Part 22

16.8K 337 4
                                    

قصــــــــة..(نيران الانتقام و الحب)..

شمس جديده ...دقت الساعه السابعه صباحا ليعلن مُنبه عن صوته المزعج ...فتح عيناه بتثاقل و فركهم بأصبعه كالطفل الصغير...

و تقدم للمرحاض اغتسل و صنع شطيره صغيره و فنجان القهوه ذو الرائحه النفاذه ...ثم تقدم من غرفتها دق الباب بهدوء..لم تجب فتح الباب و دخل القى نظره عليها و هى نائمه .... ابتسم فى رضا على جمالها حتى اثناء الموت المؤقت ...فتح الخزانه و اخرج بدله رماديه اللون و رابطه عنق و معطف شتوى اسود يصل الى ما قبل الرُكبه و حذاء جلد اسود و حزام ايضاً ذو ماركه عالمية ...و اخرج ازرار القميص الفضية ...و قف امام المرآه و هو يدندن بخفوت و يرتدى ملابسه بهدوء ...مشط شعره الغزير للخلف و رش عطره الجذاب ... الذى ملء الحجره برائحته ....جلس على طرف الفراش و اغلق رباط حذائه ...ثم ارتدى المعطف و رش عليه عطراً اخر ...و القى نظره اخيره على نفسه ثم القى قُبله لنفسه فى الهواء امام المرآه....و اغلق باب الحجره و خرج ....
- لتتنفس هى الصعداء ...كانت ترى كل ما حدث منذ قليل خلال ثقب صغير بين ثنيات الغطاء الوثير ...كانت وجنتيها اشتعلت من السخونه التى سرت فى جسدها فلأول مره تراه هكذا ..مفتول العضلات قوى البنيان ...شعرت بضائله حجمها امامه ...انه كان وسيم للغايه ...ودت لو استيقظت و جعلته يرتدى اسوء ما لديه ..كى لا يكون بتلك الدرجه من الجمال و الوسامه .... ازاحت الغطاء و قامت تتحسس انينه العطر الذى لمستها من الداخل ...حركت بداخلها شئ ما ....مسكتها بأصابع مرتعشه و ضغطت عليها فى الهواء لتنتشر الرائحه امام انفها و تشتمها و هى مغمضه العنين سارحه فى عبق صاحب العيون الخضراء....تفتح عيناها ببطء و هى بخيالها الاف التصورات ....
خرجت من الغرفه و هى لا تعرف ما اصابها كان من الصعب ان تحدد ما تشعر به ...احساس ممتزج ...لكنها لا تعرف اهى سعيده ام حزينه ....
ذهبت حيث كان نائم و امسكت بالوساده و احتضنتها لتشتم رائحته العالقه بها ... حتى و ان سال لعُابه عليها ستستنشقه ....اخذتهم الى غرفتها و جعلت المكان لا يوجد به اى اثر للنوم..... تدخل المطبخ لتعد كوب نسكافيه ...لتجد ورقه لاصقه على الثلاجه
( صباح الخير يا هانيا ...على الساعه 10 زينب هتيجى تنضف البيت ...و تطبخ علشان العزومه انتى بس ما عليكى الا مباشرتها ...ما تنسيش تاخدى الدوا )
زفرت بضيق فعاشقته الثانيه ستأتى هى الاخرى ... لعنت كل انثى تنظر اليه حتى و لو عن طريق الصدفه و بدئت يومها و هى تدعو ان يمر اليوم على خير و تنقضى تلك العزومه .....
*******************************
يدخل الشركه و هو يشعر بالضيق يعلم ان هذا ليس مكانه ...فمكانه وسط المجرمين ....يعشق رضوخ العساكر له ....يحب تسلطه على المجرمين....يشتهى الاوامر الصادره له بتكليفه مأموريات ...حقاً اشتاق للطبنجه الأميريه و البدله و الباريه ....اشتاق لتأديه التحيه العسكريه ....حتى انه اشتاق لعبد الصمد الهزيل....
فتاه الاستقبال : انت يا استاذ رايح فين كده من غير لا احم ولا دسطور .....ايه داخل على سويقه
- نظره التكبر و الغرور عادت له : انتى بتكلمى مين كده
- بكلمك انت اما نطع صحيح ...ايه ما فيش سلامو عليكو .... اى حاجه انت جاى لمين و عايز ايه
- انتى مين اللى مشغلك هنا يا بت انتى
- بت اما تبتك اما صحيح جلنف
- اللهم اغذيك يا شيطان ... مين ده اللى جلنف...قسماً بالله العظيم لتتفرجى على اللى هيحصلك
- ليه يا الدلعدى تكونش الحاكم بأمره و انا مش واخده بالى ...
ليدخل فاروق فى هيبته ليرتعش الجميع لرؤيته .... و تتحول ذات اللسان الطويل الى فتاه اخرى
- مهيد صباح الفل عليك يا حبيبى ...برضوا عملت اللى فى دماغك و جيت النهارده
- امال يا حج ما انت عارف ابنك عنيد زيك ( قال كلماته الاخيره و هو ينظر لها شظراً)
- تعالى ده انا بنفسى اللى هدخلك مكتبك .... منور الشركه يا مهيد
- بنورك يا بابا
- تعالى معايا يا ابنى
*********************
صفاء: يخربيتك يا سناء ايه اللى انتى عملتيه ده ...بهدلتى الواد
سناء: ياختى و انا ايش درانى انه ابنه ...انتى مش شيفاه داخل و يا ارض اتهدى ما عليكى قدى
صفاء: لا يا بت ما الواد باين عليه ابن ناس و حليوه ...يعنى ان ماكنش ابنه هيبقى عميل للشركه...يعنى مش داخل سويقه زى ما قلتى
سناء بتفكير: ياختشى اصل البت سعاد اختى الارشانه قالتلى لما تحبى توقعى واد فى حبك و تشغلى عقله كلميه بالاسلوب دَهونً...ال ايه علشان يفكرنى بت جد و ماليش فى شغل العوء ده
صفاء: اه قلتيلى بقا اختك صاحبت الافكار الرديئه دى ....بكره لما يرفدك من الشغل و تعدى جمبها و تحطى خيبتك على خيبتها ....ما تنسيش تبقى تمشى بنصايحها
سناء: ياختشى فال الله ولا فالك ...ال رفد ال لا لا الواد حليوه و انا كده دخلتله بالسكه الصح.... بكره هتلاقيه وقع فى دباديبى و بالذات انى على طول هبقى فى وشه هنا
صفاء: ربك يستر علينا و عليكى ...شوفى شغلك
**************************
- ها عجبك المكتب يا ابنى
- جميل تسلم ايدك يا بابا ...ماكنش له لزوم كل ده
- بطل عبط يا واد ده انت مهيد بك العوامى يعنى نار على علم...عايز يتعملك اى حاجه
- خلاص بقا يا بابا راحت ايام البيه دى
- ربنا هيعوضك باللى احسن من الداخليه بأذن واحد احد .....قلى هانيا اخبارها ايه
- اهى كويسه اعده فى البيت -
- انت مش هتخليها تنزل تشتغل ولا ايه ...؟؟؟
- لا ما عنديش ستات تشتغل يا ابو مهيد ... و بعدين شكلك ناسى هى عملت ايه معايا تحت ظل كلمه الشغل دى
- عموما يا بنى هدى اللعب البنت كويسه ...ما تبقاش انت و ابوها و الزمن عليها
- دون تفكير حاضر يا بابا ....نشوف الشغل بقا ولا هنقضيها كلام على هانيا
- يالا بينا
*********************************
الساعه التاسعه و النصف استيقظت على صوت رنين هاتفها ....رساله نصيه تحتوى على
( يوم ما هتفكرى ترجعى للصحافه من جديد ..هتتفاجئ بالقبض عليكى ...و صوره للجثه ملحقه بالنص)
انتفضت و القت الهاتف من بين يدها ...لتفاجئ بجرس الباب يدق انتفضت بشده و كأنها شعرت بأن البوليس اتى ليصطحبها الى قسم الشرطه ...
نظرت من العين السحريه لتجدها زينب تقف بتأفف
فتحت الباب و هى تحاول ان تبتسم فى وجهها : صباح الخير
نظرت لها الاخرى بتأفف و هى تمصمص شفتيها و ترمقها من رأسها الى اخمص قدميها بنظره ازدراء: وسعى كده يا شابه ...الا قوليلى هو سى مهيد فين ..
بضيق: مهيد مش موجود
الاخرى بصوت منخفض: ما هو لازم يطفش من وش الصبح ده كفايه خلقتك اللى تسد النفس دى اعوذ بالله
- بتقولى حاجه يا زينب
- لا يا اختى هقول ايه ....اعمل ايه ما انا شايفه البيت نضيف و زى الفل اهو
- الاول انتى فطرتى ولا تفطرى
- لا ده بيت سى مهيد بيه ...ما تعمليش عليا ست بيت اه ادينى بقولك اهو ...ده كان زمانه متجوزنى انا مكانك ده بيموت فى دباديبى ...و بعدين ايه المنظر ده سى مهيد بيحب الشخلعه ...البيجامه عليها دبدوب...جاتها نيله اللى عايزه خلف
- امشى اطلعى بره بيتى انتى سافله و قليله الادب ....مش عايزه اشوفك هنا تانى انتى فاهمه
- بيت مين يا ام بيت ده بيت سى مهيد و بكره يطلقك و اتجوزه و تموتى بغيظك مقهوره ...
- امشى اطلعى بره ...بقولك بره
دفعت زينب خارج الباب لترتمى خلفه تبكى بشده ...فتلك القبيحه اذت مشاعرها ...و هذا البغيض لن ينساها قط و سيظل يهددها طلما كانت على قيد الحياه ...و
مهيد ...!!!!
اهو حقاً على علاقه بزينب...من اين لها ان تعرف عن انفصالنا..و ان جوازنا صوريا ...أهو على علاقه بها ..أيحبها...أم أم لم تستطيع ان تكمل اجهشت فى البكاء....و ظلت على حالها لكثير من الوقت ....
*****************
خرجت من باب الشقه و هى ترسم ابتسامه شماته على شفاتيها ....فستنتقم منه مهما كلفها الامر ...فهذا هو من قبض على حبيبها فى احدى الايام و دمر حياتها بسبب سجن الاول ...ستثأر له...و لم تتخلى عن حلمها قط
عادت الى الفيلا و هى تجيد اصطناع الدموع ...
عايده و هى تنزل سماعه الهاتف من على اذنها: ايه اللى جابك و انتى لحقتى يا زينب
بكت بشده : يانى من حصلى يست هانم ...دى الهانم مرات البيه باينها لا مؤخذه يعنى مناخوليا
- تعالى هنا يا بت و احيكلى شوفتى ايه بالتفصيل هه ...بالتفصيل
- روحت يا سيتى لقيتها لبسه هدوم عجيبه كده و ناكشه شعرها شبه و العياذ بالله الشياطين و عماله تصرخ و تقول انا صاحبه البيت و الكلمه كلمتى ...
اقولها يا هانم مانى عارفه تجولى ..لا لا انا بس الهانم و كلمتى تمشى على الكل ... و فى الاخر طردتنى يا سيتى من البيت بعد ما بسألها مهيد بيه موجود ولا لا ...كنت عايزه افهم منه ايه المطلوب اصلى خوفت منها الصراحه...لكنها ما تدتنيشى فرصه اتفتحت فيا بالزعيق زى البرابنط ...ياختى يجعل كلامنا خفيف عليهمم يا سيتى
- ها بقا هانيا كده ...حلو اوى الكلام ده ...(دست يدها فى صدرها و اخرجت بعض النقود التى لا تتجاوز العشر جنيهات و اعطتهم لها ) شاطره عايزاكى كل ما تشوفى او تسمعى حاجه عنهم هوا تيجى تقوليلى
- نظرت للمبلغ الزهيد بأحتقار و كادت ان تلقيه فى وجهها ...الا انها عكست ما بداخلها و هى تقبل الورقه النقديه : ربنا يخليكى لينا يا ست هانم و ما نتحرم منك قادر يا كريم خيره من يومك ...حتى ان ابتعدت الاهى ياخدك انتى و ابنك ولا يحرق قلبك عليه زى ما حرق قلبى على الواد حمو ...
**************************
لابد ان لاتظهر امامه الضعيفه مهما كانت تشعر بذلك بداخلها
طلبت بعض المأكولات من احد المطاعم ...و اوصت ببعض انواع العصائر التى تريدها ....فستخبره لكن بعد انقضاء اليوم و مروره ....مر الوقت سريعا لتجده يدخل من الباب و على وجهه لا يوجد اى تعبير
- سلام عليكم
- بأبتسامه واسعه : و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته
- زينب طبخت
- الصراحه لا اصل حصل يعنى
- اخلصى انتى لسه هتعدى تقولى اصل و فصل .....فى ايه
- فى ان دى بنت قليله الادب و قلت ادبها عليا و انا كرشتها
- انتى ازاى تتصرفى من نفسك ...و العزومه مين ان شاء الله هيحضر لها انتى ...و انتى اصلا مش بتعرفى تغسلى كوبايه
- بعيون تتراقص بداخلها الدموع انا عملت اوردر و طلبت اكل و زمانه على وصول
- عال و الله الست دلوقتى هى اللى بتمشى البيت و الطارطور جوزها مالوش ولا اى لزمه ...ولا حتى رأى يتاخد .... راجل انا ولا فرده شراب
- بعصبيه مفرطه: انت بتزعقلى ليه انا عملت ايه غلط ...يعنى اسيبها تقل ادبها عليا و اسكت ...اسيبها تعد تتمايص و تجيب فى سيرتك و تدلع و اسكت ....ولا تكونش انت اللى قايلها تعمل كده علشان تغيظنى ....لآ يا بابا مش انا اللى اتغاظ من حته خدامه ...ولا من بت خالتك المسلوعه دى ... الاتنين عندك اشبع بيهم ....ده انا هانيا الجَمال عارف يعنى ايه ....يعنى مال و جمال ...انا لو شاورت بس على الراجل اللى يعجبنى هيجى يبوس رجلى و يتمنى نظره و يطلب الرضا
- اظن انا قلت البيت ده بيتى و انتى ضيفه غير مرغوب فيكى و هتقضى فتره و هتمشى ...يبقى ياريت ما تدخليش فى حاجه ما تخصكيش... و بالنسبه لموضوع الراجل اللى يعجبك ده هنشوفه بعدين لانى مش فاضيلك دلوقتى
نظرت له بحزن لاول مره تشعر ان كرامتها اهدرت بسبب هذا المغرور ...على فكره انت انانى
و تركته و دخلت الى حجرتها و لم تغلق الباب تعلم انه ان اراد يدخل فسيدخل
و بالفعل لم يكذب خبر و دخل ليبدل ملابسه بملابس رياضيه قطنيه منزليه مريحه ...و تعطر بذلك العطر الذى يذيب قلبها و تركها و خرج من الغرفه ...يجلس امام التلفاز فى انتظار الضيوف
*************************
صدور قرار من نائب رئيس مجلس الادراره مهيد العوامى بنقل الموظفه سناء فتحى محمد السيد من الاستقبال الى شئون العاملين و عدم احتكاكها بأى من العملاء .... و يتم النقل منذ صباح غد الموافق 23-9-2015

نيران الانتقام و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن