحه
بدء الجميع فى قراءه الفاتحه كان الاب ينظر لابنته يحاول سبر اغوارها فى قراره نفسه لم يطمأن لما هى قادمه عليه ...فما بنى على باطل فهو باطل و هو يشعر بعدم صدق ابنته لتلك الزيجه ...لكنه لم يجبرها فلتختار هى
**************************
كان الطيار يشير بربط حزام الامان نظرا للهبوط
كانت نائمه و تاركه الحزام دون ان تغلقه ...مد يداه على خصرها و حاول ان يغلقه بطريقه جيده
ارتجفت من لمسته لها : ايه ده
- كنت بقفلك الحزام علشان الهبوط
- كنت تقدر تصحينى و انا هقفله ...مش تمد ايدك كده و تخضنى
نظر لها بدهشه و رفع احدى حاجبيه مستنكراً لحديثها ... فى حين مصمصت سناء شفتيها بأمتعاض على ما تفعله هانيا و تمتمت بصوت تسمعه من بجوارها : جتها نيله اللى عايزه تخلف زيك هو حد طايل لوزه مقشره زى ده
نظره لها هانيا و كادت ان تصفعها على وجهها فالكيل سيطفح بها بعد قليل
هبطت الطائره فى مطار الغردقه الدولى و هانيا فى حاله مزاج سيئه
انجز المحامٍ بعض الاوراق
ليقف مهيد مع الفتاتان بأنتظاره محاميه ليجد من تصرخ بأسمه و تركض نحوه و تحتضنه بشده امام نظرات الجميع

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن