Part 19

17.6K 366 4
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

هجم عليها بطريقه عشوائيه انهال عليها ضرب ...يود ان يطفى النيران بداخله ...هى الان تحت يداه لا تقاومه

كانت ساكنه هادئه بين يداه ...بمجرد ان رأى هذا السكون و هى ملقاه امامه على الفراش ...كان بداخله شعور كبير بأن يلثم صغرها ...ظل يقترب منها ..و يقترب الى ان كاد يلامس شفتاها ...الا انه تراجع فى لحظه و استغفر ربه ...عما كان سيفعله ....
تحسس نبضها ...تأكد انه من تأثير الكحول عليها ...حملها بين ذراعيه كان ضاممها على صدره....اجلسها داخل حوض الاستحمام ...ثم فتح الماء عليها ...لتفيق مما هى فيه ..
لتفتح عيناها بفزع ...ايه ده ...ابعد عنى انت عملت فيا ايه ...ابعد...
- لا يشعر بنفسه الا و هو يضمها لصدره لتستكان و الماء لا تتوقف لتبتل ملابسهم الاثنين معاً
- بنبره حانيه تحمل الكثير من الخوف : هانيا انتى فقتى .. حاسه نفسك كويسه
هزت رأسها له بهدوء و بدئت تسعل...و تسعل مره اخرى
دثرثها بمنشفه كبيره على جسدها و اخرى لشعرها...و اخرج لها ملابسها الموضوعه بخزانته ...و وضعها لها على الفراش...
- تحبى اساعدك فى حاجه ... او اغيرلك هدومك
- هزت رأسها بالنفى و ظلت تسعل
ليبدل هو الاخر ملابسه المبتله بملابس شتويه منزليه ...و يختفى عن انظارها لمده خمسه عشر دقيقه ...
ليعود و ينظر عليها ليجدها ابدلت ملابسها و التفت بالغطاء بشده و هى لازالت تسعل
رفع سماعه هاتفه و حادث حارس العقار و طلب منه ان يأتى ببعض الاشياء له من الخارج
و فى غصون العشر دقائق كان الاخر عنده يعيطه ما يريد و يعيطه نقوده و ينصرف....
تجلس بالفراش و حالتها تسوء بشكل سريع ....كان شعرها لازالت الماء تتساقط منه لا تفعل سوى انها ازاحت المنشفه المبلله من فوقه ..ولم تستطيع تمشيطه ....ليدخل هو عليها و بيده صنيه كبيره عليها كثيرا من المأكولات
- بأعياء: لا مش عايزه حاجه
- من غير ولا كلمه ... هتخلصى الاكل ده كله ...و انا اللى هأكلك كمان لان شكلك تعبان اوى ..
- هو مين اللى عمل الحاجات دى فراخ و شوربه خضار...
نظر لها بتعالى و مشاكسه ...العبد لله و غلاوتك ..( خرجت الكلمه منه دون وعى بمنتهى التلقائيه )
ابتسمت له و استسلمت لطعامه ذو المذاق اللذيذ..مممم الاكل حلو اوى ... هى الفراخ دى لونها كده ليه
- بصراحه اصل انا مش بحب المسلوق ده اكل مستشفيات ... و المحمر كله دهون و مضر بالصحه ...فأنا بعملها لنفسى بالمايونيز ...ايه رأيك عجبتك؟؟
- ابتسمت له بخجل و هى تهز رأسها بالايجاب و تمضغ الطعام
- خلاص كده الحمد لله مش قادره بجد ... انت عاملى اكل كتير ...
- ماشى يا سيتى علشان خاطر انتى تعبانه بس هسكت .. اخذ صنيه الطعام وقف ينظف المطبخ سريعا و يعيد كل شئ لمكانه و اخذ بعض حبوب الدواء و كوب من الماء ...
- يالا بقا خُدى الدوا ده علشان بكره تصحى تبقى كويسه
- لا مش بحب الدوا طعمه وحش اوى و مر
- هو انا بعزم عليكى بأم على ال طعمه وحش ...خدى يا شاطره يا حلوه يا اموره انتى الدوا علشان تخفى و تبقى جميله ....دى مها اختى مش باحيلها كده ...يالا افتحى بُقك
فتحت فمها قليلاً ليدس لها الحبات و يناولها الماء على شفتاها ....ثم تبتعلهم
هم بالقيام من جوارها
- مهيد انت رايح فين
- ثوانى بس هودى الكوبايه المطبخ و جايلك على طول
جلست على الفراش و مرتسم علي شفتيها ابتسامه هادئه ...لا تعرف سبب لها ..لكنها تشعر بالسعاده
جاء اليها و بيده فرشاه شعر..
- هانيا اعدى عدل اصرحلك شعرك و بعدين نامى ..
- لا مرسيه مالوش لزوم
- لا طبعا لازم انتى بردانه ازاى تنامى و شعرك مبلول هتتعبى اكتر... استنى ثوانى ...تراه من و هى على الفراش يدخل الحجره الاخرى ليخرج منها بمجفف شعر( سشوار)
- بقولك تعرفى تظبطيه ...لان اكيد مش بفهم فيه
بنظره تعجب: انت فى فبيتك سشوار ليه ؟؟
تنحنح بصوت هادئ: لا عادى هو مش بتاعى اكيد
اعتدلت له : امال بتاع مين.؟
- كان بتاع واحده صاحبتى
ضغطت على اسنانها بشده ( لنفسها: و سشوار صاحبته بيعمل ايه فى بيته )... لو سمحت مش عايزه انشف شعرى بالبتاع ده علشان ما يبوظش لانه مضر بالشعر و اصلا اللى شعرهم وحش هما اللى بيستعملوه ...و انا الحمد لله شعرى حلو مش محتاجه البتاع ده فى حاجه
- ضحك فى الخفاء دون ان تراه ...لا انا قلت اسمعى الكلام لحد ما تخفى اظبطيه احسن شعرك يشيط فى ايدى
انصاعت لرغبته و ضبطت له الجهاز للدرجه المناسبه لشعرها و بدء ان يمرره على شعرها
- كويس شكلك بتعرف تعمل سشوار..
- لا خالص عمرى ما مسكته اصلا اصل فى الداخليه ما كانوش بيعلمونا الحاجات دى كنا بنتعلم دوس الزيناد او شد الاجزاء ...لكن سشوار و كيكى و ميكى ما كنش عندنا منه
- يعنى ما كنتش بتعمل لصاحبتك شعرها ...
- هههههه لا هى كانت بتعمل شعرها لوحدها ....
جفف شعرها و مشطه ثم ربطه بأستك ... تمام كده
- هزت رأسها فى رضا مرسيه
يالا اسيبك بقا ارتاحى دلوقتى ...و بلاش تقفلى على نفسك من جوه تانى لانى هعرف ادخل
- انت رايح فين تانى ....
- طالع انام عايزه حاجه تانيه منى ...
هزت رأسها بالنفى ...
كان على الباب و سيغلقه ...
- مهيد ...تصبح على خير
- و انتى من اهل الخير يا هانيا
خرج اعد لها كوب لبن دافئ وعاد اليها و قدمه لها ...
- ايه ده لبن لا مستحيل انا مش بحبه خالص...و بعدين انت قلت تصبحى على خير ...دى مافيش بعدها حاجه
- ده فى بيت بابا اللى مش بحبه ده هنا و كأنك فى الجيش هتشربى و هتاكلى كل حاجه..مافيش حاجه هنا اسمها مش بحب ...و بعدين انا اعمل اللى عايزه براحتى ولا ايه رأيك
نظرت لعيناه و هزت رأسها بالايجاب ...ارتشفت القليل... الله انت حاطط فيه فانيلا صح
- ايوه يا سيتى مش بذمتك طعمه حلو
- بصراحه عايزه اقولك الشوربه و الفراخ و حتى اللبن كلهم طعمهم حلو اوى ...
-بمزاح و ابتسامه جميله : طبعا طبعا اى حاجه من ايدى لازم تكون حلوه
- ضحكت بخفوت ...
- يالا نامى بقا سهرتى كده و كمان علشان الدوا يشتغل ...
*************************
اشرقت شمس جديده كان حالها احسن بكثير من ليله امس...
خرجت من الحجره للمرحاض لتجده يغط فى نوم عميق ...و التلفاز بجانيه لازال مفتوح على احدى قنوات الافلام الرعب الاجنبيه دون صوت ... نظرت له بأبتسامه و دخلت غسلت وجهها و فرشت اسنانها و نظرت لشعرها بأبتسامه رضا ثم تذكرت امر صديقته غضبت قليلاً ...فمن هذه ؟؟
خرجت من المرحاض لتجده ...يعتدل فى نومته ...من المؤكد انه غير مرتاح فى نومته فهو اطول من الاريكه ...
اقتربت منه بصوت هامس رقيق: مهيــد
مهيـــد اصحى
وضعت اطراف اصابعها على كتفه ...مهيد اصحى ...
تململ فى نومته ..ممممم
مهيد اصحى ...
فتح عيناه ببطئ...فى ايه
- قوم نام جوه انا خلاص صحيت ..شكلك مش عارف تنام هنا ..قوم يالا
كان مظهره كالاطفال...شعره متناثر على جبينه و عيناه .... ماشى و عيناه مغلقتان ...كاد ان يصدم بالاثاث و يتعثر..
- خلى بالك انت ماشى مغمض ليه ...
- عايز انام ...صحيح هنتغدى فى الفيلا النهارده
زفرت بضيق فهى مجبره ان ترى تلك العجوز الشمطاء امه ...لكنها ستذهب من اجل عيناه
حاولت تظبيط المنزل ...تغير مكان الاثاث الخفيف التى تستطيع ان تنقله بمفردها ....فتحت الستائر و الشرف لتنير الشمس المعيشه و الصالون ..فاليوم الجو رائع و مشمس
مر فوق الاربع ساعات .... لتجده يفتح باب الحجره و يخرج
- بأبتسامتها جميله : صباح الخير
- هز رأسه لها و تمتم دون ان تفهم منه كلمه
تعرف عادته فى الصباح شطيره صغيره و كوب القهوه ..... اعدتهم له ...و دخلت حجرته و جهزت له ملابس شتويه انيقه ( بنطلون جينز كحلى و قميص لبنى و بلوفر كحلى و ستره جلديه من اللون الجملى و حذاء سيفتى بنفس اللون )
و هى الاخرى ارتدت ملابس تشبه ملابسه الى حد كبير لكنها اضفت عليها اللمسه الانثويه ...
خرج من المرحاض ليشتم رائحه القهوه الذكيه ...مممم
- هانيا هى الحاجات دى ليا ولا ليكى
اقتربت منه بنعومه : لا ليك صحه و هنا
ابتسم لها و بدء فى تناول افطاره بطريقه سريعه ...ممكن طلب لو سمحتى
- اتفضل
- ممكن و احنا فى بيت بابا بلاش تشربى سجاير علشان مها و مش حابب اسمع اى انتقادات من حد على تصرفاتك ...و ياريت ما تنسيش ان احنا قدام الكل اسعد زوجين
- ابتسمت ابتسامه واسعه و هزت رأسها بالايجاب لكلماته : على فكره انا حضرتلك لبسك جوه على السرير
- تمام شكرا ليكى ...ما كنش له لزوم... و كأنه تذكر.. انتى لسه تعبانه ولا كويسه النهارده
ازدادت ابتسامتها اتساعا : لا احسن الحمد لله كتر خيرك لولاك امبارح كان زمانى بودع ...
- لا بعد الشر عنك ... عموما انا هلبس مش هاخد حاجه هنجز يعنى ...ابقى كلمى باباكى اسألى عليه
كهفر وجهها لذكر ابيها فمنذ ان القت الدبله فى فيلا والد مهيد لهم على السفره و هو لا يحدثها الا بما يغضبها ...
انهت ارتداء ملابسها و طرحتها و كل شئ و جلست لتنتظره ...
- خرج من الحجره و على وجهه ابتسامه سعاده ...
- ايه ده بتضحك على ايه ...؟؟؟
- اصل احنا الاتنين لابسين زى بعض نفس الالوان يعنى ...دى مقصوده ولا صدفه
- هزت رأسها له على استحياء...لا مقصوده ...مش قدامهم اسعد زوجين
- طيب يا سيتى يالا بينا بقا ...اه و على فكره حلو التغير اللى عملتيه فى الشقه ده
بفرحه شديده : بجد عجبك يعنى
- اها جميل
*********************
عايده: ايوه يا عَليه ..لا لازم تيجى النهارده انتى و ماريهان .... لا يعنى ايه هتسيبى الحربايه دى تاخد الواد من بتك ... بلا مراته بلا بتاع بكره يذهق منها و يطلقها و يعرف الصواب و يتجوز ميرو حبيبتى ...هستناكى يالا هو لسه مكلم ابوه و قاله انهم هيتحركوا من بيتهم ...لازم يجوا يلاقوكو...اه ماشى يا اختى مع السلامه ...
*****************
( داخل السياره)
ادار المسجل على اغنيه تتعايش معهم تماماً و مع حالتهم ....
يعلو صوت سعد لمجرد و هو يقول ( انتٍ باغيه واحد يكون دمه بارد
ساكت فينا جامد
تغلطي ما يدويش
تلعبي عليه العشره
ما يعاودش الهضره
يكون راجل لمرا
بزاف عليك درويش)
ابتسم بجانب شفاه كى لا تراه ....يعلم انها مدركه ان الكلمات ممثله عليها بالتحديد ...لكن يدهشه انها تمد اصابعها لتوقف المسجل...
- معلش بس عندى صداع من البرد ....
تزداد ابتسامته اتساعاً
- انت بتضحك على ايه ؟؟؟
- انا ابداً ولا حاجه ... يالا انزلى خلاص وصلنا ...
يترجلا الاثنين من السياره ...يحاوط اكتافها بيده و هم يمشيان بالجنينه حتى يصلان للفيلا
لتفتح لهم زينب بهيام و وله: و النبى دى الفيلا نورت يا بيه ...النبى ليك وحشه يا بيه ...النبى دى كانت مضلمه
- ازيك يا زينب عامله ايه
- بخير طول ما انى شيفاك قدامى يا بيه
- القى نظره على هانيه التى تقف شبه فى حضنه و زينب لم تعيرها اهتمام و رأى ايضاً نظره يعلمها جيداً تنظرها هانيا لزينب ...ستفتك بها ...ليزيد هو فى الحديث
- بتنضفى اوضتى ولا خلاص اتركنت..
- طب ده انا بأيدى كل يوم ادخل انضفهالك و اهويها و ابخ من الريحه بتاعتك ...علشان احس اصدى نحسوا كلنا يعنى انك وسطينا...
لتأتى ماريهان راكضه ..هييييييييييدووووووووووووو ...وحثتنى اوى اوى كده ما تثألث عليا كل كده ...من يوم جوازك و انت ناثينى خالث
- معلش يا ميرو ...انتى ايه اخبارك وحشتنى خالص
-هيييييح و انت والله واحثنى موت موت ... هاى( مع نظره احتقار لهانيا)
ليتقدم كل من الام و الخاله يرحبون به بشده و يتركوها مع نظراتهم الخبيثه و همازتهم و لمازتهم
لتأتى الصغيره راكضه : طنط هانيا وحشتينى
ازاحت هانيا يد مهيد من على أكتافها ..و نزلت الى مستوى الصغيره و قبلتها و اعطتها عبوه شيكولاته كبيره اخرجتها من حقيبتها : طبعا بتحبى الشيكولاته
- طبعا يا طنط ... و بحبك انتى كمان زى الشيكولاته ...تعالى العبى معايا فى الاوضه ...
عايده: مها ..عيب اعدى ساكته او اطلعى العبى لوحدك ...و لو عايزه حد معاكى خدى ماريهان
- بطفوله بريئه: ماريهان لاءه..طنط هانيا اه
ليدخل فاروق مرحباً بهم بشده منورين يا حبايبى ...و جلس برفقتهم قليلاً ثم استأذن و طلب هانيا وحدها تلحقه بالمكتب...
لتنظر العيون جميعها الى بعض فى تساؤل

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن