Part 34

16K 335 2
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

سقطت الكلمه على مسامعها اصابتها بالدهشه ... ظلت تحملق به لبرهه من الزمن ثم

- انتى بتطلقنى يا فاروق بعد كل العمر ده
- امال مستنيه ايه اقولك برافوا عليكى ...بتدمرى حياه ابنى قدام عينى و كل يوم تلفقيله مصيبه علشان يتخرب بيته ...و ختمتيها فى الاخر انك ضيعتى بنتك يا هانم
- فاروق انت عارف انى بحبك انت ازاى تطلقنى و عيالنا فى السن ده
- انا غلطان انى فضلت معيشك معايا لحد ما عيالنا وصلوا للسن ده ...انتى اسوء شئ حصلى فى حياتى ...النعمه الوحيده اللى خدتها منك مهيد و مها ...غير كده انا كان زمانى دفنتك حيه انتى و اختك و بنتها ... علشان مش فاروق العوامى اللى يتلعب بيه الكوره هو عياله ... امبارح انا و النهارده مهيد و بكره مها ...انتى انسانه طماعه و انانيه لا عندك قلب ولا رحمه ...عمرك ما كان ليكى لا عزيز ولا غالى ...
- انا ده انا ياما وقفت جمبك و ساعدتك و قدمتلك الدعم
- اه دعم كل ده مقابل ايه علشان تنولى الرضا و تصطادينى بشباكك و اتجوزك ... الايام بتعيد نفسها من اول و جديد ...كل اللى عملتيه زمان بتكرريه ياريتك اتعلمتى من غلطك
- لا يا فاروق حرام عليك انت كده بتظلمنى
- بظلمك !! حرام عليكى ده انتى جبتيلى امراض الدنيا من تصرفاتك و كرهك للى حواليكى ده انتى عيالك اللى خلفتيهم من بطنك ...قلبك ماكنش عليهم زى ما كان على اختك و بنتها ... بس الغلط مش عليكى انا اللى كنت مغفل من يوم ما شككتينى فى الفت و خليتنى ماشى ورا كلامك المسموم زى البهيمه اللى ساحبينها للزريبه و انتى فكرتى ان عقلى خلاص راح ...لكن لا انا كان لازم اصلح غلطت سنين عمرى ... و دلوقتى تتفضلى من البيت ده من غير مطرود ...روحى لاختك و بنتها عيشى معاهم و بكره لما تعيشى معاهم و الدعم المادى اللى كنتى بتموليهم بيه من فلوسى و فلوس عيالى يتقطع ساعتها بس هتعرفى انك مالكيش اهميه عندهم و انك عبء عليهم و ساعتها هيرموكى ...بره بيتى
- لا مش هخرج الا لما اخد مها انا حاضنه
- بصى يا بت الناس انا لحد دلوقتى عامل حساب للعشره و العيش و الملح اللى بينا و انك ام لاولادى ....لكن هتفكرى تاخدى مها من بيت ابوها ساعتها هتبقى جنيتى على نفسك يا عايده ... البنت مالهاش الا بيت ابوها و تخرج منه على بيت جوزها ...و بلاش تخلينى اوريكى الوش التانى ...خلينى لحد اخر وقت انسان كويس معاكى ...و بلاش تعادينى انتى مش ادى
- يعنى هتحرمنى من بنتى يا فاروق ( و بدئت تسيل دموعها )
- ما قلتش انى حرمتك منها بنتك هتفضل بنتك ده واقع ماحدش يقدر يغيره ...و قت ما تحبى تشوفيها تيجى هنا بس يا فى جودى يا وجود اخوها
- يعنى هقابل بنتى بمواعيد
- اذا كان عاجبك مش عاجبك يبقى مش هتلمحى طيف مها تانى و اتفضلى
- الم هدومى طيب
- لا باللى عليكى هتطلعى ... زى ما دخلتى البيت و انتى لابسه خيش يكفى انك هتخرجى لابسه حرير...ارجعى لقديمك للحوارى اللى جيبتك منها ...اتفضلى بره
خرجت منكسره تركت كل ما تملكه فى هذه الفيلا ...ملابس مصوغات الماظات ابن و ابنه و طليق ...
****************
فى ذات الوقت الذى كان دائر الحديث بين فاروق و عايده كان مهيد يجلس فى قسم الشرطه و يحضر اعترافات المتهمين بخطف اخته
اسر: انطق ياض ايه السبب انك تخطفها
- و الله اباجا انا ما خطفتهاش ...دى بت الحرام دى هى اللى غويتنى علشان ناخدو منهم فلوس اكمنهم اغنيا ..و خليتى اخد البت الصغيره حتى انا كنت حونين معاها
انفعل مهيد من كلماته : يا ابن الكلب حنين ايه ...ده انت حطيت سكينه على رقبتها و هددتها بالقتل ..... و ابتزتنى و لما كلمتنى تطلب الفديه قلت هنتغتصبها و نرموها فى الشارع ولا نسيت
- اسر : اهدى يا مهيد باشا ...خليه يكدب هو الجانى على نفسه ... شكله ناسى انه سوابق و ده شئ ممكن يوصله لحبل المشنقه هو و شريكته
- كارت ارهاب من الضابط و صديقه ليجعلوهم يرتعشوا و هم جالسون و ينظرون لبعضهم البعض ...حقاً صدق من قال ان العلم نور ....فلولا جهلهم لم يستطيعوا ان يأخذوا منهم معلومه
- و انتى يا بت عملتى كده ليه ؟؟
- اصل .. اصل
- ما تنطقى يا روح امك ولا هنسحب الكلام من بقك ...
- اصل ياسى الباشا سى مهيد ضحك عليا و غوانى ...و اخد منى اعز ما املك ..
كان مهيد كالثور الهائج سيطيح بها ...ان طالها سيفتك بها
- انا هبوص لحته خدامه لا راحت ولا جت زيك ..... ده انتى ش***** و جايه تتهميها فيا....
- يا مهيد قلتلك اهدى ... ما ينفعش كده ما انت ظابط و عارف الاشكال دى وكلامها
- ايوه فأنا لما طلبت منه يتجوزنى و يصلح غلطته ...رمانى و بهدلنى يا بيه ...( اهئ اهئ ) و انى غلبانه و مسكينه و مكسوره الجناح ...بهدلنى و رفض يجوزمى ال ما بيجوزش اللى غلط معاها
- يعنى برضوا انتى اللى خطفتى اخته
- ايوه يا بيه علشان يرضى يصلح غلطه معايا ...و يجوزنى
- و يتم احاله احد الجانين لمصلحه الطب الشرعى ليتم الكشف عليها اذا تم تعرضها لحادث اغتصاب و ليوافونوا بنتائج الكشف... عكسرى
- افندم يا باشا
- خود الواد و البت دول على الحجز و البت دى تتروق على الاخر ...فاهم
- امرك يا باشا
- معلش يا مهيد هى بتحاول تشتتنا بأى موضوع خارجى عن جريمتهم ... مفكره هتقلل العقوبه ...او ممكن تقلب الموضوع من جانى لمجنى عليه
- فاهم فاهم ...بنت الكلب و الله ما هرحمها
- خلاص بقى هدى اللعب شويه ... امضى على اقولك يالا و لو فى جديد هبلغك
- تمام الف شكر يا اسر
- عيب يا جدع ده احنا عشره كتيبه واحده ....
- الواد ادم فين ...؟؟
- نظر فى ساعته غالباً الوقت ده بيتغدى فى الكافيه اللى جمب القسم فى الشارع الجانبى اسمه ....
- فل يا كبير ابقى اشوفك
- تمام يا باشا و حمد الله على سلامتك اختك
- الله يسلمك اعريس
- بس بقا بلا نيله حماتى مكفرانى
- ههههه تعيش و تاخد غيرها ...يالا ماشى انا
********************
- مواعيدك مش مظبوطه
- ايه ده ايه ده قبل اهلا ازيك اى حاجه ...داخله فيا شمال على طول كده مواعيدى مش مظبوطه
- ايوه معادنا 3 و نص و دلوقتى 4 الا ربع
- حنبليه اوى انتى ما جتش من ربع ساعه ...و بعدين كنا بنرجع مها ...يا لو شوفتى البنت يا هانيا و الله عنيه دمعت ... اعده فى الارض مرعوبه و مخبيه وشها بأيدها و ضامه جسمها على بعض..و عماله تترعش و تعيط من غير صوت
-يا عينى دى صغيره ده حيوان عديم الرحمه اللى عمل فى طفله كده
- يالا الحمد لله انها رجعت ...اول ما شافت مهيد جرت عليه و هى بتتنفض يا عينى من الرعب
- ربنا يجازى اللى كان السبب ...
جاء النادل ..
ادم : ها هتاكلى ايه
اخبرت النادل بما تريده من طعام ايطالى و هو الاخر طلب مثلها لكنه اضاف بعض الزيادات ...
- قولى بقا ايه المشكله اللى حصلت بينك و بين مهيد ..خلتكوا ما تكلموش بعض
- بصى يا سيتى ...مهيد بقا حاله غريب الفتره دى تحسى انه مشتت مش عارف هو عايز ايه ...بيكلم بيقولى انا زهقان و ارفان و عايز اخرج
- قلتله ماشى اشطه نخرج نروح فين
- قالى عايز اروح البار ......فعلا روحنا البار انا قلت هيشربله ازازه ازازتين بيره و شكرا يمكن مضايق ...لقيته اجن رسمى ... بيطلب ويسكى و فودكا و دماغه لفت منه ...و بيشئط بت من البار و عايز يطلع بيها على شقته
- بقوله ايه اللى انت بتعمله ده مش ربنا هداك و بطلت الجو الشمال ده ...اعد يهرتل بكلام غريب ما فهمتش منه حاجه لانه كان خلاص سكران طين .... حاولت اخده و نمشى ...لكنه اثر ان يخرج و البت معانا ... دماغه جابته انه يقضى ليله من بتوع زمان ... قلتله يا ابنى حرام عليك مراتك .. يعنى انت سايب الحلال و رايح برجلك للحرام ... ما تزعلش لو ربنا اخد منك مراتك لاى سبب و عاقبك فيها علشان انت ما صونتهاش و حافظت عليها ...هبت منه على الاخر و مسكنى و بيضربنى ...طبعا قدرت عليه لانه كان فى حاله سُكر صعبه ...كنت اول مره اشوفك يا مهيد بالحال ده... و اعد يصرخ و يقول مش عايزك لا انت ولا هى
- الكلام ده من امتى
- من حوالى شهر و نص او شهرين
هزت رأسها فى حزن ...لازالت تحب من لا يريدها بحياته بالرغم من مساعدتها له
- حضر النادل و وضع الطعام على الطاوله امامهم ..
- ما تاكلى ولا شكلى يسد النفس... انا مش بحكيلك علشان تكشرى فى وشى ... انا حكيتلك لان قلتلك بكره هقولك ...و ما ينفعش اخلف وعدى فى كلمه قلتها ...
-هزت رأسها بحزن و عيناها شارده ...و هى لا تمد يدها للطعام
- ترك الشوكه و السكينه فوق الطعام ... على فكره انا من امبارح فى مطاردات و حركات و ما أكلتش يرضيكى افضل على لحم بطنى بالمنظر ده ....
- ليه كُل
- لا ما انا مش همد ايدى فى الاكل الا لما انتى تاكلى الاول
- هاكل اهه و الله ...
- طب اضحكى فى وشى خلى الشمس تطلع بقا ولا انا موعود بالغم و التكشيره
ابتسمت مجامله له ...و بدئت تأكل بهدوء و هى تستمع الى ادم المرح و طرائف من حياته التى جعلتها تضحك حتى بكت عيناها ...
- لا بجد انت فظيع مالكش حل ...موتنى من الضحك
*******************
كان قد ذهب الى مكتبه لم يجده فقرر ان يذهب الى منزله ليرتاح قليلا من اليوم المُهلك الذى مر عليه
استلقى سيارته ... بينما وجد نفسه يصف سيارته امام المطعم الذى اخبره به اسر... ترجل من سيارته و هو ممنون لصديقه يود ان يشكره على ما فعله من اجله و من اجل اخته الصغيره
دفع الباب الزجاجى ...ليدخل مكان يطبع عليه الذوق الكلاسيكى القديم و اثاثه من النوع الفرنساوى لتبين رقى المكان ...ظل ينظر يمنياً و يساراً يجد هنا مجموعه من الاجانب و هنا رجال يبدو عليهم ذوى شأن مرموق ..و سيدات مجتمع راقى ....لتقع عيناه على تلك الطاوله المستطيله المكونه من اريكه لفردين و مقعد خشبى وثير امامهم ...و هى تبتسم و تضحك و السعاده تشع من عيناها ...ظل يقترب ليتضح له الجالس امامها و مواليه ظهره ..ليكتشف انه هو صديقه
- لا و الله جميل اللى انا شايفه ده
- لازالت الضحكه مرتسمه على وجه ادم و هى يرحب بصديقه ...
بينما هى اصابها حاله من الجمود و هى تنظر له و ترى نظرته الناريه تشع من عيناه ...لم تستطيع ان تهمله فى وجوده ...هو من يربكها بشده ... لكنها استطاعت فما سرده ادم عليها من نزوه اخيره تذكرت كل مواقفه السيئه استطاعت ان تتمالك نفسها و تخفى الضحكه بنظره جمود مبطنه بالبرود : خير فى حاجه
- اه فى يا هانم فى انى جوز حضرتك ولا انتى مش واخده بالك
- ممممم لا فعلا تصدق انى نسيت الموضوع ده بتاع انى متجوزه ده
- لا و الله فمقضياها بقا ... اهه جوزى مش موجود اى راجل و السلام يحل محله
ادم : ما يصحش أمهيد اللى انت بتقوله ده
- ما توضحش له حاجه يا ادم .. ده شئ ما يخصوش
- ما يخصنيش ان المدام اعده مع راجل غريب و فى كافيه و عماله كركر مرمر
- انت ايه مشكلتك ... هات حاجه تربطنا ببعض..اظن انى اخر مره شفتك قلتلك انت بره حياتى و رمتلك دبلتك ....جاى ليه دلوقتى ورايا
- للأسف انا كنت جاى للبنى ادم اللى فكرته صديقى لكن طلع بيصطاد فى المايه العكره ...و يوم ما يطعن حد فى ضهره طعن صاحب عمره
- فكك من جو الشعارات ده و الكلام الفارغ اللى بتقوله و الكدب اللى بتكدبه على نفسك و تصدقه ...انت عايز تطلع الناس كلها جانيه و انت الوحيد المجنى عليك و مظلوم .... انت اللى زيك يعد جمب الحيط و يغنى ( اعز الناس خانونى كل الناس باعونى ) ثم ضحكت بتهكم ... بطل بقا الوهم اللى انت دافن نفسك فيه ....
كان ادم ينظر لمهيد الذى تبدل من غاضب الى هادئ و كأنه لوح ثلج واقف امامهم بتعجب: مهيد ما تفهمش غلط هانيا زى اختى و احنا اصدقاء
- قلتلك ما توضحلوش ...و يا هو يتفضل يا احنا نمشى يا ادم لو سمحت مش عايزه ابقى مع الشئ ده فى مكان واحد
- تملكه الغضب فجأه من كلماتها المهينه .. مش هطلقك هفضل سايبك كده زى البيت الوقف لا انتى طايله سما ولا ارض ...لا منك متجوزه ولا مطلقه ...هفضل زى الشوكه فى زوك ... لا انا و لا غيرى هتتهنى معاه
- عادى و انا مش مضايقه من الوضع ده ..اهه حتى اى حد بيحاول يضايقنى او يطلب انه يصاحبنى لما بيعرف انى متجوزه بيبعد عنى من غير الحاح ...يعنى برضوا جالى من وراك نفع و لو بسيط مصلحه و السلام
- جز على اسنانه بشده حتى عضلات فكه برزت للخارج...و حملها من مكانها على كتفه فجأه و ظلت تصرخ سيبنى سيبنى سيبنى ...نزلنى ... ادم الحقنى ...يا متوحش سيبنى
لملم ادم اشيائها ( لاب توب و موبيل و سلسله مفاتيح و حقيبه و بعض الاوراق و الملفات ) و القى بالحساب على الطاوله و خرج من المطعم وسط نظرات الجميع
- اما مهيد وضعها بسيارته ..و اغلق الابواب و هى لا تزال تصرخ بجانبه ...نزلنى نزلنى ... وقف العربيه دى

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن