Part 17

17.9K 383 0
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..
اثنين لم يعرفا بعضهم لكن كل منهم يشغله شئ واحد ... فأن هى ارادته بشده ...
فهو يريدها بقوه.....
كانت نور تتمنى ان تكون هى بدلاً من صديقتها فمنذ اول مره رأته اصبحت اثيرته ...كل يوم تنام تحلم بعيناه الخضراء...و عندما تستيقظ تظل تتأمل صوره على حسابه الخاص بالفيس بوك ...اصبحت متيمه به ...كانت فى اشد حالات فرحها عندما علمت ان هانيا ستتركه ...خططت كى تفوز به ....لكن الله يفعل ما يشاء و تكون هى زوجته...
و على الصعيد الاخر كان ادم عيناه تلتهم جسدها بشراهه تمنى ان يفوز بتلك الجميله التى ربح بها صديقه و هو متأكد انه لم يعيرها اى اهتمام و انها سترى منه العذاب ألوان ...لكن الان اصبحت فى عصمه أخر فلم يستطيع ان يفكر فيها....ظل يصلى طوال الليل و يستغفر ربه على تلك الجميله التى اطاحت بمشاعره منذ رؤيتها ..لا يعرف اهو اعجاب ام انجذاب ام شهوه ...لكن الاكيد انه لم يكن حب .....
**********************
يوم جديد مليئ بالاحداث و المناوشات....
جلست امام التلفاز و هى تمسك بقدح القهوه فى يد و سيجارتها باليد الاخرى ...و تنفث ثم ترتشف...
فطوال الليل لم تستطيع ان تنام....اصطنعت النوم حتى تأكدت انه غادر حجره المعيشه التى ستنام بها...لتفتح عيناها ...هربت دمعه من عيناها على ما رأته فى تلك الساعات القليله الماضيه...فكيف له ان يبعثر كرامتى بهذه الطريقه و كأنى لم اكن أدميه امامه...تباً لك لم ارضخ لك ايها المتعجرف...سأكسر شعله تمردك ايها المغرور
ليقطع شرودها الواقف ينهرها ببرود
هانيا: يا اهلا يا بيه ..خير ناموسيتك كحلى
- الله هالله و الله ة القطه طلعلها صوت ..
- لا و ضوافر كمان و بقت بتخربش ... خاف على نفسك يا ابن العوامى بقا ..... هه اصل مش هانيا الجَمال اللى يتعمل معاها كده ده لا عاش ولا كان ...فوق لنفسك ...و ان كنت ناسى يبقى انا مستعده افكرك
- صفق لها بيديه ..وااااو و الله انا سعيد ان صوتك طلع ... كده بقا يبقى ابتدى اللعب على المكشوف
- لا مكشوف ولا مدارى ... انت لا ليك دعوه بيا ولا انا ليا دعوه بيك ...بدل ما والله العظيم ...هتشوف من ورايا مصايب
اقترب منها و هو يرمقها بضيق ..و كانت اوداجه بجانب فكه تعلو و تهبط و اذناه اصطبغت بالون الاحمر...اقترب منها لدرجه ان انفاسه احرقت بشرتها البارده التى سُلب منها الدماء...كادت ان تموت رعباً من هذا الوحش المفترس الذى لا زال يقترب منها...انكمشت فى اخر الاريكه .و فى عيناها نظرة خوف لم تستطيع ان تخفيها ... فيكفى انها تستمع الى صوت انفاسه و زمجرته البسيطه التى ستؤدى بحياتها الى النهايه ....
- حسك عينك صوتك يعلى على جوزك...فاهمه يعنى ايه جوزك...انا لحد دلوقتى انسان محترم و بعاملك بأسلوب ادمى ...لكن لو فكرتى تعملى حاجه كده ولا كده ولا تعترضى على النعيم اللى انتى عايشه فيه ده ساعتها مش هتلومى الا نفسك ..و ربنا اخدك ارميكى فى الصحرا...بعد ما اضربك و اعدمك العافيه
بصوت متهدج من اثر الخوف: انت اصلا ما تعرفش تعمل فيا كده.. ليه يعنى هو انا ماليش اهل ...ده انا ابويا يوديك ورا الشمس
- هههههههه زى ما بنته المحترمه عملت فيا بالظبط ضيعت مستقبلى...بس انتى فكرك انى مش هضيعلك مستقبلك زى ما مستقبلى ضاع ..تبقى بتحلمى يا بت مجدى الجَمال ....
- تعلم انها الان خاسره الى قصى حد ...لا تجرؤ ان ترفع عيناها به .... بُص احنا نعمل مع بعض deal
- ههههههههه انتى اخر واحده ممكن انا و هى نتفق ...لانك انتى عدوتى اللدوده ...اوعى تكونى مفكره انى متجوزك علشان دُبت فى جمال عنيكى السود دول....لا خالص ...انا متجوزك مجبر...ابويا جبرنى عليكى ...علشان الشغل يتم ..لولا كده ما كنتش فكرت ابوص فى وش واحده زيك...اصل مش انا اللى اتجوز واحده الله اعلم كان ليها كام علاقه من قبلى ...اذا انا من كلمه جيت بيتك امال لو كنت اتعرفت عليكى شويه ...اكيد كان زمانى اخدت كل اللى انا عايزه و زياده
-اهانها بشكل كبير ...كلماته كافيه لجرحها الى باقى عمرها المتبقى ..... المفترض يتركها لتوه كى تجلس تضمد جروح القلب النازف...حتى و ان لم يكن بالنسبه لها شخص مهم الا انه اهانها فى شرفها و بعثر كرامتها على الارض...اصبحت امامه فتات انثى ...سقطت دمعه من عيونها ....
-بسخريه : تؤتؤ..بتعيطى ليه يا حلوه مد انامله ليمسح عَبرتها المتساقطه لتزيح يده بقوه
- انت ما تلمسنيش ...فاهم ولا لا ..ايدك دى ما تقربش منى
- و مين اصلا قالك انك تعجبينى ...سورى انا مش باخد بواقى و فضلات حد تانى ... انا باخد وش القفص ..و انتى للأسف second hand
و معلش بقا فكرتك بحبيب القلب اللى غدر بيكى و رماكى ولا ايه..بس ما تخافيش انا كمان هرميكى زيه رميه الكلاب....بس خليكى واثقه ان انا جاى على نفسى و انا بعاملك بالاسلوب ده ...انا لو عليا هموتك عارفه يعنى ايه اموتك...احمدى ربك ان ابويا موصينى عليكى لولا كده مش عارف كنت هعمل فيكى ايه ...ثم تركها و ذهب الى المطبخ اعد الى نفسه شطيره و كوب قهوه و خرج
ليخرج و يضعهم على الطاوله امامه و يبدأ بالطعام بنهم شديد
كانت هى الاخرى هبت الى المرحاض تبكى ...فأقترب من باب المرحاض استمع الى صوت بكائها و شهقاتها العاليه ....
دق الباب عليها ...عايزه تعيطى عيطى بره مش ناقص انا تتلبسى ولا تتمسى ولا يركبك عفريت
غسلت وجهها محاوله فاشله منها كى تدارى اثار بكائها ...خرجت من المرحاض و هى تنظر له ببرود ....ولا تعيره اى اهتمام
- بصى على قدك بس ...و بالراحه على نفسك احسن يطئلك عرق
-انفجرت به و هى تصرخ و تبكى ...كان لا يفهم ما تقول من كثره الشهقات المتتاليه و الدموع المنسابه ...
اشفق عليها فهيئتها كانت اشبه بالميت الذى يتمسك بأخر نفس فى حياته ...
وقف امامها و مسك اكتافها بيداه: هانيا اهدى ...ليه كل اللى انتى عملاه فى نفسك ده ...اهدى خلاص حقك عليا
ازاحت يداه بعنف و هى تزال على صراخها ....لم يبالى لها ظل يحاول بشتى الطرق تهدئتها ...الى ان افاقت مما كانت فيه بعد وقت لم يكن قصير
جلست على تلك الاريكه التى تقضى يومها عليها من اكل الى نوم الى مشاهده تلفاز ...و هى مربعه الارجل اريحت رأسها على مخدع الاريكه و سالت دموعها فى صمت ......غاب عنها لفتره وجيزه بالمطبخ ..اعد لها شطائر و مشروب ساخن ليهدئ اعصابها ...
- جلس امامها و هو يمد يده لها ... ممكن تكلى الساندوتش ده انتى من امبارح ما كلتيش ...و شايف الطفايه كلها سجاير ارحمى نفسك
- مش عايزه حاجه منك ابعد عنى مش طايقه اشوف وشك...و مالكش دعوه بيا انشالا اموت
- برضوا هعمل بأصلى و هفضل معاكى لحد ما تاكلى و تشربى ( قال كلماته و هو يعيطها كوب به سائل اصفر)
مدت انفها لتشتم رائحته ... ايه ده يانسون ...ما بحبوش
- معلش تعالى على نفسك و اشربيه ده هيهدى اعصابك
- عاد لها انفعالها من جديد... ليه شايفنى مجنونه ولا بشد فى شعرى ال اعصابك تهدى
- لا ده انتى مش طبيعيه ..والله لاسيبهالك و امشى ... ياكش تولع بيكى
ترك لها البيت و ابدل ملابسه و خرج
**************************
خرج من المنزل و هو يشعر ان الاكسجين انقضى من حوله حاله من الضيق اعترته ...
صف سيارته على شاطئ البحر ...نزل من سيارته و جلس على احدى الصخور الكبيره ...ليشعر بالبروده تخترق عظامه لكنه لم يُبالى ...فتلك العنيده المجنونه بها شئ غير طبيعى ...
ظل يفكر فيها كثيرا تناسى بعض الشئ بغضه و كرهه لها .... و فكر بها كزوجه تعيش تحت كنفه... فواجب عليه ان يراعها الى حد ما
****************************
- مالك يا فتحيه اعده كده ليه شايله الهم على الصبح
- الصراحه يا بيه قلبى واكلنى على هانيا ...عايزه اطمن عليها متوغوشه
- هانيا مع جوزها زمانها بتعيش اوقات سعيده ..سيبيهم فى حالهم و ادعيلهم بالسعاده
- ما انت عارف يا بيه انها ما كنتش عايزه الجوازه دى و رضت علشان خاطرك...و لما رجعت و قالت لا انت الصراحه اديتها علقه سخنه و البت مش وش بهدله
- جرا ايه يا فتحيه انتى هتعلمينى اتعامل مع بنتى ازاى ولا ايه
- لا اعوذ بالله يا بيه ... بس انا عايزه اطمن عليها علشان ارتاح ...
- خلاص ابقى كلميها و اطمنى عليها بس بلاش تقوليلها انى قلتلك حاجه
- يوه هو انت لسه مش بتكلمها كل ده ... حرام عليك يا بيه دى البت يتيمه الام لما ابوها يسيبها يوم فرحها و ما يقفش يباركلها و تديلها لجوزها بأيدك و تحسسها بحنانك ...يبقى يا عينى على كسره نفسك يا بنتى ...
حركت كلماتها داخله شعور الابوه الذى كان نساه منذ كثير ...ترقرت الدموع فى عيناه..: طيب ممكن تحضريلى افطر ولا اسيب البيت و اروح افطر فى الشارع
- لا يا بيه هحضرلك الفطار ...بس ما تأخذنيش فى كلامى انت عارف ان اخر حاجه المرحومه قالتهالى كانت بتوصينى على هانيا ...علشان كده انا بعتبرها بنتى اللى ما جيبتهاش... حاول تبقى تكلمها
***************************
كانت تفرك فى المنزل لا تشعر بالراحه الا عندما دخلت حجرته و اخرجت ملابسه من الخزانه و القتها على الارض و وضعت ملابسها مكانهم ...و اخذت كل ما يخصه و ألقته بحجره المعيشه ..فيسطفل هو مع نفسه ...ثم ارتمت على الفراش الوثير و تدثرت بالغطاء فالجو قارص البروده ...نامت فى ثبات و راحه و هدوء و اغلقت على نفسها من الداخل بالمفتاح
************************
اتخذ قراره بأنه سيعاملها برفق و لين و لم يزايد عليها او يستعبدها ...فمهما كان هى ابنه رجل مهم و طيله حياتها مرفهه...سيتحملها حتى تنتهى ايامهم القليله التى سيقضوها معاً لوقت الانفصال
قاد سيارته الى المنزل ليدخل من الباب و تعلو الدهشه ملامحه فكل ماله ملقى بطريقه عشوائيه على الارض و الارائيك و المقاعد ..و كأن المنزل مخزن متعفن
زفر بقوه ..ياما كان نفسى افضل على قرارى بس انتى تستاهلى اللى هيحصلك

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن