Part 29

15.5K 337 0
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

- هى المجنونه دى راحت فين يا داده

- جيب العواقب سليمه يارب انا عارفه هانيا لما بيركبها الجنان بتختفى عن كل الدنيا ...بس يا ابنى ادينا اعدين و الغايب حجته معاه
- لا ما انا مش هعد كده محلك سر و الهانم بتتسرمح و تدور على حل شعرها ...
- يا بنى ما يصحش كل شويه تسمع مراتك الكلام اللى زى السم ده ... ده انت المفروض الامان و الحنان ...لما انت تقول عليها كده امال الغريب هيقول ايه ...خدها بالهداوه اعرف مالها زعلانه من ايه ...هانيا بنت كويسه و متربيه على اديا بس هو الزمن اللى غيرها كده ...لكن انا اضمنلك انها لسه بنت بنوت
- اندهش من كلماتها و حملقت عيناه بها : و انتى عرفتى منين انى شاكك فى الموضوع ده
- هانيا كانت زعلان و حالتها وحشه اوى ..اعدت تفضفض معايا
- بس هى مستفذه..و انا ماليش خُلق لدلعها الزايد ده
- و ان ما أدلعتش عليك تقول متجوز واحد صاحبى ..صح.. انا هسألك سؤال واحد و الكلام ده بينا احنا لاتنين و بس .. انت عايز ايه ؟؟؟ بتحب هانيا ولا لأ ؟؟ غرضك تكمل معاها و تكون ام لاولادك ولا اخدها علشان تنتقم منها ؟؟
- مش عارف حاجه انا مش بحب بعدها عنى لكن برضوا مش برتاح فى قربها منى
- بص يا ابنى انت لازم تتأكد انت عايز ايه و بعدين تقرر ...لان كده انت تاعب نفسك و تاعب اللى حواليك... و مهما كان اللى جواك من ناحيه هانيا بلاش تظلمها
*********************
خرجت من المنزل و هى حالها يرثى له وصلت الى المقابر وقفت امام قبر والدتها و ظلت تحكى لها ما تمر به ظلت تبكى و تبكى حتى انها شعرت و كأن عيناها جفت منها العَبرات ....
يأتى شخص من بعيد و هو ينهر الواقف فى المقابر: مين هنااااك
ارتدت خطوتين للخلف : ايوه حضرتك فى حاجه
- انتى ايه اللى جايبك هنا يا بنته
- مسحت دموعها سريعا: انا جايه اقرا الفاتحه لمامتى ...مين حضرتك
- انا حارس المدافن و معدى اشئر على الاموات
- تنحنحت خيفه من كلماته : طيب هو انا ممكن اعمل ايه رحمه و نور على روحها
- استنى يا بنيتى خليكى اهنيه...هاجيلك طوالى
- اكملت شكواها الى والدتها مما تمر به و قرئت لها ما تيسر من القرآن الكريم ليأتى الرجل اليها و هو يحمل بيده دلوين كبيرين يحتويان على الماء
- امسكى منى يا بنيتى ... روشيه على جبر امك و ادعيلها ان ربنا يجعل جبرها روضه من رياض الجنه...
حاولت ان تمسك بالدلو ثقيل الحجم لكنها استطاعت ..ظلت تسكب الماء و تدعى لها بالرحمه و المغفره...اعطته الدلو الاول ليعطيها الثانى و فعلت كما فعلت مع سابقه ...ثم اعطته له ... اعطاها بوطقه تحتوى على بعض الحبوب الصغيره
- ايه ده لو سمحت
- دى حبوب يا بنتى بتترش على الارض علشان لما الدنيا تفضى الطير بينزل و ياكلها و اهو كله بثوابه عند الله و ربنا يغفر لموتنا و موتاكم اجمعين
- شكرا ليك من غيرك ما كنتش هعرف اتصرف ....( ثم دست يدها فى حقيبتها و اعطته مبلغ ليس سيئ من النقود )
- متشكرين يا بنيتى ...ربنا يجعله فى ميزان حسانتها ...
- امين يارب ...و بعد اذنك ابقى خود بالك من التوربه
خرجت من المقابر و حالت الملابس رثه من الأتربه ...لكنها لم تتردد ..قادت سيارتها الى مكان مكوث والدها...
- سألت الطبيب اللزج عن حالته الصحيه و اخبرها انه يتحسن شئ فشئ...و اخيراً سمح لها ان تطل على والدها
- وقفت امام فراشه و هو تدخل الاسلاك كل مكان بجسده و حتى رأسه
لا تعرف ما تقوله وجدت عيناها تزرف دموع عليه ...شعرت ان لا ظهر لها بتلك الحياه الاليمه ...: يالا يا بابا خف و قوم بقا و انا مش هزعلك تانى ...انا اسفه يا بابا ...اصحى بقا يالا علشان تطلقنى من مهيد انا مش مستحمله العيشه مع الشخص ده لا يطاق ....قالب حياتى جحيم ...ليه خلتنى أجوزه ده بيشك فيا و فى اخلاقى ...مش قادر يقتنع انى انسانه محترمه ....بس عارف انا غلطت لما سيبت قلبى يدق لحبه ... مش بنكر انى حبيبته ..لكن ياريتنى كنت فضلت زى ما انا ياريتنى ما سرحتش بخيالى اوى.. بس عادى بكره انت تقوم بالسلامه و زى ما اجبرتنى انى اتجوزه تجبره انه يطلقنى لان عمرى ما هقدر اعيش مع الانسان ده طول ما هو شاكك فيا ...بالرغم انى بحبه ..بس عمرى ما هدوس على كرامتى علشان حد ...اصلا مافيش حد يستاهل
- معلش يا بابا انا عارفه انك تعبان ... و دوشتك بكلامى بس اكيد هتقوم بالسلامه علشانى انا ...مستنياك ما تتأخرش عليا ..( انحنت قبلت جبينه و خرجت من الحجره )
***************************
- ينفع التأخير ده يا داده الهانم بقالها فوق التمن ساعات و ماحدش عارف عنها حاجه الساعه بقت حداشر بالليل و الزفت بتاعها افلاه و يتحرق اللى عايز يوصلها
- ببرود: و هى فارقه معاك يعنى غابت ولا جت ولا افله الموبيل ولا فتحاه ... مش كنت لسه بتقول مش عارف احساسك ايه من ناحيتها ...بلاش تعشمها و تسيبها ولا توصلها احساس عكس اللى جواك ..طلما مش فارقه معاك سيبها براحتها
- يعنى ايه الكلام ده افضل اعد على اعصابى علشان مش عارف بسلامتها رايحه فين
- شوف انت عملت ايه وصلتها لكده ...هانيا لو فى مصيبه مش بتقفل الموبيل...ده من المستحيلات
- ماشى لما تيجى حسابها معايا بس تيجى ...ان ما ربيتها تبقى تقول عليا مش راجل
نظرت له المربيه بضيق من اسلوب كلامه و تصرفاته الهوجاء...فكيف ان يكون مثل هذا رب اسره ...لابد ان يُربى نفسه اولاً ..
تركته امام التلفاز و رحلت الى غرفتها و هى تدعى الله ان يُسلم ابنتها التى لم تلدها و دَعت له ان الله يهديه و يصلح احواله لزوجته و يكون صالح لها و هى الاخرى تكون صالحه له
****************************
الثانيه عشر الا الربع
يستمع الى مفتاح الباب يدور بمكانه المخصص له و تدخل هى من خلفه
ينظر لها و الشرر يتطاير من اعينه ... ثم هجم عليها و سحبها من غطاء رأسها الصغير ...انتى كنتى فين
نظرت له بضيق و ازاحت يده بهدوء ثم تركته و توجهت حيث غرفتها و اوصدت الباب من الداخل خلفها و تركته يتخبط فى نفسه لا يعرف ماذا يفعل
زفر بضيق من برودها و تصرفتها الهوجاء... دق بابها
- نعم ؟؟
- افتحى
- لا
- يعنى ايه لا بقولك افتحى عايز اكلمك
- صرخت به : و انا قلت مش عايزه اكلم معاك ...
ظل يدق على الباب بجنون لتفتح له
- ايه يا ابنى مش اسلوب ده هتلم العماره علينا ...ما يصحش عمايلك دى
- خليها تفتح الزفت ده و انا هبطل دب على الباب
- افتحى يا هانيا يا بنتى الله يهديكى انتى التانيه
- لا يا داده انا تعبانه هنام ...تصبحى على خير
- اهه اديك سمعت هتنام ...خش نام فى الاوضه اللى جمبها و كفايه دوشه بقا هتفرج الناس علينا على اخر الزمن الصباح رباح ...تصبح على خير يا ابنى
لم يرد على الست الكبيره لتنظر له بضيق و ترحل
*************************
دخل الحجره و هو لم يهدء له بال من اسلوبها البارد تتركه خارج الحجره و تدخل تنام ...
كان قراره سهل و بسيط ...مل من هذه الحياه سيترك لها كل شئ و يرحل عنها و لتظل هى و رأسها
ابدل ملابسه و خرج من المنزل ...
خذلتها قدماها و قامت هرولت للشرفه لترى من الذى خرج من المنزل ...لتجده يستلقى سيارته و يذهب بعيداً و عجلات سيارته تصدر صريراً عالياً و تتعالى الاتربه خلفها لتغشى رؤيتها للسياره
************************
- ياااااه يا الفت 33 سنه ما شفتكيش كل يوم بتوحشينى اكتر من اليوم اللى قبله ...نفسى اشوفك ..وحشتنى كل حاجه فيكى ... من يوم بعدك عنى و انا اتكسرت ...عمرى ما تمنيت زوجه غيرك ليا ...كان نفسى ولادى يبقوا منك .... على قد كرهى لأمهم على قد ما بحبهم ...سميت ابنى مهيد زى ما كان نفسك نسمى ابننا...فاكره لما قولتيلى نفسى فى ولد شبهك و اسميه مهيد
-هههههه شبهى ليه مش عايزاه يتجوز
- لا ده انت زى القمر يا فاروق ده كفايه شعرك المسبسب ده
- بس بقا احسنلك...
افاق من شروده على دخول مها التى تدخل تجرى
- بابى بابى ...الحق مهيد جه بره و شكله متنرفز خالص
- ايه مهيد
- ايوه ده حتى ما سلمش عليا طلع اوضته على طول
- هانيا معاه
- لا لوحده
ماشى يا حبيبتى يالا روحى نامى علشان مدرستك بكره
- حاضر يا بابى
- صعد حيث غرفه ابنه ...دق الباب و دخل دون ان ينتظر اجابه... خير ايه اللى جابك هنا و فين مراتك
- انا مش طايق البت دى و مش عايزاها ...
- يعنى ايه يا مهيد ...ده وقت تسيب البنت فيه و ابوها تعبان فى المستشفى دى اصول ولا تصرفات رجاله
- بابا انا اخدت قرارى انا هطلق هانيا
- نعم هتعمل ايه
- ده قرار و انا اخدته و مش هرجع فيه بعد اذنك مش عايز ضغط عليا
- مهيد بنات الناس مش لعبه بين ايدك
- ده قرارى لو سمحت
- براحتك ..بس كنت مفكر انى خلفت راجل
- بابا من فضلك انا راجل... و ما تنساش انك جوزتهالى غصب
نظر له بضيق و تركه و رحل ....
********************
هرولت سريعاً من جانب الغرفه قبل ان يراها فاروق و ابتسمت بنصر عند سماعها لهذا الحديث فبذلك لم تخسر شئ ولا تبذل مجهود كبير فرصه على طبق من فضه جائت اليها ...هرولت على الهاتف و هاتفت ماريهان لتخبرها انها تستعد و تجيبها الاخرى انها على اتم وضع للأستعداد .....

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن